اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > سائقو سيارات (سايبا) ينافسون المارّة على الرصيف

سائقو سيارات (سايبا) ينافسون المارّة على الرصيف

نشر في: 8 فبراير, 2013: 08:00 م

تشهد شوارع المدن زخماً كبيراً لسيارات " سايبا" الايرانية، حيث اقتناها حتى من لا يجيد قيادة السيارات، وبدأ يلعب بها كلعبة مسلية في شارع يختنق بأعداد كبيرة من السيارات بمختلف أحجامها وألوانها وموديلاتها، وما زال الاستيراد مستمراً، رغم شكوى المواطنين من

تشهد شوارع المدن زخماً كبيراً لسيارات " سايبا" الايرانية، حيث اقتناها حتى من لا يجيد قيادة السيارات، وبدأ يلعب بها كلعبة مسلية في شارع يختنق بأعداد كبيرة من السيارات بمختلف أحجامها وألوانها وموديلاتها، وما زال الاستيراد مستمراً، رغم شكوى المواطنين من الزخم المروري الذي يعيق حتى مرور المشاة.. وسط فوضى عارمة في القيادة والسير، حتى إنهم بدأوا يزاحمون المارة على الرصيف، ويقودون سياراتهم بطريقة جنونية تدل على رعونة مفرطة، كأنهم ينافسون بها المواطن على هذا الرصيف البائس الذي ازدحم هو الآخر بالبضائع والمولدات العامة، بالإضافة إلى الحفريات التي يبدو أنها لن تغادر الأرصفة إلى حين قيام الساعة!!

رخيصة.. لكنها تفتقر للمتانة

نعود إلى سيارات السايبا وإلى مشاكلها التي تجاوزت موضوع مزاحمتها للسيارات الكبيرة والحديثة، لتصل مرحلة غاية في الخطورة ، فسيارات السايبا يتحدث عنها من حصل له شرف التعرف عليها، بأنها خالية تماما من أي شيء اسمه متانة وتفتقر لأبسط شروطها ، والغريب إن الشركة العامة لصناعة السيارات كانت قد أعلنت أن مبيعاتها من سيارات السايبا بلغت (30000) سيارة منذ بداية إنتاجها عام 2010 وان هذا النوع من السيارات تصدر مبيعات الشركة العامة لصناعة السيارات، رغم محاولات البعض في التقليل من قيمة وشأن هذه السيارة لكن كثيراً من المواطنين يرغبون في اقتناء هذه السيارة نظراً لسعر السيارة المناسب والذي يبلغ (8.200.000) دينار، ويعتبر مناسبا لذوي الدخل المحدود إضافة الى استهلاكها القليل للوقود فضلاً عن حجمها الصغير وسهولة التنقل بها في المناطق المزدحمة.

(تايبا) تنافس (سايبا)

وهناك نوع آخر أنتجته الشركة باسم (تايبا) التي تكبرها حجماً وأغلى منها سعراً تم طرحه للشارع العراقي بدءاً من شهر شباط الماضي 2012 .وعلى الرغم من ان البعض سمع بقرار إيقاف استيرادها إلا أن ما استورد منها سابقا يكفي العراقيين لعشر سنوات مقبلة بدليل ان عملية الشراء ما زالت قائمة إلى الآن!! على الرغم من معرفتهم بجميع عيوبها، أو على الأقل عدم ملاءمتها إلى الأجواء العراقية، ولنكون أقرب إلى المواطن العراقي ونتعرف على وجهة نظره في الموضوع، التقينا بعدد من المواطنين المقتنين لهذه السيارة أو من ركبها، بدأت بسؤالي لصاحب السيارة (التكسي)، الذي استأجرته للذهاب إلى أحدى مرائب النقل الخاص وسألته عن سبب عدم رضا أغلب العراقيين على سيارة السايبا مع أن حجمها يلائم شوارعنا وتستطيع أن تتنقل بسهولة بين السيارات ، فأجاب : "نعم ولهذا السبب أغلب سائقي سيارات الأجرة يرغبون فيها، كونها تستطيع أن تخترق الشوارع بسهولة و(تزرك) بين السيارات بخفة، أنا كنت امتلك سيارة سايبا لكني بعتها واشتريت هذه، لتعرضي أكثر من مرة لحادث كاد أن يودي بحياتي. فأشار علي الأهل ببيعها وشراء سيارة أخرى أكثر متانة وقوة وتتحمل الاصطدام ومطبات الشوارع، وأظن أن أصحاب سيارات السايبا يفضلونها على غيرها لان المواد الاحتياطية لها رخيصة ولا تكلف السائق مبلغا كبيرا (فالدعامية) لسيارة السايبا لا تتجاوز العشرة آلاف دينار عراقي بينما سيارات أخرى تصل إلى مئة دولار أو ربما أكثر.

