أحد العوامل الأساسية في انشداد الجمهور إلى الفيلم الكوري ( التنكّر Masquerade ) هو الحبكة الهيكلية المستندة على حقائق تاريخية حقيقية وقعت في زمن مملكة جوسيون، مقرونة مع استخدام المخرج للخيال. و هناك عبارة مكتوبة في عام 1615، و هو العام الثامن من حكم
أحد العوامل الأساسية في انشداد الجمهور إلى الفيلم الكوري ( التنكّر Masquerade ) هو الحبكة الهيكلية المستندة على حقائق تاريخية حقيقية وقعت في زمن مملكة جوسيون، مقرونة مع استخدام المخرج للخيال. و هناك عبارة مكتوبة في عام 1615، و هو العام الثامن من حكم الملك غونغيغان، " لا تسجلوا شيئاً ينبغي أن نخفيه "، و قد وفرت العبارة إيحاءً بأن أحداً غير الملك يمكن أن يقوم على وجه الاحتمال بالدور عنه خلال غيابه.
و تدور الحبكة حول قصة تاريخية كورية في عام 1615 حين تقع الأمة في حالة اضطراب و تحت اهتياج راجع إلى صراعات سلطوية محلية. و نجد الملك غونغيغان، الذي تملَّكه الذعر و الخوف من الاغتيال، يصبح أكثر عنفاً و عدوانيةً مع كل يومٍ يمر. و كي يتجنب الملك الاغتيال، يوجه السكرتير الملكي الرئيس للعثور على شبيه له يحتل مكانه. و يتم اختيار هاسيون، و هو شحّاذ له مظهر مشابه بشكل مدهش للملك و لغة صقيلة و موهبة في تقليد طريقة الملك في الكلام، و يؤخذ إلى القصر و هو يجهل السبب. و في أحد الأيام، يصاب الملك بالتسمم كما كان يُخشى و يرتقي هاسيون العرش متظاهراً بأنه الملك بينما يتعافى هذا سراً. و تتعقّد الأمور حين يبدأ هاسيون بالتصريح بآرائه و يلاحظ الناس التغيّر المفاجئ في تصرف الملك. و يكون للود و التقدير الذي يبديه الملك المزيف حتى نحو أبسط الخدم تأثيره على الناس، و كذلك جمهور المشاهدين.
و يعزو المخرج تشو تشانغ ــ مين نجاح الفيلم للكوميديا المقيدة المعروضة من قِبل النجم القدير لي بايونغ ــ هَن الذي كانت له على الدوام صورة فنية رائعة. و قد أكد تشو بأنه كان من الصعب العثور على ممثل متعدد المواهب بإمكانه القيام على نحوٍ ناجح بدورين متناقضين ( ملك و شحاذ ) بصورة متزامنة في مشهد واحد. و كان لرؤية هاسيون يتصرف كملك يرتكب أخطاءً خرقاء تأثيرها في تصعيد الدراما و الاستحواذ على مشاعر الجمهور بهذا التمثيل. و هناك عامل آخر اعتبره المخرج مهماً و هو الخلفية التي تُبرز الصور المهيبة الكلاسيكية للقصور الكورية، إضافةً للموسيقى التي تعزفها أوركسترا من 60 ملحناً، و هو ما يرقى بجو الفيلم و يستحوذ على انتباه الجمهور.
و تزيد أوصاف الحياة التقليدية في القصر في تمتع الحضور بمشاهدة الفيلم، مما يجعل المشاهدين المحليين و العالميين يرون الماضي من جديد. و نجد سلطة الملك و نفوذه الكاريزمي يرتفعان على امتداد الفيلم بدءاً من المشهد الأول للملك جالساً في ترف أريكته مع سيدات البلاط المنشغلات بتهيأته، و تشذيب أظافره، و ترتيب شعره، إلى إلباسه على النحو الرسمي. كما أن من الممتع رؤية سيدات البلاط في غرفة الملك بينما هو يتغوّط لتستدعين الأطباء الملكيين ليشمّوا برازه و يذوقوه من أجل التأكد من سلامة صحة الملك!
كما أن من الممتع مشاهدة الملكة التي تتباهى بهيأة رشيقة و جميلة لكنها تعيش حياةً صعبة في القصر. إذ يصور الفيلم المصائر المروّعة لملكات مملكة جوسيون اللواتي كنّ يُعاملن بشكلٍ حسَن لكنهن مع هذا مقيّدات في سلوكهن و مرغمات على إظهار مثال كلاسيكي. و ما أن تصبح الواحدة منهن ملكةً، حتى تكون غير قادرة على مغادرة القصر و تبدأ بالشعور بالغيرة من عدد كبير من المنافسات، سيدات البلاط.
لقد لقي فيلم ( التنكر ) استقبالاً طيباً من صناعة السينما العالمية أيضاً. و كان عرضه الأول في لوس أنجلس مدعاةً لعروض نقدية عديدة من النقاد و المتفرجين و جرى تقديمه من عدة منافذ إعلامية، و أثنت عليه ناقدة ( ويكلي لوس أنجلس )، كريستين برافو،على سبيل المثال، واصفةً إياه بأنه مثل جوهرة فاتنة.
عن/ KOREA. net