TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سياط 12 فضائية

سياط 12 فضائية

نشر في: 4 فبراير, 2013: 08:00 م

الوسط  الإعلامي وعلى خلفية التظاهرات الاحتجاجية في بعض من المحافظات،  يتداول هذه الأيام أحاديث  تعبّر عن قلق ومخاوف على السلم الأهلي،  تغذيه وسائل إعلام عراقية وأخرى عربية،  تعزف على الوتر الطائفي، من دون مراعاة خطورة هذا التعاطي مع  المشكلة العراقية القائمة حاليا، وهي سياسية  بامتياز،  تتحمل مسؤوليتها الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية .
 عشرات  الإعلاميين وعبر مقالات الرأي  وحتى  التخطيطات الكاريكاتيرية،  أشاروا إلى حالة   جلد العراقيين،   بسياط فضائيات وعشرات الصحف ووكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية  واضح من خطابها،   أنها  تعمل على تأجيج  الانفعالات والدوافع والانتماءات المذهبية في التعاطي مع الاحداث التي تشهدها المنطقة  والساحة المحلية ،  وباعتماد  ما يعرف بالإعلام الموجّه، استطاع حاملو  السياط أن يفجروا "الغدد الطائفية"  لدى مؤيدي وأنصار وأتباع قوى سياسية وقفت ضد التظاهرات الاحتجاجية، واتهمت منظميها بتنفيذ أجندات إقليمية.
 بحسب المتابعين  للساحة الإعلامية العراقية، يوجد أكثر من 12 فضائية  مدعومة من دولة جارة للعراق،  وهذه الحقيقة لا تحتاج إلى  دليل إثبات، فهناك بحوث  يتداولها ويتحدث عنها أكاديميون  مختصون بالإعلام، وتقارير منظمات دولية  واستطلاعات رأي، ومتابعة لساعات البث، ورصد لنشرات  الأخبار، كلها تشير إلى أن سياط  تلك الفضائيات،  تمت صناعتها في الخارج ،   وحملتها  سواعد أمينة، طالما استنكرت ملاحقة متظاهرين  في دولة خليجية من قبل النظام،  واتهمت المتظاهرين في العراق بأنهم ينفذون مخططا، إسرائيليا أميركيا يستهدف النظام السياسي ويسعى لتقويض التجربة الديمقراطية، وهذا القول ردده نائب سابق رفعت عنه الحصانة في الدورة التشريعية السابقة  لتورطه بقضايا فساد،  وعرف  بتصريحاته ودعواته السابقة   لإنقاذ العراق من "الاحتلال الصفوي "، ونتيجة موقفه الداعم لنظام بشار الأسد، احتل شاشة فضائية  قرابة ساعة، ليقدم النصائح   للمتظاهرين، بان يعتمدوا الحوار مع الحكومة لتحقيق مطالبهم، والابتعاد عن الشعارات الطائفية، وسبق لهذا "النائب  المخلوع " أن سخر فضائيته لدعم  معمر القذافي في أيام الربيع الليبي.
 "الغدة الطائفية" يحملها الجميع، وهي قابلة للانفجار في أية لحظة، لتعكس توجهات صاحبها بشكل لا يقبل اللبس والشك،   والأمر لا يقتصر على المتأثرين بالخطاب الإعلامي السائد، وإنما قد يشمل مثقفين  وأكاديميين، وحتى  من يدعي العمل في حقول إبداعية، الشعر والقصة والمسرح  والتشكيل، والغناء، ومخاطر الغدة الطائفية أنها  أشبه بالوباء،  لا تتوفر المضادات الحيوية لمعالجتها أو الحد من انتشارها، لأن البلدان المتحضرة  المتخصصة بصنع الأدوية والمستلزمات الطبية، لم تنتجها بعد لأنها لا تعاني مثل هذه الأوبئة التي  تنشر في مناطق  شهدت صراعات  سياسية،  واندلاع حروب أهلية،  واضطربات استمرت سنوات،   تتمحور حول استحواذ طرف على السلطة، سواء بقطار أميركي،  أو  بأساليب مبتكرة استخدمت  اللعبة الديمقراطية، ليتولى الحزب الواحد سدة الحكم   بمباركة ودعم وتأييد 12  فضائية تجلد العراقيين على مدار الساعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram