أول محاكمة صحفية في العراق الحديثبعد تردد ومماطلة من قبل سلطات الانتداب البريطانية استطاع السيد "عبد الغفور البدري" وهو ضابط عراقي ممن شارك في الثورة العربية الحصول على امتياز إصدار جريدة "الاستقلال" التي صدر العدد الأول منها بتاريخ 28/أيلول/1920 . و
أول محاكمة صحفية في العراق الحديث
بعد تردد ومماطلة من قبل سلطات الانتداب البريطانية استطاع السيد "عبد الغفور البدري" وهو ضابط عراقي ممن شارك في الثورة العربية الحصول على امتياز إصدار جريدة "الاستقلال" التي صدر العدد الأول منها بتاريخ 28/أيلول/1920 . واستطاع أن يجمع نخبة جيدة من أصحاب الأقلام الوطنية ليكونوا أسرة تحرير الصحيفة .
أعطت المس "بيل" الشخصية الإنكليزية المعروفة في رسائلها وصفاً ً للذين التفوا حول هذه الجريدة، فقالت إنهم يسعون إلى القضاء على النفوذ البريطاني في البلاد ويهدفون إلى إقامة سلطة محلية متطرفة . وقد ساندت جريدة الاستقلال المساعي الرامية إلى تولية الأمير فيصل بن الحسين عرش العراق والتحريض ضد منافسيه، وفي مقدمتهم وزير الداخلية في الوزارة الموقتة السيد طالب النقيب . فقامت بحملة ضد الوزير الطامع بعرش العراق ، ورفضت الكتابة لتأييده على الرغم من الإغراءات التي قدمها للجريدة الذائعة . فبيت لها أمرا قاسيا .
إلى أن حانت الفرصة وجاءته على طبق من ذهب . ففي 9/ شباط /1921 عادت إلى بغداد بعض الشخصيات العراقية التي كانت منفية إلى جزيرة "هينجام"، ومن بينهم "أحمد الشيخ داود وجعفر الشبيبي وعارف السويدي ومحمد مصطفى الخليل ونوري فتاح وآخرون" فما كان من صحيفة "الاستقلال" إلا أن أصدرت عدداً خاصاً عن تلك المناسبة تصدره مانشيت يقول "نهنئ الأمة العراقية بقدوم بعض منفييها الكرام ونطلب إرجاع جميع المنفيين بلا استثناء كما إننا نواصل الطلب في تنفيذ سائر مطالب الحركة الوطنية".
لم يكد ينشر العدد بين الناس في مثل هذا اليوم من عام 1921 حتى صدر الأمر من وزارة الداخلية التي يترأسها السيد طالب بإغلاق الجريدة وتوقيف صاحبها مع أحد عشر رجلاً من كادرها سيقوا إلى المحكمة .. التي تعتبر أول محاكمة صحفية في تاريخ العراق الحديث .










