في صباح الاثنين الماضي انْطَلَقْتُ برحلة سريعة إلى مدينتي أربيل والسليمانية، وخلال هذه الرحلة شعرت بالإهانة لثلاث مرات.. كانت الأولى في ساحة منح تأشيرة الدخول على "حدود" مدينة أربيل. فبسبب بطء الإجراءات، اكتظت هذه الساحة بالمسافرين إلى درجة جعلت عملية الحصول على التأشيرة مُهينة بشكل كبير. أما الإهانة الثانية فقد كانت على "حدود" السليمانية، وتحديداً في نقطة تفتيش (قادر كرم)، فقد طلب الجندي هوياتنا، فأعطيته هويتي وأنا أحاول أن أخبره بأن لديَّ ورقة دخول إلى أربيل، لكنه سحب هويتي بامتعاض لم افهم مغزاه، ولما أردت أن افهم منه ـ بكل ود ـ إن كانت ورقة الدخول إلى أربيل مطلوبة أم لا، نهرني بشدة جعلتني ابتعد عنه خوفاً من تطورات لست مستعداً لها بسبب ضيق الوقت، وبعد انتظار قليل تحرك بهوياتنا تجاه غرفة مغلقة فتبعناه، وهناك وصل إلى فتحة صغيرة دائرية في شباك مغطى بستارة، ثم مد يده داخلها وألقى بهوياتنا دون أن يتحدث معنا أو مع الموظف المختفي خلف الستار، وبعد قليل مد الأخير يده وألقى على الرصيف مجموعة من هويات الأحوال المدنية الخاصة ببعض المراجعين المنتظرين، الذين سارعوا لالتقاطها من على الأرض ودون أي اعتراض، وكأن الإجراء طبيعي! وعند هذا الحد أيقنت بأننا مقبلون على سنين مَذَلَّة طويلة، فانتظرت على هذا الأساس أن تُهان هويتي هي الأخرى، وفعلاً لم يُقصِّر الموظف الخفي، فقد أخرج يده بالكاد من الفتحة الدائرية وقذف بهوياتنا على الرصيف. المهم عدت إلى بغداد وأنا أشعر بالامتعاض من حكومة الإقليم، التي أثبتت لي بأنني أحمل هوية بلا كرامة، فالذي يفقد كرامته في بلده لن يحلم بالحصول عليها في أي مكان آخر. لكن كانت المفاجأة على أبواب بغداد أكبر، هذه الأبواب التي أهانت هويتي للمرة الثالثة خلال هذه الرحلة، فقد سألنا جندي التفتيش إن كنا من بغداد أم لا!! وبعد تأكده من أننا كذلك سمح لنا بالمرور. فسألت السائق: لماذا سألنا عن المحافظة، وما الفرق في الحق بدخول بغداد، بين أبنائها وبين أبناء مدن العراق الأخرى؟ فأخبرني أن الموضوع مرتبط بمحاولات متظاهري "المدن الغربية" دخول بغداد، وأن أبناء هذه المحافظات سيُمنعون من دخول العاصمة خلال الأيام المُقْبلة!!
إذاً لماذا نعتب على سياسيي الإقليم؟ قلت لنفسي، فيبدو أن آلية منع المواطنين من التنقل بين مدن بلدهم هي الآلية الوحيدة التي يمتلكها جميع سياسيي ما بعد 2003، فهم لا يعرفون كيف يحافظون على أمن المواطن إلا من خلال تقييد حريته وإهانته، ولا يستطيعون ـ أبداً ـ أن يضمنوا حقوقه إلا من خلال سلبها، كيف ننتظر من سياسيين مولودين في رحم الأزمة، أن يديروا البلد بشكل لا يؤدي إلى إثارة التوترات والحساسيات الطائفية أو القومية؟
جميع التعليقات 6
مهاجر الى الغرب
وا أسفاه فقد خسرنا وطنا ولكننا ربحنا الكرامة حيث لاكرامة لاحد في بلاد العرب الا لحاملي الجواز الامريكي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نزار الربيعي
هذه نتجه طبيعيه للعمليه السياسيه المستمره منذ عشره سنوات والقائمه على اساس المكونات العرقيه والمذهبيه وليست على اساس المواطنه والعيش المشترك وتكافؤ الفرص للجميع وحتما يكون مخاضها التقسيم وحرب المكونات استاذ سعدون وانا مثل تماما اشعر بالذله لذه المواقف من
باحث عن الحق
اخ سعدون شنو الجديد بلموضوع كلش طبيعي مادام انت عراقيي كلشي يرهم تحياتي لك اخ سعدون (باحث عن الحق)(الكلداني)
ابوسارة
اخي الحبيب انت شعرت بالاهانة من الذي ذكرته فكيف بيك عندما يعاملك وعامل كل المواطنين رجال الحرس عندما تود دخول المسجد لاداء صلاة الجمعة في منطقة سكناك وليس في اي منطقة اخرى وطلبوا منك بطاقة السكن ..نعم بطاقة سكن لتدخل بيت الله لاداء صلاة.... ماذا ستقول عن
كريم
اخ سعدون فيما يتعلق بالاهانة الاولى و الثانية انا اعتذر منك كمواطن كردي عراقي اما فيما يتعلق بسيطرة بغداد.....
كمال
السلام عليكم أخي العاتب والشاعر بالمهانةوالأذلال من معاملة سيئة في سيطرة من سيطرات الأقليم. يبدوا أنك لم تلبث كثيراً في مدن الأقليم لتكتشف السبب وراء هذا التعامل الفض من قبل رجال السيطرة(البيشمركة) وقد تكون وصلت في وقت أسود يصول فيه ويجول بعض السفهاء من ا