TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مرحلة جديدة في حياة الأردنيين

مرحلة جديدة في حياة الأردنيين

نشر في: 11 فبراير, 2013: 08:00 م

بافتتاح العاهل الأردني البرلمان الجديد، الذي تم انتخابه وفق قانون قال الملك نفسه إنه لم يكن مثالياً، يكون الأردن قد  قطع شوطاً مهماً في عملية إصلاح للنظام، يريدها صاحب القرار متدرجة، ويريدها المعارضون فورية وثورية، تبدأ بتعديل دستوري يحد من صلاحيات الملك، إن لم نقل يلغي دوره في الحياة السياسية، ودون توفر بديل مقنع، وبسبب غياب الحياة الحزبية الحقيقية عن الساحة السياسية في الأردن، وبسبب قانون الانتخابات، فإن حزباً واحداً لم يتمكن من إحراز أغلبية تؤهله لتشكيل حكومة نيابية، وقد تمت الاستعاضة عن ذلك بمشاورات يقودها القصر مع مجلس النواب والكتل النيابية، لاختيار رئيس الوزراء الذي سيكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
وصف الملك عبد الله الانتخابات النيابية بالنزيهة والشفافة، وقال إنها تمت وفق أفضل الممارسات العالمية، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى نهج عمل جديد، وهو يرى أن عملية المشاورات وتشكيل الحكومة ستكون سريعة وسهلة، إذا توفر ائتلاف كتل يحظى بالأغلبية، ولكنها ستأخذ وقتاً وجهداً أكثر، في حال عدم بروز ذلك الائتلاف، قال ذلك وهو يدرك أن تطور آلية التشاور يعتمد على تقدم العمل الحزبي والبرلماني، الذي يؤدي إلى ظهور ائتلاف برلماني على أسس حزبية، يتمتع بالأغلبية وتنبثق عنه الحكومة، ويقابله ائتلاف برلماني معارض يمارس الدور الرقابي، كحكومة ظل، ويعني ذلك أن على البرلمان الجديد إجراء تغييرات في قوانين الانتخابات، ليكون البرلمان أكثر تمثيلاً للجميع، ولإرساء ديمقراطية متعددة الأحزاب.
في الجلسة الأولى تم التنافس على رئاسة المجلس، وفاز بالموقع نائب مخضرم نجح عن القائمة الفردية أو المحلية، مقصياً منافسه الذي أتى للبرلمان على رأس قائمة الوسط الإسلامي، وفي ذلك دلالة على أن قوانين اللعبة لم تتغير كثيراً، فسعد هايل السرور الذي فشل في الانتخابات السابقة، وكوفئ بتعيينه نائباً لرئيس الوزراء، يعتبر من أعمدة النظام ومن أهل بيته، وهو شغل الموقع في السابق، ولم يترك بصمة مميزة، لكنه يطمح اليوم كما قال، لتكريس موقع المجلس النيابي كشريك فاعل، وليس مجرد ديكور يدار من خلف أبواب مغلقة، خصوصاً لجهة التشريع، الذي سيعطي للبرلمان السابع عشر أهميته إن نجح في المهمة، أو يكون أداؤه مبرراً للعودة إلى المربع الأول.  
يقف الأردنيون اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في حياتهم السياسية، لا تسمح بالتفاؤل أو التشاؤم، وليس عليهم غير انتظار حصاد التجربة، التي يقول الإخوان المسلمون إنها ستكون صفراً، لقناعتهم أن النظام يناور، وأنه يفتقد الإرادة الحقيقية للتغيير والإصلاح، في حين يرقب المواطن بعين مفتوحة نتائج التغييرات الثورية، في مصر واليمن وتونس وليبيا، التي أتت بالإسلاميين إلى السلطة، ولا يشعر مطلقاً بأنها مشجعة، وهو يتوق إلى عملية إصلاحية تحفظ مع التغييرات التي سيرافقها أمنه وأمانه، ولا تضعه تحت رحمة التغييرات المخلة بنظامه الاجتماعي المقبول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram