منذ سنين طوال عُرف فريق الطلبة بلقب الأنيق كما يحلو لمحبيه وعشاقه ان يسموه وهذه التسمية لم تأتِ اعتباطاً ، بل جاءت من خلال ايمان جمهوره ومتابعيه بالفن الكروي الذي يمتاز به هذا الفريق العريق على مرّ المواسم ، فقد كان الفريق الطلابي إبان العقدين الثمانيني والتسعيني وحتى الأعوام التي سبقت هذين العامين الحصان الأسود للدوري العراقي والفريق المثالي بكل شيء من أداء الى تنظيم الى تفرّده بخاصية الاسلوب الشامل في التعامل مع الكرة ، وبالتالي نراه أما ان يعتلي منصات التتويج أو ان يكون منافساً شرساً على اللقب .
في العامين الأخيرين وتحديداً هذا الموسم ظهر فريق الطلبة بأسوأ حالاته التي لم نألفها من قبل والتي لا تتلاءم مع ما معروف عن هذا الفريق وامكانياته الفنية والمادية والتنظيمية التي جعلته يتقوقع في ذيل القائمة برصيد ثماني نقاط حصل عليها من 13 مباراة خاضها حقق الفوز خلالها مرتين فقط وتعادل مثلهما وخسر 9 مباريات!
أتساءل أنا ومعي الكثيرين من متابعي كرة القدم : هل يعقل عاقل ان فريق الطلبة العريق الأنيق صاحب الانجازات ينحدر هكذا انحدار بحيث لم يتمكن من الفوز على فرق صعدت تواً الى دوري النخبة وأصبح محطة استراحة لبقية الفرق التي باتت تراهن على نتائجها معه بأنها ستكسب الجولة وتخطف الثلاث نقاط شاءَ أم أبى محبو هذا الفريق الذين اصبحوا يمنون انفسهم بعودة ولو بشيء بسيط من ذلك الألق الطلابي الذي كان يطربهم منذ مواسم بعيدة عندما تغنى هؤلاء المتابعون على اهداف لاعب القرن حسين سعيد الذي تخرج من المدرسة الطلابية وزملائه في تلك الحُقبة علي حسين وجمال علي ويحيى علوان وأيوب اوديشو ومهدي عبد الصاحب وواثق أسود ونزار أشرف وحارس محمد ووميض منير وحبيب جعفر ومظفر جبار والحارس سهيل صابر ومهدي كاظم وكذلك الجيل الذي جاء بعد تلك الكوكبة من اللاعبين الكبار أمثال علاء كاظم وعباس عبيد وعبد الوهاب أبو الهيل وحسان تركي وحيدر عبد الرزاق وباسم عبد الحسن وباسم عباس ومهدي كريم واحمد صلاح وقصي هاشم ويونس محمود وصالح سدير ومحمد ناصر الذين حققوا نتائج مبهرة مع الفريق الطلابي وحافظوا على أناقته وعراقته بين فرق الدوري ، بل كان في طليعة فرق الدوري العراقي .
اليوم ها نحن نرى فريق الطلبة كيف تهاوى الى ذيل القائمة وكيف اصبح فريقاً يستهين به حتى من قبل انصاره الذين اصبحوا يمنون انفسهم بتحقيق انتصار يحفظون به ماء وجوههم في ظل الانتفاضة التي فجرتها بعض الاندية أمثال الشرطة ودهوك وكربلاء ونفط الجنوب وبغداد وغيرها من الاندية التي دخلت الموسم الحالي بقوة في مسعى لخطف اللقب من خلال تقاربها في النقاط عند دائرة المنافسة ، فأين الطلبة وادارته التي باتت تتخبط بقيادتها المتواضعة لهذا الفريق الذي اصبح اليوم حكاية الشارع الرياضي جراء تردي نتائجه ومستواه الفني ، وهل من محب يتقطع قلبه عليه لذلك التراجع الخطير الذي اصبح في حكم المنطق انه سيهبط لا محال الى مصاف الدرجة الممتازة، وهل من منقذ لكرة الطلاب قبل فوات الأوان كي لا يندم الجميع عندما يرون المربع الذهبي في الموسم المقبل وقد فقد احد اضلاعه الاربعة بعد ان اصبحت فرق الزوراء الجوية والشرطة والطلبة تمثل المربع الذهبي للجماهير العريقة التي تؤازر تلك الفرق والتي وزعت نفسها لحبها لتلك الاندية لنرى ما تكشفه لنا الايام القادمة عسى انها تحمل لنا بشائر خير وتعيد للأنيق أناقته التي سُلبت منه في وضح النهار!!
الطلبة فقـد أناقته
[post-views]
نشر في: 11 فبراير, 2013: 08:00 م