TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أنا أيضا رئيس وزراء!

أنا أيضا رئيس وزراء!

نشر في: 5 فبراير, 2013: 08:00 م

إلاّ الجاهل أو عديم الضمير لا يتملّكه الخوف على بلده وهو يرى فيه شعباً يتظاهر على بقعة تشكل نصف مساحته، شاكياً ما وقع عليه من حيف وظلم، وتقابله حكومة، ممثلة برئيسها وأصحابها و"فلاسفتها"، تركت الأمر لشيوخ العشائر ورجال الدين ليدرأوا الخطر. وحتى المالكي الذي يقول إنها ستكون فتنة حارقة ماحقة أو "حالقة"، فإنه وضع يده بجيبه، لا يحل ولا يربط. 

غفوت البارحة بصعوبة بالغة على سؤال: ما هي يا ترى واجبات رئيس الوزراء الذي يستلم رواتب ضخمة ومنافع انفجارية حتى يقال، والعهدة على من قال، إن "خرجيته" اليومية 2.5 مليون دولار !

قلبت الأمور إلى مطلع الفجر فوجدت الرجل لا يعترف بتحمل أي مسؤولية مما حلّ ويحلّ بالعراق أبدا. إنه مصون غير مسؤول. لا أظن أن رئيس وزراء في العالم كله مثل صاحبنا يتولى كما هائلا من المناصب، لكنه بدون مسؤولية ولا نعرف ما هو دوره. شلون بخت!

كل هذا الذي يحدث وهو وأصحابه يدّعون بأن الآخرين يعيقونه عن العمل. يقصدون الوزراء الذين ليسوا من كتلتهم ويضيفون لهم البرلمان طبعا. أما هو، فلا تشمله حتى قاعدة "سبحان من لا يُخطئ". ولم نسمعه مرة واحدة شكا لمجلس النواب وزيرا مقصرا بالاسم، بل دائما يكرر اسطوانة أن الوزراء لا يشتغلون. ولم نسمع انه زار المجلس يوما ليكشف لهم أسماء من يقفون عثرة بطريقه كما يدعي. فلو فعل سنحمّل مجلس النواب مسؤولية عدم الأخذ بشكواه.

يكرر دائما أن إقالة الوزير ليست منوطة به. لكن حتى هذه، ومع احترامي له، لم يصدق بها. ألم يقم بإقالة الوزير علي الدباغ حتى بدون الرجوع للبرلمان ولم يفصح، لحد اللحظة، لماذا أقاله ومتى؟ كل الذي نعرفه، ومن باب الحدس أو الظن، أن الدباغ أخرج ما أكله العنز! لكن ما الذي أخرجه الدباغ وما الذي أكله العنز؟ لا أحد يعلم. هناك من يقول إن مسألة إقالته تعود إلى أنه  وضع اسمه في خدمة من أرادوا سحب الثقة عن المالكي، فكشف أمره احد المستشارين. ولا علاقة لها بفساده بصفقة الأسلحة كما يشاع. يبدو أنها مثل قصة "أبو حنّاية" الذي أخبرتكم عنه في عمود سابق.

خلاصة القول إني أرى البلد بلا رئيس وزراء، إذ يمكن لأي شيخ عشيرة أو رجل دين أن يقوم بدوره. لا بل داعيكم أيضا يمكنه أن يدّعي بأنه رئيس وزراء العراق. فأنا، مثله، لا أستطيع إنقاذ الساكنين ببيوت التنك ولا تعيين أفراد جيش البطالة ولا أن ألبّي طلبات المتظاهرين، ولا أحاسب مفسدا ولا أخلّص الأطفال المنتشرين في ساحات الاستجداء وجحافل النساء بالمساطر، ولا أمتلك القدرة على حماية أرواح الناس وممتلكاتهم. ألست رئيس وزراء على طريقة المالكي؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. شمس

    اثرت انتباهي على الكثير من الامور شكرا لك

  2. المدقق

    من حقك ان تدغي انك رئيس وزراء لانكم تعلمتم وتعودتم ان الامر الناهي هو الرئيس ولا احد غيره .. ففي عهد الملعون صدام كانت القرارات تتخذ في الليل وتنفذ في صباح اليوم التالي وليس هنالك من معترض . وصورت لكم عقولكم الكاملة بان السيد المالكي يستطيع ان يفعل مثلما

  3. امبراطور الصين

    استاذا هاشم بالامس القريب انت مع الحكومة واليوم ضدها امرك عجيب غريب .. ثم انت كبير في السن تحاول ان تستغبي نفسك وتصدق خرافات لم يصدقها حتى الاطفال وتردد حكاية ميسون الدملوجي حول مصروفات اليومية للمالكي .. ياستاذا هاشم قديما قالوا حدث العاقل بمايعقل فان ص

  4. زيد

    الى الشخص المدقق . الم ترتب امورك في الليل وانجزت معاملاتك في الصباح . وعقلك يتصور ان ما تفعله هو منجز للامه الاسلاميه .انت وفريقك يدعي التقييد . والمدعى عليه يدعى الاطلاق ؟؟؟ اذا لنذهب الى فضوة العشائر لتحكم في الامر, او نذهب الى عشائر السودان الشقيقه ا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram