يحتاج المرء السويّ المتمتع بقوى عقلية سليمة وبالحد الأدنى من الأخلاق الحميدة، الى قدر هائل من الصفاقة، بحجم سلسلة جبال همالايا مثلاً، لكي يكون في إمكانه الدفاع علناً عن واحد مثل الإرهابي المُلاحق مشعان الجبوري، كما فعل أحد نواب ائتلاف دولة القانون والتحالف الوطني.
ويحتاج هذا المرء الى قدر من الصفاقة بحجم سلاسل الجبال على الكرة الأرضية كلها لكي يجرؤ على تقديم خدمة الى مشعان الجبوري في مستوى تمكينه من إقامة محطة تلفزيونية فضائية في بغداد بالذات، كما فعل النائب المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي.
ويحتاج المرء الى أن يفقد ذاكرته تماماً لكي لا يأبه بهذه المهزلة، وقبلها مسخرة إعادة مشعان الجبوري الى البلاد وإخراجه منها، تحدياً للحكم القضائي الصادر في حقه وللقرار بالقبض عليه مخفوراً وتسليمه الى أقرب مركز للشرطة، كما يفعل السيد المالكي والمحيطون به ووزير العدل ووزير الداخلية الفعلي (عدنان الأسدي) وقادة وأعضاء التحالف الوطني الساكتون كما الصخر.
إن كنت لا تستحي فافعل ما شئت. وهذا بالضبط ما ينطبق ليس على مشعان الجبوري، فهو لا يستحي في الأساس، وإنما أيضاً على كل من يُسهّل لمشعان الجبوري دخول البلاد والخروج منها بيسر وراحة وهو الملاحق قضائياً، وإقامة فضائية في العاصمة من دون ترخيص، كما ينطبق كل من يسكت على هذا كله.
مشعان الجبوري كان واحداً من الخدّام الأذلاء لصدام حسين وحاشيته.
ومشعان الجبوري متهم من دولتنا القائمة الآن بأنه استحوذ على ملايين الدولارات من مخصصات المجموعات المسلحة التي عُهد اليها بمهمة حماية المنشآت النفطية في الأعوام التي أعقبت سقوط صدام.
ومشعان الجبوري انشأ قناة فضائية في سورية كانت في الواقع منبراً وسخاً لسباب العملية السياسية والقائمين عليها، بمن فيهم رئيس الوزراء المالكي وزملاؤه في حزب الدعوة والائتلاف الوطني والتحالف الوطني ودولة القانون، قبل أن يتحول لمديح السيد المالكي والدعاية له بعدما طلب منه بشار الأسد ذلك وعندما أدرك ان بشار أصبح في عداد الساقطين. والأدهى من هذا ان تلك الفضائية التي كانت تتدفق القاذورات منها على مدار الساعة ظلت تحرض مباشرة على قتل العراقيين، وبالأخص الشيعة، وهي وصاحبها مسؤولان عن مصرع واصابة الالاف من العراقيين وتلف ممتلكات لا تُقدر بثمن.
السيد المالكي.. لا يشرفك أبداً أن يدافع عنك واحد مثل مشعان الجبوري.
حزب الدعوة.. ما الذي ستقولونه لشهدائكم وعوائلهم وهذا الحرامي الارهابي يروّج لزعيمكم؟.
دولة القانون.. لا يشرفكم أبداً ان يكون مشعان الجبوري في خدمتكم.
التحالف الوطني.. لا يشرفكم أبداً السكوت على ما يقدمه أحد نوابكم الى الارهابي الحرامي مشعان الجبوري.
كم مرة نحتاج الى أن نقول لكم هذا، لكي تستحوا على أنفسكم وتوقفوا هذا المهزلة المشينة؟
من يُشرّف هذا الحرامي والإرهابي؟
[post-views]
نشر في: 5 فبراير, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 3
سمير طبلة
لم... ولن يستحوا، فبريق الذهب وقوة السلطة اعمتهم. ولكن مهلاً... ما مصير سلفهم؟
سلام محمد علي
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي .... المالكي والشابندر والاخرين من زبانية المالكي فقدوا الذمة والضمير وهم مستعدين للتعاون مع الشيطان في سبيل البقاء بالسلطة .... يامالكي اين اصبح تدينك وزعيقك ليلا ونهارا باخلاق اهل البيت والائمة المعصومين وغير
رمزي الحيدر
أن سلوك وسياسة دولة القانون و رئيسها نوري المالكي هو سلوك المافيات الكبيرة ليس له أي صلة بالأخلاق و القانون .