TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ثقافة روزخونية.. طائفية

ثقافة روزخونية.. طائفية

نشر في: 12 فبراير, 2013: 08:00 م

منذ بضعة أسابيع تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت شريط فيديو لقارئ حسيني (روزخون) وهو يحث المستمعين اليه في مجلسه بحماسة شديدة على المشاركة بكثافة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، عاداً ذلك تكليفاً شرعياً تتطلبه وتتحقق فيه "مصلحة المذهب".
كيف يبدو المذهب لهذا الروزخون؟ وكيف تتحقق مصلحته من وجهة نظره؟
انه -بحسب الصورة التي يقدمها الروزخون وخطبته- مذهب منغلق تماماً ومتعصب طائفياً إلى أبعد الحدود، يؤمن بالنظرية الميكيافلية: الغاية تبرر الوسيلة، حتى لو كانت هذه الوسيلة غير نظيفة.
الروزخون طلب إلى مستمعيه أن يذهبوا الى الانتخابات حتى لو كانوا غير مقتنعين بها وبالمرشحين، وان ينتخبوا حتى الفاسدين، فالمهم بالنسبة له، كما اكد في خطبته، انتخاب أبناء المذهب والاحتفاظ بسيطرتهم على السلطة. ولإثارة حماسة المستمعين اليه راح هذا الروزخون يتساءل عمّا اذا كان أحد يتصور في الماضي أن يُرفع اسم الإمام علي بن أبي طالب في الأذان عبر الإذاعة والتلفزيون أو أن يسير ابناء المذهب الى المراقد المقدسة مشياً على الأقدام بحماية قوات الأمن!
أمس وجدت على أحد المواقع خبراً مصوراً منقولاً عن إذاعة الروضة الحسينية يقول: "ناشد أهالي حي النضال غربي كربلاء المسؤولين في الحكومة المحلية ووزارة الكهرباء إيجاد حل لمشكلة رافقتهم طيلة ست سنوات، والمتمثلة بعدم وجود أعمدة وأسلاك للطاقة الكهربائية إضافة الى تعطل محول الطاقة الكهربائية الذي أصبح قديماً ولا يتناسب مع التوسع السكاني بالمنطقة". وأضاف الخبر "قال مختار حي النضال علي كاظم في تصريح لإذاعتنا إن مطالباتنا المستمرة لم تجد نفعاً ما اضطرنا إلى اللجوء لوسائل الإعلام لبيان مظلوميتنا".
الصور المرفقة بالخبر، وعددها أربعة، تُغني عن كل كلام عن البؤس المريع لهذه القرية وأهلها، أو بالأحرى عن بؤس دولتنا التي تفشل على مدى ست سنوات متتالية في توفير بضعة آلاف من الدولارات من المئة مليار دولار التي تتكدس لديها كل سنة من النفط وحده، لشراء أعمدة وأسلاك ولتصليح محولة الطاقة الكهربائية لقرية صغيرة في محافظة كربلاء.
والأشدّ من بؤس هذه القرية وبؤس دولتنا هو بؤس هذه "الثقافة" التي تجعل من "رجل دين" يكرس نفسه ويسرق وقت الناس لتكليفهم "شرعياً" بانتخاب أبناء المذهب حتى لو كانوا فاسدين، من دون أن يكلف نفسه بالحديث عن بؤس قرانا ومدننا ودولتنا، ومن دون أن يكلف نفسه أيضاً بادراك ان هذا البؤس ناجم عن تفشي الفساد وتسيّد الفاسدين في دولتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram