TOP

جريدة المدى > محليات > القضاء يكلّف عمّ الطفل سجاد بتربيته بعد تعرّضه لمحاولة قتل من قبل والده

القضاء يكلّف عمّ الطفل سجاد بتربيته بعد تعرّضه لمحاولة قتل من قبل والده

نشر في: 3 فبراير, 2013: 08:00 م

بدت الفرحة في عيني الطفل سجاد وهو يسمع من أحد زواره بـ"أنه سيغادر المستشفى"، متوجهاً إلى بيت عمه الذي تكفل برعايته، والذي وعده بـ"سيارة كبيرة" تعمل بالريمونت"، (جهاز التحكم عن بعد).سجاد الذي تعرض منتصف الشهر الماضي إلى الضرب المبرح من أبيه، أجريت له

بدت الفرحة في عيني الطفل سجاد وهو يسمع من أحد زواره بـ"أنه سيغادر المستشفى"، متوجهاً إلى بيت عمه الذي تكفل برعايته، والذي وعده بـ"سيارة كبيرة" تعمل بالريمونت"، (جهاز التحكم عن بعد).
سجاد الذي تعرض منتصف الشهر الماضي إلى الضرب المبرح من أبيه، أجريت له عملية جراحية بساقه اليسرى التي التهب عظمها بسبب (الضرب المتكرر)، ويؤكد أنه بدأ يشعر بالتحسن، لكن الأطباء المشرفين عليه بدوا قلقين على حالته النفسية، التي تتطلب "كثيرا من الوقت لكي تشفى"
ويقول سجاد في حديث إلى (المدى برس) في أول تصريح صحافي له إن "جروحي شفيت، لكن ساقي ما زالت تؤلمني، وسأذهب إلى منزل عمي لأعيش عنده، لأكمل دراستي في الحي العسكري (شرقي مدينة الديوانية)، ولن أذهب إلى عفك ثانية ،فأنا لا أحبها".
ويضيف سجاد "لا أريد العودة إلى البيت خوفا من عنف أبي، وكرهت الغرفة التي ليس فيها ألعاب لي، وكنت أعيش فيها مع أبي وزوجته وأبنهما"، مؤكدا أنه فرح بالألعاب والهدايا التي جلبها له البعض من الذين أبدوا تعاطفهم معه، ليأخذها إلى بيت عمه الذي سيعيش فيه.
من جانبه، يؤكد الطبيب الذي أجرى عملية التهاب ساق الطفل سجاد رعد جواد الشيباني في حديث إلى (المدى برس) أن "حالة سجاد عند دخوله المستشفى فاجأتني وحيرتني، إذ كان يعاني من تورم في الساقين والقدمين، وبعد الفحوصات والتحاليل، تبين أنه بسبب التهاب عظم الساق اليسرى، جراء الضرب المتكرر، الذي أدى إلى تجمع خراج ونزف داخلي فيها"، لافتا إلى أن "سجاد عند وصوله كان يعاني من فقر دم حاد فلم تكن نسبة دمه تتجاوز(7) درجات فقط، ما يعد نسبة منخفضة جدا قياسا بعمره".
ويتابع الطبيب حديثه "لم أجرِ العملية بنسبة الدم حينها، وطلبت إعطاءه قنينتي دم لنعوض له النقص الحاد ولأتمكن من إجراء العملية له، وعند الاطلاع على سجله الطبي، اتضح أنه تعرض إلى ضربات في الرأس والوجه والكي في فخذه الأيسر، إضافة إلى تورمه"، لافتاً إلى أن "حالته الصحية بعد إجراء العملية أخذت تتحسن بشكل كبير جدا، لكنه سيبقى بحاجة إلى متابعة حالته النفسية".
وليس بعيدا عن المستشفى حيث يرقد سجاد، اعتصم العشرات من الأطفال وناشطي المجتمع المدني والصحافيين، أمس الأحد، أمام مبنى رئاسة محكمة استئناف الديوانية، تضامنا مع الطفل المعنف سجاد.
وتقول الناشطة سعاد التميمي التي شاركت بالاعتصام في حديث إلى (المدى برس) إننا "نطالب الادعاء العام من خلال اعتصامنا، برفع دعوى قضائية على والد الطفل المعنف سجاد، لينال جزاءه العادل، لما سببه من أضرار نفسية وجسدية للطفل الضحية، فضلا عن حث مجلس النواب  على الإسراع بتشريع قانون حماية الأسرة".
وتضيف أن "بياناً أصدره المشاركون في الاعتصام، تم تسليم نسخ منه إلى المدعي العام ورئيس محكمة استئناف الديوانية، ومكتب مجلس النواب ومجلس محافظة الديوانية".
وتوضح أن "الدعوة إلى الاعتصام أطلقها أحد الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعية في الديوانية، بعد عرض تقارير نشرتها (المدى برس)، تضمنت التنسيق مع أعضاء مجلس النواب، ورجال الدين وعدد من منظمات المجتمع المدني، لمناهضة العنف ومحاسبة المعنفين تحت السقف الواحد".
وجاء في بيان المعتصمين الذي تسلمت (المدى برس) نسخة منه "نناشد وندعو الادعاء العام باسم الشعب، تحريك دعوى جزائية، بحق والد الطفل سجاد (عنوان الطفولة)، الذي تعرض منتصف الشهر الماضي، إلى ضرب مبرح وتعنيف جسدي ونفسي ومعنوي من قبل أبيه، وتعلمون سيادتكم أن الطفل خضع إلى عملية فوق الكبرى لساقه اليسرى، إضافة إلى الجروح البالغة وآثار الكّي، التي قد تترك له عاهة مستديمة أو تؤثر على سلوكه النفسي في القادم من الأيام".
وذكر البيان أن "طلبنا هذا بعد أن علمنا عدم إمكانية الضحية، رفع الدعوى على أبيه كونه قاصرا، كما نطالب  المدعي العام بطلب إنزال أشد أنواع العقوبة على الجاني، الذي كرر هذا الفعل أكثر من مرة كما جاء في إفادة مدير مدرسة سجاد، وشهود الحادثة وإفادة الضحية".
وأكد البيان أن "الاعتصام ومطالبتنا بإنزال أشد أنواع العقوبة بالجاني، ليس حقدا أو كرها لأحد، لكن ليكون هذا الحادث درسا وعبرة لكل من يستهين بالإنسان، وحقه الطبيعي في الحياة، ولكي لا نعيش مرارة المشاهد المرعبة، التي أبكت كل من اطلع عليها سواء داخل العراق أو خارجه، والتي أصبحت قضية رأي عام تناقلتها وسائل الإعلام والمنظمات المحلية والدولية (...)".
وطالب البيان "أعضاء مجلس النواب، بالتعجيل بإقرار قانون العنف الأسري الذي صار أمرا ملحاً وضرورة قصوى، لضمان حق الأسرة التي كفلها الدستور الذي صوت له أبناء الشعب العراقي في مادته (29) ".
من جانبه، يؤكد القاضي الأول لمحكمة الأحوال الشخصية في الديوانية كاظم الزيدي أن "قانون العقوبات المرقم 111 لسنة 1969، وقانون المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971، المعمول بهما حاليا لم يعالجا حالات العنف الأسري، بل ركزا على الحالات العامة في المجتمع".
ويوضح الزيدي أن "مسودة قانون الحماية القانونية من العنف الأسري في العراق، المطروحة حاليا أمام مجلس النواب من شأنها أن تعالج هذه القضايا، وننتظر إقرارها للعمل بموجبها كقانون"، لافتا إلى أن "معدلات الجريمة الأسرية قد ارتفعت وتم تسجيل الكثير منها في السنوات الأخيرة،وهو ما يؤكد الحاجة لهذا القانون".
من جهته، يبين مدير عام شرطة الديوانية العميد عبد الجليل الأسدي في حديث إلى (المدى برس) أن "أدوات مديرية الشرطة ووزارة الداخلية والقضاء العراقي ومحاكمه جاهزة، لكن تنقصنا المواد القانونية التي تتيح لنا الحد من هذه الظاهرة، وننتظر تشريع قانون حماية الأسرة بفارغ الصبر، بعد تسجيل مئات الدعاوى في الأسر، التي تم تأشيرها ضمن المواد القانونية القديمة (كمشاجرة أو ضرب)، وهي مخففة وفق القانون وتسمح بإطلاق سراح الجاني ونفاذه من العقوبة".
أما  نعمة عبد الكاظم حسون جد الطفل سجاد الذي كان فرحا بأنه سيخرج من المستشفى ،فيقول في حديث إلى (المدى برس) إنني "وزوجتي منذ وفاة ابنتي والدة سجاد تكفلنا تربيته لأكثر من خمس سنوات، حتى نجاحه  منذ ذهابه إلى المدرسة، التي جعلت أباه يأخذه منا ليكمل تربيته".
ويضيف حسون "وقفة المعتصمين لنصرة سجاد، فتحت أمامي وجدته بارقة الأمل بعودته ألينا ثانية، بعد أن طلب منا المدعي العام في محكمة الديوانية، كتابة طلب لحضانته باسم جدته، نقدمه إلى محكمة قضاء عفك، ليتسنى لنا تسلمه من عمه الذي أخذ الوصاية بقرار سابق للقاضي المختص".
ويؤكد حسون استعداده لتربية سجاد والسهر على راحته وحمايته وعلاجه من الأزمة التي مر بها"، مبينا أن زوجته (جدة سجاد) "قدمت طلبا سابقا إلى قاضي تحقيق محكمة عفك، فقرر جلب أوراق الدعوى وطلب اليوم تأكيد طلبنا السابق، وننتظر قراره".
ويبين الجد "سألت محامين قبل الحادث عن إمكانية حضانتي أو زوجتي لسجاد لخوفي عليه، فأكدوا أن القوانين العراقية الحالية لا تمنحنا هذا الحق"، داعيا "الآباء إلى عدم استخدام القسوة أو الوحشية في تربية الأطفال أحباب الله، وتجنيبهم ما مر بسجاد ومعاناته وما ستتركه فيه".
وكانت (المدى برس) قد نشرت في (24 كانون الثاني الجاري) تقريرا عن قصة الطفل سجاد في مدينة الديوانية تعرض إلى محاولة قتل من قبل والده وبدت عليه آثار حروق وكدمات في أجزاء من جسمه ،وبحسب سجاد فإن ما تعرض له من قبل والده جاء لإرضاء زوجته الثانية التي تزوجها بعد وفاة أم سجاد.
ويتزايد تسجيل مثل هذه الحالات في عموم العراق بصورة كبيرة، ويعزوها الباحثون للتغييرات الاجتماعية والاقتصادية وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين إضافة إلى الزواج المبكر الذي ينعكس بشكل سلبي على الأولاد بالإضافة إلى مفاهيم خاطئة متجذرة في بعض المجتمعات، فيما يطالب مسؤولون وناشطون ورجال دين، بتسريع إقرار قانون العنف الأسري في مجلس النواب للحد من هذه الظواهر .    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

أطفال يتركون المدارس والأهالي يشترون المياه في قضاء كحلاء
محليات

أطفال يتركون المدارس والأهالي يشترون المياه في قضاء كحلاء

 بغداد / تبارك عبد المجيد يعيش سكان قضاء كحلاء يوميات شاقة وسط ضعف الخدمات والبنية التحتية المتدهورة، حيث لا تصل المياه إلا لمن يشترونها، وتتحول الطرق مع كل مطر إلى برك طينية تعيق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram