TOP

جريدة المدى > سينما > مع النجم العالمي أنتوني هوبكنز: هيتشكوك كان شخصية عبقرية عنيدة

مع النجم العالمي أنتوني هوبكنز: هيتشكوك كان شخصية عبقرية عنيدة

نشر في: 13 فبراير, 2013: 08:00 م

لا يمكن لمن يراه أن يتخيل انه النجم العالمي ( انتوني هوبكنز ) بصدغيه المتهدلين وجمجمته العارية وكرشه الضخم المحشور في بدلة سوداء.. أما جانب وجهه فتقترب ملامحه من ملامح مخرج أفلام الرعب والترقب العبقري الراحل الفريد هيتشكوك ...انه يجسد دوره إذن في الف

لا يمكن لمن يراه أن يتخيل انه النجم العالمي ( انتوني هوبكنز ) بصدغيه المتهدلين وجمجمته العارية وكرشه الضخم المحشور في بدلة سوداء.. أما جانب وجهه فتقترب ملامحه من ملامح مخرج أفلام الرعب والترقب العبقري الراحل الفريد هيتشكوك ...انه يجسد دوره إذن في الفيلم الجديد الذي سيعرض في شباط المقبل في فرنسا ويتناول قصة تصوير فيلمه الشهير (سايكو ) او ( نفوس معقدة ) ...
ويصور هوبكنز أحداث فيلمه الجديد في نفس ستوديوهات هوليوود القديمة التي تم فيها تصوير فيلم هيتشكوك تحت ادارة المخرج البريطاني ساشا غيرفاسي ، والفيلم مقتبس من كتاب للصحفي ستيفن ريبيللو يروي فيه المحن التي واجهت هيتشكوك وفريق عمله أثناء تصوير فيلم ( نفوس معقدة ) الذي استمر تصويره ما بين 11 تشرين الثاني في 1959 وحتى الاول من شباط عام 1960 ...
في حوار أجرته معه صحيفة الفيغارو الفرنسية مع السير انتوني هوبكنز الذي سبق له ان جسد شخصيات أسطورية اخرى مثل نيكسون وبيكاسو قال إن هذا الدور هو الأكثر تعقيدا وأهمية وإمتاعا بالنسبة له فهو يفخر بتجسيد مسيرة هيتشكوك بشكل خاص، مشيرا الى ان المرء عندما يكون ممثلا لوقت طويل ينتهي به الأمر الى الفوز بثقة كبيرة بالنفس ورغم أن هذا شيء جيد لكنه بحاجة إلى التحفيز بين فترة وأخرى بدور يزعزع ثقته بنفسه ويضعه أمام تحد كبير كما هو الأمر مع دور هيتشكوك ولذا فهو متحمس له بشدة لأنه يمثل بالنسبة له رهانا يتطلب جرعة كبيرة من الطاقة لتحقيق النجاح فيه.. ويقول هوبكنز انه يشعر بالاضطراب والقلق مع تصوير كل مشهد جديد لأنه يخشى ألا يصل إلى النقطة التي يطمح اليها في تجسيده للدور ...
ولدى سؤاله إن كان معجبا بهيتشكوك قبل اختياره لهذا الدور قال هوبكنز انه معجب به منذ ان شاهد له فيلما خلال فترة مراهقته بعنوان ( اختفاء امراة ) لكن فيلم ( النافذة الخلفية ) يبقى هو الفيلم المفضل لديه بين أفلام عبقري الرعب والتشويق يؤكد هوبكنز انه كان يتمنى أن يصبح موسيقيا لكنه وجد نفسه منقادا إلى طريق التمثيل دون أن يفكر بذلك ...
وقال هوبكنز في الحوار انه قابل هيتشكوك مرة واحدة في حياته في لوس انجلس في نهاية عام 1979، في احد المطاعم الراقية وقام وكيل تمثيل مشترك بينهما على تقديمه له لكنه شعر وقتها ان هيتشكوك لا يملك الرغبة في الحديث مع احد فصافحه فقط وانسحب...
