منذ زمن طويل ونحن نسمع ونقرأ ونرى بأم أعيننا كيف يتجاوز بعض اللاعبين على المدرب او يتمادون في تجاوزاتهم لتنال اعضاء في الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وبعد فترة وجيزة ومن خلال حالة ندم هؤلاء اللاعبين الذين تسرعوا في اتخاذ قرار وفي علمهم انهم سيندمون عليه كونه اتخذ في لحظة غضب نرى ان الامور تعود الى مجاريها مسرعة كون الجميع يضع مصلحة العراق فوق كل الاعتبارات الاخرى بعيداً عن المصطلحات الاخرى التي تفسر بكرامة وعزة نفس وغيرها ، فأمام العراق تسقط كل الاعتبارات الاخرى كوننا جميعا عراقيين ونعيش على تربة هذا الوطن المعطاء ونشرب من مياهه النقية التي تنبع من نهري دجلة والفرات اللذين باتا العلامة الفارقة في وجوه جميع العراقيين الأصلاء.
عندما يسيىء لاعب ما ويعتذر لا بأس انه يعاود التواجد مع المنتخب خصوصا اذا ما كان مؤثراً تأثيراً ايجابياً على اسلوب لعب المنتخب وتوضحت نتائج المنتخب بتواجده معه .. لكنني اليوم اتساءل ومعي ملايين العراقيين ما الذي فعله اللاعب نشأت أكرم كي يُبعد بطريقة مخزية ومشينة ولا تمت بأية صلة للاعب بمواصفات أكرم الذي ذاع صيته ويُعد اللاعب الوحيد الذي وصل القارة الأوروبية ليعلن عن اسم العراق هناك في الدوري الأوروبي بعد الاداء العالي والمثير الذي قدمه خلال سنوات طوال قضاها قائداً لأوركسترا الأسود.
نشأت أكرم اسم سطع ولمع بسرعة متناهية لم تـُعد ولا تقدَّر بزمن كونه اختزل الطريق يوم كان اصغر لاعب في منتخب الشباب الحائز على ذهب آسيا عام 2000 في إيران واثبت وجوده لاعباً اساسياً من خلال تحركاته العبقرية وتمريراته القاتلة التي عادة ما تنتهي بتسجيل العراق هدفا فضلاً عن هزِّه شباك الخصوم الخليجية والآسيوية والعربية بشتى الانواع من التسجيل ومن جميع المسافات.
اليوم وبعد ان تفنن البرازيلي زيكو عندما قاد المنتخب الوطني في أسوأ فترة بحياة أسود الرافدين، أقول : تفنن بقراراته التي بعثر أزاءها لاعبينا بين استغناء وإيقاف لنرى ان التشكيلة التي خطفت اللقب الأغلى عام 2007 بات جميع ابطالها خارج حساباته ومنهم المايسترو نشأت أكرم الذي كان عنصراً مؤثراً للغاية خلالها لكن الجميع رضخ لقرار زيكو المزعوم على اساس انها مصلحة العراق إلا اننا فوجئنا أخيرا وبعد تخلي زيكو عن المهمة وإناطة المهمة التدريبية بالمدرب حكيم شاكر ان يستمر الإجحاف بحق هذا اللاعب فهذا ما جعلنا في حيرة من أمرنا !
نعم اننا نعترف ان أكرم قد فقد جزءاً من بريقه نتيجة جهد وتعب السنين وارتباطاته مع الاندية التي احترف فيها لكن هذا لا يمنع انه سيعود الى وضعه الطبيعي ، بل يجب منحه الفرصة التي من خلالها سيعيد نفسه خدمة للعراق العظيم ويجب ان لا نتنكر الى تلك السنين التي قدم خلالها أكرم جهوداً مضنية واعتلى بصحبة زملائه منصات التتويج التي هي مَن تشهد له ولزملائه فضلاً عن شباك الخصوم التي هزَّها بشتى الطرق.
كل مَن راقب منتخبنا الوطني خلال البطولات الاخيرة التي غاب عنها نشأت أكرم شخـَّص الفراغ الذي تركه هذا اللاعب الذي بات وجوده ضرورياً ليس من باب الدفاع عنه ، بل تحت ذريعة حب العراق كون منتخبنا بحاجة ماسة الى خدماته والدليل العشوائية والفوضى التي رافقت أداء المنتخب في خليجي 21 الاخيرة التي أُسند دور هذا اللاعب الى لاعبين لا يمتون بأية صلة الى هذا المركز الذي يُعد مركز ثقل الفريق بأكمله ، ولا نريد ان نغوص بأعماق القضية ونتطرق الى موضوعة استدعاء بعض اللاعبين الذين اثبتوا فشلهم في البطولة الاخيرة وتم تشخيص اخطائهم المتكررة والتي بسببهم لم نرتق منصات التتويج لكنهم للأسف مُنحوا الفرصة ثانية وبات أكرم بعيداً عن كتيبة الأسود ، فهل من منصف؟
هل من منصف؟
[post-views]
نشر في: 4 فبراير, 2013: 08:00 م