في مثل هذا اليوم من عام 1983 ، توفي العلامة الدكتور أحمد سوسة ، المهندس والمؤرخ والكاتب العراقي الكبير ، بعد مسيرة حافلة بالبحث والإنجازات العلمية والتاريخية الفائقة في مناح عديدة من الحضارة العراقية وآثارها ، ولاسيما الجانب الإروائي منها . &n
في مثل هذا اليوم من عام 1983 ، توفي العلامة الدكتور أحمد سوسة ، المهندس والمؤرخ والكاتب العراقي الكبير ، بعد مسيرة حافلة بالبحث والإنجازات العلمية والتاريخية الفائقة في مناح عديدة من الحضارة العراقية وآثارها ، ولاسيما الجانب الإروائي منها .
ولد أحمد نسيم سوسة في مدينة الحلة عام 1900 ، في أسرة يهودية مشهورة بأعمالها التجارية وغناها ، أكمل الدراسة الإعدادية في الجامعة الأمريكية ببيروت سنة 1923 ، ثم ارتحل إلى الولايات المتحدة ، وأكمل فيها دراسة الهندسة المدنية فحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعاتها ، فضلا عن دراسات مختلفة في اللاهوت والتاريخ ، وبعد عودته إلى العراق عمل في الدوائر الهندسية مهندسا ومستشارا ثم مديرا ومديرا عاما . يقول في مذكراته إنه انشغل في موضوعة مقارنة الأديان ، منذ وقت مبكر من حياته الفكرية ، ثم أشهر إسلامه في منتصف الثلاثينات ، وذهب إلى الأزهر في مصر لإعلان ذلك ، ثم أصدر كتابا باسم ( في طريقي إلى الإسلام ) ، وبعد ذلك انصرف إلى البحث في مشاريع الإرواء والسيطرة على الفيضانات وتاريخها قديما وحديثا . وانتمى إلى مختلف المجامع والهيئات العلمية ، وكان من الهيئة المؤسسة للمجمع العلمي العراقي وأحد أعضائه ، من بدء تأسيسه إلى رحيله . وقد عرف بدقة بحوثه وموسوعيته في كل إنجازاته التأليفية ، وعندما درس حضارة العراق القديمة وتطور دياناته ، وصل إلى العديد من الاكتشافات التاريخية ، فأصدر كتابه الشهير ( العرب واليهود في التاريخ ) عام 1972، وقد ترجم إلى لغات عديدة .
من كتبه الذائعة ( فيضانات بغداد ) بعدة أجزاء ، وري سامراء ، ومشروع اللطيفية وسواها ، وقد درس مع الدكتور مصطفى جواد خطط بغداد ، وأصدرا كتابا كبيرا شكلا وموضوعا ( دليل خارطة بغداد ) ، اعتمد فيه على مجاري الأنهر القديمة والباقية لمعرفة المواقع القديمة وما يقابلها في العهود التالية .