ولغرض الإعداد لهذا الفيلم ، قال هوبكنز انه قرأ الكثير من الكتب وخاصة تلك السيرة الرائعة لدونالد سبوتو بعنوان (الوجه الخفي للعبقرية) كما شاهد جميع أفلامه من جديد بما في ذلك أفلامه الصامتة في بداياته، وشاهد أيضا بعض الأفلام الوثائقية التي يظهر فيها وهو يدير الممثلين خلال العمل ، فضلا عن مشاهدة بعض المقابلات التلفزيونية معه.. ويقول هوبكنز ان كل ما رآه يدل على أن هيتشكوك كان رجلا معقدا جدا كما أكد له ذلك النجم جيمس ستيوارت ذات مرة بعد أن صور معه فيلما إذ وصفه بالرجل العنيد الصارم كما قال مساعدوه وقتها بانه كان غالبا لا يحتمل ويصعب إقناعه لكنه كان يعرف بالضبط ماذا يريد وما الذي يجب أن يظهر على الشاشة ..
وعن الشبه الظاهري بينهما قال هوبكنز انه يحمل الآن كرشا كاذبا يدفعه الى الانتباه لسيره خشية أن يقع الكرش كما يثقل عليه طوال يوم كامل من التصوير ..ويقضي هوبكنز ايضا ساعتين يومياً في حجرة الماكياج لغرض لصق طبقات من مادة تمنحه ذقنا متهدلا كهيتشكوك ...ورغم صعوبة التجربة لكنه سعيد بها ويشعر بأنها هبة رائعة حاز عليها ..
أما بالنسبة للمخرج ساشا غيرفاسي فكان لا بد لتصوير فترة من حياة هيتشكوك أن يتعرض لقصة حبه المعروفة بزوجته ألما التي تجسد دورها هيلين ميرين في الفيلم لما لها من تأثير عليه رغم أن لا احد يعرف عنها الكثير لأنها اختارت العيش في الظل، تاركة له كل المجد والشهرة لكن تأثيرها كان واضحا إذ لم يكن يقدم على أي قرار فني إلا بالرجوع اليها فكان يستمع إليها كثيرا ويناقشها حول كل شيء ويعمل بآرائها غالبا... وفي الفترة التي تم فيها تصوير فيلم ( نفوس معقدة ) كان قد مضى على زواجهما 33 عاما وفيه عاتبته بشدة على وسواسه وتصوراته التخيلية بالنسبة للممثلات الشقراوات اللواتي كن يعانين كثيرا من تسلطه عليهن.
ويشعر هوبكنز بالسرور لمشاركته هيلين ميرين في التمثيل لأنها تعزز قوة الفيلم، اما سكارلت جوهانسون التي تؤدي دور جانيت لي في ملامحها وطريقة تحريك عضلات وجهها كما أنها تملك موهبة كبيرة ومثلها كل فريق العمل ...
أما عن فيلم (نفوس معقدة) الذي يدور حول الفيلم الجديد فيقول هوبكنز انه شاهده للمرة الأولى في مانجستر في عام 1960 ولم ينس تلك الصدمة خاصة وان هيتشكوك أنجزه وهو في سن الستين ولم تكن صحته جيدة لأن هذا الفيلم يعد ثورة على كل أفلامه السابقة، ويصف هوبكنز المعاناة التي واجهت هيتشكوك خلال تصويره بعد رفض ستوديوهات بارامونت تنفيذه بالأسود والأبيض ودون نجم معروف ظنا منها ان هيتشكوك يسعى إلى الاقتصاد في ميزانية الإنفاق ما دفعه الى الاستعانة بشركة أخرى لتنفيذ فيلم بمقاييس لا علاقة لها بالتسوق السينمائية ..
ويصف هوبكنز هيتشكوك بأنه أستاذ في عمله بشكل مطلق ولا يقتصر هذا على جانب الترقب والرعب الذي أجاد فيه بل في استخدام الكاميرا وأسلوب تعامله مع الممثلين إذ لم يكن يمنحهم الفرصة ليمثلوا بطريقتهم بل كان يترك كاميرته لتقول ما تريد وتعطي الحقيقة الأكيدة.
وعلى غرار المخرج العالمي الراحل اورسون ويلز ، كسر هيتشكوك كل القواعد وخاض مغامرات عديدة لا يملك إلا العباقرة الشجاعة على خوضها ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram