الكهرباء، الماء، الطرق والجسور، الصحة، التربية، التعليم.. كل هذه ملفات تضعها حكومات الشعوب في أعلى سلم أولوياتها. وعلى أساس تقديم هذه الخدمات يُحكم على السلطتين: التنفيذية والتشريعية، بالنجاح أو الفشل.. وها نحن قد أكملنا تسع سنوات بعد التغيير، وثلاثاً بعد الاستتباب النسبي للوضع الأمني، ومع ذلك لم نحصد أي تطور في أي من الملفات السالفة!!
الكهرباء لم تزل تراوح مكانها، مع أن الأموال التي صرفت عليها تستطيع أن تلبي حاجتنا وربما نصف حاجة احدى الدول المجاورة.. الماء لم يزل ملوثاً، وبحسب بعض التقارير هو لا يصلح لشرب الحيوان فضلاً عن الإنسان، أما الماء في المدن الجنوبية فلا يصلح إلا لنقل الأمراض والأوبئة، خاصَّة وأنه يحمل مختلف أشكال الملوثات من مناطق الشمال والوسط والجنوب إلى تلك المدن المغضوب عليها. ناهيك عن مخلفات المستشفيات التي تلقى في مياه دجلة وتحمل معها مختلف الأمراض والأوبئة.
أما فضيحة الطرق والجسور فما بعدها فضيحة، فنحن لم ننجز، في بغداد، مثلاً، ولا جسر واحد أو طريق وفق مواصفات فنية مقبولة، حتى طريق المطار الذي ابتلع الملايين من الدولارات يُعدُّ مثالاً صارخاً على مستوى الاستهتار بالمال العام في العراق. نظامنا الصحي عبارة عن لا نظام، هو أقرب إلى الفوضى، وأكثر ما يثير الاشمئزاز فيه هو مستوى القذارة المنتشرة في مستشفيات بغداد الرئيسية.
حال التربية والتعليم أسوأ الأحوال ومستواهما تدنى إلى الدرك الأسفل. فصفوف الدراسة أسوأ من قاعات السجون في اكتظاظها وافتقارها للشروط الصحية/ التربوية/ الإنسانية، أما الجامعات فقد أخذت تتحول شيئاً فشيئاً من أمكنة مقدسة لنيل العلم إلى أمكنة مخصصة للريبة والشك بالولاء والانتماء، أمكنة تحرسها كاميرات المراقبة وتحيط بها الأسلاك والمشبكات، وتستحوذ عليها فرق التجسس وجمع المعلومات.
إذن ماذا أنجزنا منذ 2003 ولحد الآن؟ صحيح هناك الكثير من المعوقات والمشاكل، وصحيح أن الحرب الطائفية كانت هاجس الدولة الأهم، لكن هل تكفي هذه المبررات لتُكِّفر عن خطيئة عدم إنجاز حكوماتنا المتعاقبة لمشروع واحد تتباهى به، مستشفى حديث أو شارع سريع يربط بين الوسط والجنوب أو بين الوسط والشمال، جامعات بمختبرات حديثة وأنظمة تعليم عصرية، أي مشروع حضاري، أقصد مشروع يكون وفق مواصفات فنية عالية ولا تحوم حوله الشبهات؟ هل تكفي هذه المبررات لتُكفِّر عن خطيئة إهدار أموال الموازنات الانفجارية بمشاريع مهلهلة الغرض الوحيد من ورائها سرقة المزيد من أموال الفقراء؟
ماذا أنجزت نخبتنا السياسية غير الاتجار بنا، وسرقة أموالنا، والضحك علينا، ومحاصرتنا بالأزمات والمخاوف والمضايقات؟ والمشكلة أن انتخابات مجالس المحافظات على الأبواب وليس أمامنا أي خيارات بديلة!! إذن يا لحظنا السيئ، ويا لهذا البلد الفخ!
خطيئة الاتجار بنا
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 3
hamza
وفوك القهر يريد ولاية ثالثة ؟ شلونكم انتو زينين !!. ١٠ سنين شارع بيه حظ ماكو . حتى احتياطي البنك المركزي حاليا يتم سرقته جهارا نهارا لان الجماعة هسة دهن ودبس وي البنك المركزي . لو الحكومة تستحي من نفسها جانت استقالت من زمان. ان لم تستحي فافعل ماشئت. كل ا
ابو عبير
كبد الحقيقة والادهى من هذا كله ندفن رؤوسنا نحن ابناء هذا الوطن المخلصون، برمال الطائفية عندما يحتج اهل البصرة او ابناء الرمادي وصلاح الدين او مظاهرات السليمانية او شباب ساحة التحرير في بغداد ونحضر لها وصفة، طائفية، من النظام السابق او حاقدين او غيرها من و
كاطع جواد
لازال مواطننا غير واعي وعدم وعيه هذا أوقعه في شرك المفسدين عندما انتخبهم فقد استولت حفنة من السراق والنصابين على المال العام بطرق شتى ابتداء من مشاريع فاشلة وانتهاء بمشاريع وهمية وصفقات مريبة ..عندما تظاهر مواطنو الناصرية للمطالبة بتحسين الوضع المعاشي