 بغداد / المدى برسوصفت وزارة النقل العراقية، أمس الأربعاء، هبوط الطائرة السعودية في مطار بغداد ضمن اتفاقات التعاون بين شركتي الخطوط الجوية العراقية والسعودية بـ"الأمر الجيد"، وأكدت أن الاتفاقات بين الناقلين الوطنيين في البلدين "فنية" ولا علاقة لها ب

 بغداد / المدى برس

وصفت وزارة النقل العراقية، أمس الأربعاء، هبوط الطائرة السعودية في مطار بغداد ضمن اتفاقات التعاون بين شركتي الخطوط الجوية العراقية والسعودية بـ"الأمر الجيد"، وأكدت أن الاتفاقات بين الناقلين الوطنيين في البلدين "فنية" ولا علاقة لها بالتوتر السياسي بين بغداد والرياض، في حين عدت هيئة الحج والعمرة العراقية الأمر "خطوة مهمة جداً" على طريق إعادة العلاقات بين البلدين.
وحطت الطائرة من نوع جامبو 747 التابعة لشركة الناقل السعودي FLYNAS قبل ظهر اليوم في مطار بغداد الدولي وكانت بطاقمها من دون ركاب وتم استقبالهم رسميا من قبل عدد من مسؤولي سلطة الطيران المدني ووزارة النقل وهيئة الحج والعمرة، ثم أقلعت بعد ساعة متوجهة إلى مكة وعلى متنها نحو 450 معتمراً عراقياً.
وبحسب نائب مدير شركة الخطوط الجوية العراقية نجيب العامري فإن "استقبالاً حاراً كان بانتظار الطائرة السعودية، بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير النقل هادي العامري، لافتاً إلى أن هبوط الطائرة السعودية على أرض مطار بغداد الدولي يعدّ خطوة جادة من السلطات السعودية لتحسين العلاقات بين البلدين".
وبيّن إن "فتح الخط الجوي بين العراق والسعودية من جديد سيسهم بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية بين البلدين لأنها ستسمح لرجال الأعمال السعوديين والعراقيين بتبادل الأعمال والتجارة نظراً لفتح خط جوي مباشر بين بلديهما".
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة كريم النوري، من جانبه، في حديث إلى (المدى برس) إن "هبوط الطائرة السعودية اليوم على أرض مطار بغداد الدولي خطوة جيدة جداً في توسعة حجم العلاقات الجوية بين البلدين"، وبين أن "فتح أبواب النقل الجوي بين العراق والسعودية سيعمل على حلحلة الأزمة السياسية بين العراق والسعودية، إضافة الى انه سيساعد على نقل المستثمرين وبالتالي تكوين علاقات اقتصادية بين البلدين".
وأضاف النوري أن "وزارة النقل تعدّ من الوزارات الخدمية الفنية وأي اتفاق تعقده إحدى مؤسسات وزارة النقل كشركة الخطوط الجوية العراقية وسلطة الطيران المدني سيكون بعيداً عن التوترات السياسية بين العراق وأية دولة  أخرى".
وأكد نوري أن "التوتر السياسي بين العراق والسعودية لا يؤثر على عمل وزارة النقل ومؤسساتها مع الناقل الوطني السعودي لأن الوزارة تعمل بالجانب الخدمي الفني ولا تحمل أي موقف سياسي من أية جهة"، مبينا أن "وزارة النقل ستوفر جميع المستلزمات الخاصة بإنجاح الاتفاق بين الجانب العراقي والجانب السعودي".
من جانبه، قال مدير سلطة الطيران المدني العراقي ناصر البندر في حديث إلى (المدى برس) إن "هبوط الطائرة السعودية في مطار بغداد الدولي اليوم يأتي ضمن الاتفاق المبرم بين شركة الخطوط الجوية والعراقية والناقل الوطني السعودي المتمثل بشركة ناس السعودية". وأضاف البندر إن "الاتفاق المبرم بين العراق والسعودية بشأن تسيير رحلات بين الطرفين قديم ولكن تم تفعيله نهاية 2012 بطلب من الخطوط الجوية السعودية"، مشيراً الى ان "العراق وافق على الطلب السعودي بفتح الخط الجوي بين العراق والرياض لأنها خطوة جيدة لفتح آفاق التعاون بين البلدين".
وأوضح البندر أنه "استنادا للاتفاق بين البلدين فإن شركة ناس السعودية سترسل طائرة فارغة إلى العراق وتنقل معتمرين عراقيين باتجاه جدة"، لافتاً إلى أن "نقل المعتمرين العراقيين سيكون عن طريق نظام الرحلات الخاص وحسب الطلب  وليس عن طريق الرحلات المجدولة".
وأكد البندر أن "الاتفاق ينصّ على نقل المعتمرين والمواطنين العاديين لكن لم ينفذ من الاتفاق سوى نقل المعتمرين".
ورحبت هيئة الحج والعمرة بدورها بهبوط أول طائرة سعودية على أرض مطار بغداد الدولي والخاصة بنقل المعتمرين العراقيين الى السعودية.
وقال المتحدث الإعلامي باسم هيئة الحج والعمرة سالم ساهي كريم في حديث إلى (المدى برس) إن "هبوط طائرة شركة ناس السعودية على أرض مطار بغداد الدولي خطوة مهمة جداً في إعادة العلاقات بين البلدين وكذلك التعاون في عملية نقل والمعتمرين العراقيين مباشراً الى الأراضي السعودية".
وأضاف كريم أن "الطائرة السعودية هبطت على أرض مطار بغداد الدولي ولم تحمل أي راكب لكنها أقلعت وهي تحمل 450 معتمراً عراقياً متوجهة الى مطار الملك ابن عبد العزيز في الرياض". وبنزول هذه الطائرة السعودية تستأنف بغداد والرياض رسمياً الرحلات الجوية المنتظمة بينهما بعد توقف دام 20 عاماً في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990 فيما قد يعد خطوة أخرى على طريق تحسين العلاقات بين الرياض وبغداد التي توترت خلال العقدين الماضيين.