شكلت المحطة الاولى لتصفيات آسيا المؤدية الى نهائيات استراليا 2015 نقطة انطلاق مهمة في مسيرة منتخبنا الوطني لكرة القدم في هذه التصفيات برغم ما قدمه من مستوى ادائي جماعي وفردي اثار العديد من علامات الاستغراب حيال ذلك المستوى الذي جاء معاكسا
شكلت المحطة الاولى لتصفيات آسيا المؤدية الى نهائيات استراليا 2015 نقطة انطلاق مهمة في مسيرة منتخبنا الوطني لكرة القدم في هذه التصفيات برغم ما قدمه من مستوى ادائي جماعي وفردي اثار العديد من علامات الاستغراب حيال ذلك المستوى الذي جاء معاكسا ومغايرا للمستوى اللافت لاسود الرافدين في خليجي 21 .
يمكن ان يقال إن مستوى بطولة خليجي 21 لم يكن المحك الحقيقي لمنتخبنا ومقياسا فنيا له ،نقول ان خليجي 21 وبما تشكله من خصوصية فنية لدى جميع المنتخبات الخليجية التي ترى في هذه البطولة فرصة ومناسبة لاستعراض كفاءاتها ومهاراتها وتبذل فيها كل ما تختزنه من مجهود ،لذا يمكن القول بان المستوى الحقيقي لمنتخبنا هو الذي اظهره بقوة في خليجي 21.
ان الظهور المثير للاستغراب لمنتخبنا امام اندونيسيا برغم النقاط الثمينة الثلاث التي انتزعها منتخبنا على حساب اندونيسيا يفرض على اسود الرافدين مجددا السعي لإثبات قدرة منتخبنا على التطور بشكل مستمر بعدما عكست مباراة اندونيسيا مثل هذه الحاجة بعد ان خرجنا من الجولة الاولى للتصفيات بفوز صعب لايمكن الاختلاف حوله وبنقاط نحتاجها في بداية التصفيات.
الحديث الذي ادلى به المدرب حكيم شاكر بعد مباراة اندونيسيا كان فيه مصيبا في بعض الجوانب عندما اعترف بالصعوبة التي واجهها منتخبنا امام المنتخب الاندونيسي على مدى شوطي المباراة عندما نجح الاندونيسيون بتطبيق اسلوب الغلق الدفاعي ومواجهة كل محاولات الاسود ... ما ذهب اليه شاكر لابد ان يكون واقعيا ومنطقيا وحقيقية رافقت احداث المباراة لكن الجوانب الاخرى التي لم يجد فيها شاكر ما يصل الى حقيقة الاداء هو غياب قدرة لاعبينا وامكانياتهم في مجاراة ظروف المباراة وعدم قدرتهم على اجبار المنتخب الاندونيسي واستدراجه واحتواء كل اساليبه الدفاعية لولا ذكاء يونس محمود واحترافيته الكروية والمهارية التي تمكن بها من استثمار واحدة من اندفاعات اندونيسيا وقاد هجمة مرتدة بجهد فردي بلا منازع وصنع منها فوزا ثمينا لولاه لكانت امور منتخبنا قد ذهبت باتجاهات غير محسوبة وغير متوقعة، خصوصا اذا ما كتب عليه ان يقع في فخ التعادل السلبي في لقاء الافتتاح مع اندونيسيا.
اذن ما ذا ينتظر اسود الرافدين في الجولة المقبلة في الصين عندما يواجه مضيفه المنتخب الصيني في الجولة الثانية بعد ان اظهر الاخير وجها جديدا لهويته عندما كان قريبا من الفوز في الدمام السعودية وهو يقدم اداءً متطوراً اختلف عن كل اشكاله السابقة بقيادة المدرب الاسباني كو ماتشو؟ نعتقد بان ما ينتظره منتخبنا هناك امام الصين هو الأصعب في مسيرته اذا ما بقيت الامور الفنية الفردية والجماعية على حالها مثلما جرى في مباراة اندونيسيا.
الادوات ذاتها واللاعبون الشباب الذين قدموا انفسهم في خليجي 21 على سطح الكرة العربية اثناء تلك البطولة هم ذاتهم يمتلكون كل المهارات اللافتة مثلما شاهدناهم وكل الامكانيات الفنية التي دفعت العديد بالمطالبة على المحافظة والابقاء على تلك الاسماء ، والآن نطالب بذلك وعدم السماح لإرباكها بدعوة هذا او ذاك ،هي الان بحاجة الى ردة فعل سريعة تعيدها الى الواقع الحقيقي الذي عشناه في خليجي 21 .
منتخبنا الآن وبعد ما شاهدناه في مباراة اندونيسيا التي جاء منتخبها الى الامارات في ظل مشاعر الخوف من العودة بخسارة ثقيلة من اسود الرافدين لكنهم وجدوا انفسهم يعودون باقل الخسائر ،اصبح بعد لقاء الجولة الاولى تحت حاجة المراجعة السريعة ليس اكثر من ذلك فالثقة ما زالت بشبابنا وتطلعاتنا اخذت تزداد يوما بعد آخر بهم وبجهازهم الفني التدريبي لتصحيح الاوضاع الفنية سريعا وتعديل مسار المنتخب على الصعيد الفني والادائي لكي نستعيد كامل توازننا قبل مواجهة الصين المقبلة.
*** اثناء بطولة كاس الخليج في المنامة اعلن وكيل وزارة الشباب والرياضة ومعه عدد من المسؤرلين سواء في اتحاد الكرة اواللجنة الاولمبية العراقية وبقية المؤسسات الرياضية بأن تحركا سريعا ،بل فوريا مثلما وصفه وكيل وزارة الشباب والرياضة سيكون بعد انتهاء خليجي 21 باتجاه المؤسسات الكروية الدولية والقارية ومطالبتها برفع الحظر عن الكرة العراقية والحظر المفروض اساسا على جمهور الكرة العراقية الذي يعيش تحت وطأة حصار وحظر كروي على منتخباته وحرمانها من خوض استحقاقاتها على ارضه.
لقد ذكر وكيل وزارة الشباب والرياضة دائما وتكرارا في المنامة وطلب من كل وسائل الاعلام ان تنقل عنه بانه سيتوجه فورا الى الاردن بصحبة وفد كروي يقوده هو للذهاب الى الاتحد الدولي لكرة القدم (فيفا) وقبله المجلس الاولمبي الاسيوي لاقناعهما بانه لم يعــد هناك ما يبرر استمرار الحظر المفروض على منتخباتنا مشيرا الى ان وعوداً ومواقف مضمونة قد صدرت من الامير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس المجلس الاولمبي الاسيوي احمد الفهد وتعهدهما بانتزاع قرار لرفع الحظر.
انتهت أحداث خليجي 21 وذهبنا الى الامارات هذه المرة لخوض التصفيات الاسيوية وبعدها سنتجه الى قطر لاستكمل تصفيات مونديال 2014 ولا يوجد اي مؤشر بأن ما تحدث به المسؤولون الرياضيون العراقيون في خليجي 21 سيكون قريبا من الاستجابة والتطبيق الفعلي وما تطرق اليه هؤلاء المسؤولون في اثناء خليجي 21 لا يخرج عن اطار الكلام الدبلوماسي والبروتوكولي والتمنيات التي تتطلب عملا سريعا وجهدا لابد ان يدخل حيز الننفيذ مباشرة .
وفي العودة الى تصريح ادلى به نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود بعد لقاء رئيس الاتحاد الاماراتي لكرة القدم قبل مباراة اندونيسيا عندما قال: ان الاتحاد الاماراتي اعلن استعداده لتسخير امكانياته للمنتخب ولباقي المنتخبات العراقية نجد بان مثل هذا الكلام الذي هو يستند فعلا على توجهات اماراتية معروفة في هذه المرحلة ولايمكن الا ان نثني على مبادرة الاتحاد الاماراتي وتكون محط تقديرنا العالي لكن ليس من المعقول ان نبقى ندور في فلك هذه المبادرات ونحن احوج بان نسترد استحقاقنا في عودة مبارياتنا على ملاعبنا سواء في العاصمة او في اربيل.
ولطمأنة جمهورنا ولكي نكون اكثر وضوحاً معه عليه ان لا يصطدم باستمرار هذا الحظر ،والسبب بسيط لانه لم تكن حتى الان اية اشارات او محاولات تعبر عن مساع حقيقية ومواقف باتجاه استعادة حق عودة مبارياتنا على ارضنا.