عبارات وغريبة

وبعد نزولي من سيارة التاكسي وتوجهي إلى الكراج، التقيت في طريقي بسائق سيارة أجرة آخر يدعى سلام هلال وسألته عن سيارة السايبا فقال بحماس: "سيارة السايبا هي حقا (سايبا) هي مع سائقها، فسائقوها يتنقلون في شوارع بغداد بطريقة ترعب من يقترب منهم لأنهم يقودون بسرعة غريبة وجنونية، وكأن الشوارع ملك لهم، ويبدو أنهم لا يبالون باحتمالات الاصطدام أو حصول حادث لا سمح الله بدليل استهتارهم بالمارة وبالسيارات الأخرى التي تشاركهم الشارع .. "، ثم أخذ يتحدث بألم عن بعض الحوادث التي حصلت، وراح ضحيتها عدد كبير من الشباب والأطفال وثكلت العديد من  البيوت والعوائل العراقية، والتي انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك من لم يصدق ما يراه من كوارث لحجم الأضرار التي لحقت بالسارة والسائقين والركاب، وما يميز سيارات السايبا غرابة؛ الجمل التي تطبع على زجاجها وأبوابها مثل (السايبا لا شاصي لها)، و(قطرات من الدم تسيل منها تشبه شكل ورسم جملة الإرهاب لا دين له)، (اتركني مخطوبة) أو عبارة ( وجدتها في كيس الجبس) كناية عن حجمها الصغير!... الخ من عبارات عجيبة غريبة. وبحسب قول احد المواطنين يجب ان تشكل مفارز خاصة تابعة لشرطة المرور لمحاسبة كل من يكتب على سيارته ومطالبتهم بإزالتها بعد غرامات تحددها المديرية العامة لشرطة المرور، لان الكثير من تلك التعليقات تخدش الذوق العام، وتسيء لرقي وحضارة المجتمع بحسب قول المواطن.

(كارتونة مو سيارة)

داخل الكراج التقيت بسيدة وسألتها عن سر السايبا فقالت:" الله يكفينا شرها يمه" والله أضرارها أكثر من نفعها ، ويوميا نسمع بحادث تهتز له الأبدان ويكون السبب هو سيارة السايبا. احد ابناء الجيران الذي كان يمتلك هذه السيارة توفي بحادث اصطدام مع سيارة أخرى الشهر الماضي  ولذا أدعو المسؤولين إلى محاسبة المقصرين وعدم التساهل معهم، سواء التاجر الذي يستوردها أو من مقتنيها، لأن الموضوع خرج عن مجرد سيارة بل هناك أشخاص لهم يد في موضوع التجارة بهذه السيارات، وهم في مناصب عليا في الدولة على ما أظن .."، أحد السادة المتواجدين في الكراج انضم إلينا للحديث، واكتفى بأن يعرف باسمه على انه (مواطن عراقي)، تحدث عن سيارات السايبا وقبل أن اسأله بادر إلى القول "عمي هاي السيارة المفترض أن لا تستخدم كسيارة أجرة هاي مال واحد شاب يلعب بيهة يم بيته!!"، فهي عديمة المتانة وغير ملائمة لان تكون سيارة أجرة؛ بحسب قول المواطن الذي أضاف: ولا يمكن لسائقها أن يخرج بها إلى أماكن خارجية بل يتنقل بها داخل المدينة فقط، وحتى القرار الذي يمنع استيرادها ، جاء متأخرا جدا بعد أن غزت شوارعنا ، هذا القرار كان من المفترض أن يشرع منذ أول حادث مروري أرعب المواطنين ، عندما حصل لإحدى سيارات السايبا وشطرها إلى نصفين، حتى انك لا تصدق الصور التي انتشرت بين العراقيين، لأنني كنت أرى (كارتونه مو سيارة)، والمشكلة أن هذه الحادث كان لمجرد اصطدامها بمطب اصطناعي على ما أتذكر ..".

 

الخلل في السائق وليس في السيارة

احد العاملين في كشك لبيع المواد الغذائية (عبد الواحد مظلوم) يؤكد انه حالما يكمل مبلغ الشراء سيتجه إلى المعارض لاقتناء سيارة السايبا، وحين سألته لماذا وهو يعلم بأنها غير متينة وكثيرة الحوادث أجاب:" ثقي بالله، السبب ليس في سيارة السايبا بل في سائقها هو (السايب)  وغير منضبط، وهذا النوع من السائقين حتى لو استقل سيارة ( مار سيدس) أيضا تكون بيده سايبا! لانه برأيي أن السائق المتسرع والمتهور ينعكس سلوكه حتى في طريقة سياقته السيارة مهما كان نوعها وموديلها .."، وهو يؤذي نفسه ويؤذي الناس ويختم كلامه بقوله "ولله في خلقه شؤون".

إذاً من كل ما سبق نجد أن الإقبال على سيارات السايبا لم يأت من لا شيء، فأسعارها تنافسية وموادها الاحتياطية أيضا رخيصة، وسهولة تصليحها، كما إنها تدفع الكثير من الشباب إلى اقتنائها، ويقول البعض إنها امتصت الكثير من العاطلين! ومن أكثر ما أثار استغرابي وضحكي عبارات قرأتها وأنا متجهة إلى مكان عملي (احذروا مركبة طويلة..   قوطيه وأربع تايرات!)، والله يكفيكم شر السايبا وأخواتها!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حسن

    عاشت ايدج حلو التحقيق الصحفي مالتج

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram