اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأنفلونزا الوبائية خطر يستهدف الشباب

الأنفلونزا الوبائية خطر يستهدف الشباب

نشر في: 6 فبراير, 2013: 08:00 م

منذ أسابيع تنشغل المؤسسات الصحية والأوساط الشعبية بالإخبار عن تفشي الأنفلونزا الوبائية في البلاد. هذه المؤسسات والأطباء الأخصائيون والمنظمات الصحية الدولية تؤكد خطورة هذا النوع من الأنفلونزا وتوصي بسرعة معالجته لأنه وباء خطر، ويستهدف الشباب بشكل خاص،

منذ أسابيع تنشغل المؤسسات الصحية والأوساط الشعبية بالإخبار عن تفشي الأنفلونزا الوبائية في البلاد. هذه المؤسسات والأطباء الأخصائيون والمنظمات الصحية الدولية تؤكد خطورة هذا النوع من الأنفلونزا وتوصي بسرعة معالجته لأنه وباء خطر، ويستهدف الشباب بشكل خاص، وقد تسبب في مئات الوفيات بالعالم منذ ظهوره قبل خمس عشرة سنة.
وتحدث الأنفلونزا الوبائية عندما يتطور فيروس جديد للأنفلونزا، ولا يكون لدى معظم الناس أي مناعة ضده مما يعني عدم مقدرتهم على مقاومة هذا الفيروس الجديد. ويبدأ هذا الفيروس في التسبب بحالات حادة من المرض ثم ينتشر بسهولة من شخص إلى آخر في أنحاء العالم. ويعتبر فيروسH1N1  احد مسبباتها، وظهر هذا الفيروس لأول مرة في نيسان 2009 وتسبب بـ 15 ألف حالة وفاة مثبتة مختبرياً خلال مدة لا تتجاوز سنة واحدة، وحدثت تلك الوفيات عموما لدى الشباب والبالغين متوسطي العمر على العكس من الأنفلونزا الموسمية التي يرتبط أكثر من 90% منها بالمسنين.
 وتعتبر الأنفلونزا الوبائية من الأوبئة الأشد فتكاً بالبشر على مر السنين، حيث تتميز بسرعة الانتشار، ففي عام 1918 أصيب أكثر من 500 مليون إنسان بنوع من الأنفلونزا الوبائية سميت بالأنفلونزا الاسبانية وأدت الى أكثر من 70 حالة وفاة. كما ظهرت أوبئة أخرى في عام 1957 وعام 1968 وتسببت بوفاة الملايين من البشر.
تكمن خطورة الأنفلونزا الوبائية في حدة أعراضها وسرعة انتشارها وعدم إمكانية مناعة الجسم البشري من مقاومتها بالإضافة إلى ان فيروس الأنفلونزا قد يتمكن من إحداث طفرة جينية وتغيير سلوكه ما يؤدي إلى إصابات اشد، وهذا الأمر يستدعي متابعة سلوك الفيروس من خلال اخذ عينات من المصابين لتجنب ظهور أنماط جديدة، وهذا هو سبب تحديث لقاح الأنفلونزا مرة أو مرتين سنويا.
فيروسH1 N1  الذي يعود للنوع A، هو احد الفيروسات المسببة للأنفلونزا الوبائية التي تتسبب بإصابات شديدة قد تؤدي إلى الوفاة في حال عدم علاجها أو اكتشافها في وقت متأخر، وتكمن خطورة هذا الفيروس بقدرته على إحداث نقلة أو تغيير جيني في سلوكه يؤدي إلى إصابات اشد بسبب عدم وجود مناعة للأنماط الجديدة في جسم الإنسان، لذا تؤخذ مسح من المصابين بالأنفلونزا لضمان سلامة المجتمع مما يظهر بشكل مفاجئ. هذا ما أفاد به الدكتور محمد جبر معاون مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة.
الأنفلونزا الوبائية تحدث عندما يتطور فيروس جديد للأنفلونزا، ولن يكون لدى معظم الناس أي مناعة مما يعني عدم مقدرتهم على مقاومة هذا الفيروس الجديد.  وهو ما قد يساعد الفيروس على الانتقال من شخص إلى آخر بسهولة، مسببا إصابة الكثير من الأشخاص في  جميع أنحاء العالم بالأنفلونزا. وحدثت ثلاثة أوبئة في القرن الماضي أدت الى إزهاق ملايين الأرواح أهمها الأنفلونزا الاسبانية التي ظهرت عام 1918 و1919 وأدت إلى ظهور 50 - 100 مليون حالة وفاة في العالم.
وأكد الدكتور جبر "أن فيروس الأنفلونزا بشكل عام يحتوى على ثلاثة أنواع A وB و C والنوع A يحتوي على أنماط مختلفة تؤدي إلى حدوث الإصابات ومن بينها الإصابة الشديدة. وأن الأنفلونزا بكافة أنواعها سواء كانت شديدة أو بسيطة تنتقل عن طريق المسالك التنفسية".
وأضاف "أن أعراض الأنفلونزا بشكل عام هي حرقة في البلعوم، ارتفاع في درجات الحرارة، سعال، ألم في العضلات، وجود غثيان مع قيء او بدون قيء، وعدم مراجعة المراكز الصحية بعد ظهور هذه الأعراض يؤدي إلى ظهور مضاعفات، سواء كانت هذه الأنفلونزا خفيفة أو شديدة كما إن استخدام المضادات الحياتية بشكل عشوائي يزيد من المضاعفات".
أما عن الاختلاف بين الأنفلونزا الموسمية والأنفلونزا الوبائية فأفاد الدكتور جبر بأنه " لا يوجد أي فرق بين النوعين سوى في شدة الأعراض التي تسببها الوبائية بالإضافة الى إصابة الرئة، وهذه ليست مبررا لتمييزها، لان كل أنواع الأنفلونزا الاعتيادية او الشديدة عندما تهمل تؤدي إلى حدوث مضاعفات. ويكون التمييز بينهما من خلال الفحص المختبري الذي يؤكد الإصابة بفيروس الأنفلونزا الوبائية".
 وتتمثل طرق الوقاية من الأنفلونزا الوبائية في تجنب الزحامات ووضع منديل عند العطاس وتجنب العناق او التصافح وتجنب أي عملية احتكاك يؤدي إلى حدوث انتقال الفيروس ضمن المسالك التنفسية والتأكيد على النظافة الشخصية والعامة وغسل اليدين بشكل متكرر.­­­
وأشار جبر إلى "أن أي مكان مزدحم يساعد على انتشار المرض لذا فنحن نؤكد على حملات توعية في المدارس والكليات والأماكن المزدحمة والأماكن العامة وكل مكان يتواجد فيه الناس بشكل مكتظ ومزدحم لذا ينصح باستخدام المناديل أو قطعة قماش نظيفة كي لا تحدث حالة استنشاق للرذاذ".
إن H1 N1  هو من النوع A ويعتبر من الأنواع التي تسبب الأنفلونزا الشديدة ولكن أعراضها مشابهة للأنفلونزا والرشح. لذا على الشخص المصاب بهذه الأعراض مراجعة المركز الصحي من اجل أن يقوم الطبيب الفاحص بتدوين هذه الأعراض وفحص الرئة لبيان هل هنالك إصابة في الرئة وحسب وجود علامات سريرية خاصة بذلك وهذا يدل على أن الشخص يحتاج الى إحالته للمستشفى والى إعطائه علاجا خاصا بهذا النوع بعد أن يتم اخذ مسح منه من اجل التأكد من انه مصاب بفيروس H1 N1. فائدة المسح هو لمتابعة سلوك الفيروس وليس للعلاج لان العلاج سوف يأخذه الشخص المصاب حالا، أي أن الشخص المصاب لا ينتظر نتيجة الفحص الخاص بالمسح.
وتحدث الدكتور جبر عن آلية التعامل مع حالات الإصابة بقوله "عند اكتشاف حالة شديدة أو معتدلة من الإصابة بالأنفلونزا تسحب عينات من المصاب ويعطى العلاج ويوصى بالمتابعة، وعندما تكون حالات شديدة كإصابة الرئة أو هنالك علامات في إصابة الجهاز التنفسي فإن هنالك ردهات عزل خاصة في المستشفيات العامة ويتم التعامل بإعطائه العلاج وفي نفس الوقت معالجة المضاعفات التي حدثت وتجنب حصول الوفاة".
هنالك لقاح لمرض الأنفلونزا ليس لفيروس H1 N1 فقط بل يحتوي على ما يتعلق أيضا بالأنفلونزا الموسمية مثل H3 N2  وكذلك النوع B  وهذا اللقاح يحدث سنويا أي انه لا يوجد لقاح مخزون لأن هنالك تغيرا جينيا في الفيروس، ويعطى هذا اللقاح للحوامل وللعاملين في المؤسسات الصحية التي تتعامل مع الأنفلونزا والمصابين بالأمراض المزمنة والتأكيد على المصابين بأمراض القلب وجهاز الدوران وكذلك المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة وننصح بالابتعاد عن التدخين لأنه أحد العوامل التي تؤدي إلى حدوث التهابات تنفسية مزمنة ضمن آلية انخفاض مقاومة الجسم لذا فالمدخنون أكثر عرضة للإصابة بحالات الأنفلونزا الشديدة.
ويوصي الدكتور جبر بالمراجعة المبكرة للمراكز الصحية القريبة عند حدوث أي حالة إصابة بالأنفلونزا لتجنب حدوث أي مضاعفات أو الإصابة بحالات غير اعتيادية، وبنصح الآخرين أيضا بذلك.
يذكر أن لجنة الصحة في مجلس النواب العراقي، أعلنت عن وفاة ستة أشخاص وإصابة 89 آخرين بالأنفلونزا الوبائية خلال مؤتمر صحفي عقد في يوم الاثنين الموافق 28/1/2013.
الأنفلونزا وأنواعها

الأنفلونزا بشكل عام تحتوي على ثلاثة أنواع A وB و C والنوع A يحتوي على أنماط مختلفة تؤدي إلى حدوث الإصابات الشديدة  كفيروس H1N1 وفيروس  H5 N1كما أن الأنفلونزا بكافة أنواعها سواء كانت شديدة أو بسيطة تنتقل عن طريق المسالك التنفسية. وتمتلك فيروسات الأنفلونزا القدرة على الانتقال من الحيوان إلى الإنسان كما حدث في انتقال أنفلونزا الطيور H5N1 والذي تسبب بخسائر بالغة في الدواجن  والاقتصاد الوطني في البلدان الموبوءة منذ أول ظهوره عام 1997 وبداية انتشاره عام 2003 على نطاق واسع من العالم وتسبب بحالات عدوى شديدة ومعدل وفيات في البشر تفوق معدلات الأنفلونزا الموسمية .
وأعراض الأنفلونزا الوبائية مشابهة لأعراض الأنفلونزا الموسمية وهي ارتفاع درجات الحرارة، سعال، الم في العضلات، إسهال، قيء، إلا ان الوبائية تتميز بحدة هذه الأعراض كالضيق في التنفس والجفاف واصابة الرئتين او الجهاز التنفسي. ولا يعتبر ظهور مضاعفات  في حالة الإصابة بالأنفلونزا عاملا للتمييز بين الوبائية والموسمية لأن أي نوع من الانفلونزا سواء كان شديدا يؤدي إلى ظهور مضاعفات عند عدم معالجته او اكتشافه متأخرا. لذا فالفحص المختبري هو الذي يؤكد إصابة الشخص بالأنفلونزا الوبائية من خلال اكتشاف فيروس H1N1  أو احد الأنواع التي تسبب الإصابة الشديدة.
كما إن الأنفلونزا الموسمية ليست اقل خطرا من الأنفلونزا الوبائية حيث تشير التقديرات الاستقرائية للدراسات المثبتة في المناطق المعتدلة المناخ الى أن أوبئة الأنفلونزا الموسمية السنوية يمكن أن تسبب 250 - 500 ألف حالة وفاة على صعيد العالم.
 لذا فمن الضروري المراجعة المبكرة للمؤسسات الصحية عند الإصابة بأعراض الأنفلونزا وهنالك يقوم الطبيب المختص بفحصه ومعرفة هل المصاب لديه أعراض مرضية فقط أم هنالك علامات إصابة الرئة او غيرها من الأعراض الحادة. فالمصاب بالأعراض الحادة يحتاج الى إحالته للمستشفى واتخاذ الإجراءات الخاصة كإعطائه العلاج الخاص بهذه الإصابة ومعالجة مضاعفاتها. وعزل المصاب في غرف العزل الخاصة لتجنب إصابة الآخرين بالعدوى، بالإضافة الى اخذ عينات لمتابعة سلوك الفيروس.
وتتمثل طرق الوقاية من الأنفلونزا بالابتعاد عن المناطق المزدحمة بالسكان وخاصة ذات التهوية السيئة وعدم وضع اليد على الأنف أو الفم بعد لمس الأشياء التي قد تكون ملوثة بالفيروس إلا بعد غسل اليدين لفترة 20 ثانية ووضع منديل أو قطعة قماش نظيفة عند العطاس وتجنب العناق أو التصافح  مع الأشخاص الذين يشك في أنهم مصابون بالأنفلونزا. والتأكيد على النظافة الشخصية والعامة وغسل اليدين بشكل متكرر، وعدم وضع اليد عند العطاس والذي يؤدي إلى تسرب الفيروسات للبيئة المحيطة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. حسام الشبلي

    عراقي

  2. مصطفى البياتي

    يعني الناشر قمة بالبلادة واكثر من مرة كرر الكلام ولايوجد اي استفادة من الموضوع سوى المعلومات عن المرض فقط حيث لايوجد طرق وقاية تذكر وتدابير لازمة للعلاج

  3. ابو علي

    هل هناك علاج لهذا المرض سريع يعني هل تم شفاء بعض المصابين بهذا المرض في العراق شكرا لكم

  4. احمد طالب السلطان

    الاخ مصطفى البياتي يتوجب عليك قراءة الموضوع كله لكي تفرأ اعراض المرض وطرق الوقاية والاجراءات المتبعة مع الحالات المصابة,نعم هناك بعض الفقرات متكررة

  5. كريم هاشم

    السلام عليكم اخي الناشر حدثت اصابة لدى احدى اقربائي بهذا الفايروس اليوم واعتقد نفس هذة الاعراض المذكورة علما ان المصاب هية فتاة تبلغ من العمر احدى عشر عاما ارجو منك التوضيح هل لهذا المرض علاجا والفتاة من محافضة بغداد واذا كنت تريد التواصل معي هذا هو الفيس

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram