بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين افتتح نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان مستشفى (PAR) الخيري للقطاع الخاص في العاصمة أربيل.وخلال المراسيم التي استهلت بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً على أرواح الشهداء الأبرار، وبعد تلا
بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين افتتح نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان مستشفى (PAR) الخيري للقطاع الخاص في العاصمة أربيل.
وخلال المراسيم التي استهلت بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً على أرواح الشهداء الأبرار، وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ألقى درباز كوسرت رسول رئيس فريق العمل في المستشفى كلمة أوضح فيها أن هذا المستشفى يسع 120 سريرا وسيتبع نمط الاكتفاء الذاتي في التمويل وسيقدم خدماته بالدرجة الأولى لذوي الشهداء من دون أرباح، وأضاف أن تصميم هذا المركز كان بمشاركة كل من شركة ميدوز التركية وشركة كلالة للتصاميم الهندسية.
كما ألقى وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان د. ريكوت حمه رشيد كلمة أشار فيها إلى أن المرضى في هذا المركز سيتلقون العلاج بموجب المقاييس العالمية وبأحدث الأجهزة، وجدد أن الاهتمام بالقطاع الصحي جانب مهم من السياسة التي تتبعها حكومة إقليم كردستان، وخاصة في مجال تعزيز العلاقات بين القطاعين العام والخاص في مجال القطاع الصحي.
ثم ألقى نيجيرفان بارزاني رئيس مجلس الوزراء في حكومة إقليم كردستان كلمة أعرب من خلالها عن سعادته لإنجاز هذا المشروع، حيث كما أوضح كان قد شارك مع كوسرت رسول علي في وضع حجر الأساس لهذا المشروع من قبل.
وبخصوص فكرة بناء المستشفى، قال نيجيرفان بارزاني :" أريد أن أوضح لكم فكرة بناء هذا المستشفى ، فاسم المستشفى يتكون من الحروف الأولى لأبناء الأخ كوسرت رسول، الشهداء ( بيشرو، آراس، ريباز). سيادة الأخ كوسرت كان له دور كبير في النضال وكان له الشرف في خدمة شعب كردستان بكل شكل من الأشكال، وفي سبيل تحقيق هذا اليوم، قدم الأخ كوسرت شخصياً التضحيات والشهداء في درب النضال".
واليوم سنحت لنا الفرصة لبناء هذا المركز على هذه الأرض التي كانت في الماضي بيت الأخ كوسرت، وبعدها وبمبادرة من شخصه الكريم قرر تشييد وبناء مستشفى على هذه البقعة من الأرض لخدمة مدينة أربيل، هذه المدينة العزيزة التي ينتمي إليها.
أتقدم بالشكر إلى الأخ كوسرت وأثمن جهود الأخ درباز التي أثمرت في تشييد هذا المركز الجميل في مدينة أربيل.
وتطرق رئيس الوزراء خلال كلمته إلى تطوير القطاع الصحي عن طريق القطاع الخاص، وفي الوقت نفسه أعرب عن أسفه أيضا لعدم الاهتمام واللامبالاة بهذا الجانب، كما ثمن عاليا جهود وزير الصحة ودوره في تنمية هذا القطاع، متمنيا أن يستمر هذا المستشفى في تقديم الخدمات الصحية وأن يكون العاملين فيه بمستوى المسؤولية والالتزام الذي قطعوه على أنفسهم في خدمة المواطنين.
وأوضح نيجيرفان بارزاني :" أن هدفنا في إقليم كردستان أن يستطيع القطاع الخاص لعب دور حيوي في عملية البناء وتنمية البلاد، وباعتقادنا أن الحكومة لا يمكنها بناء وإعمار هذا الوطن من دون مشاركة القطاع الخاص، ونعتقد أيضاً أن القطاع الخاص هو المحرك الحيوي في إعادة بناء هذا الوطن وبمقدوره أن يلعب دوراً هاماً في الكثير من القطاعات، وأحد هذه المجالات هو القطاع الصحي". نعلم جميعاً أن هناك مشاكل ومعوقات كثيرة داخل القطاع الصحي في كردستان ومن جميع الجوانب، ومن المفروض الوقوف على هذه المشاكل والمعوقات بشكل جدي وأن نسعى لمعالجتها، وسأقول باختصار: ماذا نريد من هذا القطاع؟
نحن نتطلع إلى نظام صحي في كردستان بشكل إذا احتاج أحد أطفالنا أو تعرض أحد أقاربنا إلى مشكلة صحية، أن تكون هنالك في بلادنا تلك الإمكانات والقدرات الذاتية لمعالجة هؤلاء المرضى وأن لا نضطر إلى إرسالهم إلى الخارج لتلقي العلاج، هذا كل ما نريده من القطاع الصحي في بلادنا، من الممكن في الكثير من الأحيان أن نعتقد أن معالجة القطاع الصحي تكمن في شراء أجهزة ومستلزمات متطورة، لكن النتائج كانت تماماً عكسية. فقد قمنا عن طريق برنامج النفط مقابل الغذاء بشراء الكثير من الأجهزة، ولكن بغياب الكادر المختص الذي يعمل على هذه الأجهزة ما هو مدى الاستفادة من هذه الأجهزة ؟!، النتيجة هو عطب هذه الأجهزة وعدم الاستفادة منها. إذاً علينا البحث عن سبل تطوير النظام الصحي وإصلاحه بشكل جيد، يجب على العاملين في القطاع الصحي من الأطباء والكوادر الأخرى الشعور بمدى ثقل هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم، للأسف في الكثير من الأحيان نلاحظ هناك إهمالا وعدم المبالاة في هذا القطاع، يجب عدم الإهمال وخاصة في ما يخص الأطباء والممرضين.
أتقدم بالشكر إلى وزير الصحة وجهوده في مجال تحسين القطاع الصحي وسعيه لوضع هذا القطاع على سكته السليمة، أثمن جهوده عالياً، وأتمنى أن نستطيع جميعاً مساعدة القطاع الصحي ووزير الصحة وهذه الوزارة بهدف إنجاح مهامهم.
لا شك أن هذا المركز الذي قمنا بافتتاحه اليوم من شأنه تقديم الكثير من الخدمات لمواطني كردستان، وما لاحظته من ناحية الأجهزة والكادر المختص ومن الناحية الإدارية كان على أفضل وجه وبدرجة عالية من التنظيم، ومن المهم الاستمرار في هذا المشروع، لأنه بإمكاننا من خلال هذه التجربة عمل الكثير من الأعمال الجيدة، ولكن عدم استمرارها سيؤدي إلى التوقف عن العمل. في الكثير من الأحيان توضع التصاميم لمستشفيات كبيرة وبأعلى المقاييس الحديثة، لكن وبسبب عدم الاهتمام باستمرارها نرى توقفها عن العمل رويداً رويداً، وبالتالي تعرضها إلى مشاكل كبيرة.
وأضاف نيجيرفان بارزاني:" أتمنى من هذا المستشفى والمستشفيات الأخرى في إقليم كردستان الاهتمام بالشؤون الإدارية والاستمرار في العمل ، والسعي بكافة الإمكانات إلى تقديم الخدمات الصحية لمواطني كردستان، لأن صحة المواطنين من الواجبات الملقاة على عاتقهم. فعندما تخرجوا من الدراسة وأصبحوا أطباء قاموا بأداء القسم والتعهد، أتمنى وأدعوهم إلى الالتزام بالقسم والإخلاص لما عاهدوا عليه، لأنها مسؤولية كبيرة، وما نرجوه من قطاعنا الصحي هو أن يكون لنا قطاع صحي جيد، يستطيع تقديم الخدمات لمواطني كردستان بشكل جيد ومنتظم، وليس فقط في كردستان فحسب، وإنما نستطيع تقديم الخدمات الصحية لجميع أنحاء العراق، لأننا نمتلك في كردستان بيئة مستقرة وهادئة بإمكاننا القيام بأعمال جيدة في مجال الصحة والمجالات الأخرى.