أحيا اتحاد أدباء كربلاء أربعينية الراحل الشاعر الكبير هادي الربيعي الذي وافاه الأجل مطلع العام الجديد وشارك في الحفل التأبيني أدباء وأصدقاء الشاعر، وقدمها الدكتور محمد عبد فيحان الذي بدأ أولا بقراءة سورة الفاتحة على روح الربيعي الذي غادرنا بعد أن عان
أحيا اتحاد أدباء كربلاء أربعينية الراحل الشاعر الكبير هادي الربيعي الذي وافاه الأجل مطلع العام الجديد وشارك في الحفل التأبيني أدباء وأصدقاء الشاعر، وقدمها الدكتور محمد عبد فيحان الذي بدأ أولا بقراءة سورة الفاتحة على روح الربيعي الذي غادرنا بعد أن عانى من المرض الذي يفتك بالعراقيين وما كنا نسمع عنه إلا لملما.ويقول فيحان إن الربيعي كان علامة من علامات الأدب العراقي الذي خسر نجما مهما، وعرّج على إنسانية الربيعي ومثابرته في الكتابة .
أنهى دراسته في جامعة أهل البيت قبل رحيله بعامين من قسم الصحافة، وكان يعمل في أكثر من مؤسسة إعلامية.
بعدها قال عميد جامعة أهل البيت الدكتور عبود جودي الحلي : فقدت الأوساط الأدبية في كربلاء والعراق أديباً كبيراً استطاع بموهبته الأصيلة وعطائه الثر المتميز أن يحفر اسمه بين أسماء الأدباء الخالدين هو الأديب هادي الربيعي ..ويضيف إن الربيعي وبالرغم من ولادته في مدينة ديالى ونشوئه فيها إلا أنه استطاع أن يحتل مكاناً بارزاً بين أدباء كربلاء منذ هاجر إليها في سبعينات القرن الماضي، وكان متعدد المواهب، يكتب القصة والمقالة النقدية وينظم الشعر بنوعيه العمودي والحر كما يكتب قصيدة النثر وهو فيها كلها مجيد ومتمكن.موضحاً أن الحالة الاقتصادية والحاجة المادية اضطرته إلى العمل دلالاً في حي المعلمين بكربلاء وسائقاً في سيارة نقل الركاب داخل كربلاء وعمل كذلك في بيع كتبه على رصيف شارع قبلة الإمام الحسين عليه السلام.
وتحدث بعدها الشاعر عبد الحسين خلف الدعمي قائلاً: إن هادي الربيعي كان وديعاً مسالماً طموحاً كان يقرأ للآخرين ويشجعهم..ويقول عنه أيضا إنه كان يكتم غيظه ، ولكنه يغضب لنفسه وكان سخياً ووصل به الحال إلى حد الإسراف وكان يتميز بالطموح الكبير ولم يترك نمطاً من الأنماط الثقافية إلا وكتب فيه أو باباً من أبواب المعرفة إلاّ وطرقه.
وقرأ بعدها الشاعر عودة ضاحي التميمي قصيدة له جاء فيها:
أبا علاء قد أسلت مدامعي
وهي العزيزة في رحب عيوني
أرثيك أم أرثي رحيل مباهجي
من ذا من الوحش العقور يقيني
الموت غول يقتفي آثارنا
فنرى مخالبه بكل جبين
فتسربلت ثوب الحداد قصائدي
حتى غدت كالطائر المحزون
هل أستطيع وداعكم يا خلتي
أنا حينما أرثيكم أرثيني
لم أحتمل وجع الفراق أحبتي
برحيلكم سقطت جميع حصوني
وقرأ بعدها الباحث والإعلامي عبد الهادي البابي كلمة جاء فيها: بفقد الأديبين والشاعرين الكبيرين محمد علي الخفاجي وهادي الربيعي خسرت الأوساط الأدبية والثقافية في مدينة كربلاء بل وفي كل العراق نجمين لامعين من نجوم الثقافة والأدب الساطعة ، التي ربّت أجيالا وأجيالا على عطائهما الثر..وأضاف ..ونحن إذ نحتفي بهما إنما نحتفي بالحركة الأدبية في عراق زاخر برجالات الأدب والثقافة والمعرفة ..فالعراق منذ القدم هو مهد المبدعين والعلماء والمفكرين ..وأن غيابهما في هذا الوقت يعد فاجعة لكل من عرفهما شاعرين ملتزمين ..وما يزيدنا حزناً ولوعة ما تناهى لنا عن معاناتهما في أواخر حياتهما بسبب الأمراض وقلة ذات اليد ، وعدم اهتمام ورعاية وزارة الثقافة بهما .. وأضاف: ندعو الدولة العراقية بكافة مؤسساتها الثقافية والصحية والمالية إلى تقديم الدعم للأدباء والمبدعين الرواد ..حتى لا يشعر الأديب والشاعر والمثقف في أواخر حياته بالإهمال والترك ويشعر بأنه لا يشكل أهمية في بلده الذي أعطاه كل شيء من إبداعاته ونشاطاته ووجوده وشبابه .. !
وتحدث الشاعر نعيم الصياد أيضا عن علاقته بالراحل الربيعي ، وهما يقطنان منطقة واحدة وكان هو يبيع الكتب على الرصيف في زمن النظام السابق. وقال برغم كل ذلك كان الشاعر يبتسم ويمتلئ بالتفاؤل ولا يناقش أحداً أو يزاحمه إذ كان همه أن يجد قوت يومه له ولأسرته وأيضا لكي يجد الوقت لكتابة النصوص، سواء منها الشعرية أو القصصية.
ثم قرأ الروائي علي لفتة سعيد نصاً أهداه إلى الربيعي جاء فيه:
يأخذُ منْ رصيفِهَ خبْزًا
ومنْ غرْبتهِ حنّاءً لقصيدتهِ
يبْحثُ عن ربيعهِ ويجْلدُ الخريفَ بدمْعةٍ سقَطتْ
من أول شيْبةٍ على كتاب
ربّما كانت يدُهُ تسْتدلّ الطريقَ إلى (عربةِ الملائكة)
فارشًا سفْرةِ عشْقهِ لـ(لعشاء الأخير)
ويدوّنُ (قلائدَ من دُرر)
لجدرانها كآياتٍ مناوئةٍ لروحِهِ
يأخُذ الدّخانَ بعيدًا
زامًّا شفتيْهِ على عقْبِ سيكارتهِ
ويطْردُ آهةً فاجأتْه من وجوهٍ أطْعمها الشّعْرَ
وتحدث بعدها أيضا الشاعر المصري رفعت المنوفي ،معبراً عن ذكرياته مع الراحل من أنها الأجمل منذ أن وطئت قدماه ارض كربلاء حيث كان خير معين للشباب وكان لا يبخل عليهم بالقراءة والنقد والنصيحة..وقال المنوفي إن الشاعر حين يموت يكون موته ميلاداً في العراق، فهو الذي يخلق من بعد موته حركة للتذكار وحركة للأدب والحرف.