مرة أخرى تعود الكرة العراقية الى أحضان المدرسة الصربية التدريبية بالإعلان عن تسمية المدرب فلاديمير بروفيتش مدرباً جديداً لأسود الرافدين خلفاً للوطني حكيم شاكر الذي تسنم مهمة تدريب منتخبنا في مرحلة حساسة راهنة أدى فيها ما يمكن تأديته على احسن وافضل حال قبل أن يسنم المهمة الى الصربي بروفيتش وهو الصربي الثالث الذي يقود منتخبنا بعد ميلان زيفا نو فيديتش عام 2000 عندما تسنم مهمته في تصفيات آسيا للعام في بيروت وبورا عام 2009 الذي اشرف على تدريب منتخبنا في كأس القارات.
وبعد تسمية المدرب الصربي فلاديمير برفيتش تكون قضية إسناد المهمة التدريبية لعدد من الاسماء التي كان الاتحاد العراقي منشغلا بها خلال الفترة الماضية القريبة كانت فيها اسماء عــدة مطروحة للنقاش للوصول الى قناعات الاختيار الذي وقع اخيراً على المدرب الصربي الذي يكاد يكون معروفاً على صعيد المنطقة وجاءت هذه التسمية بموازاة ما ذهبنا اليه هنا في وقت مبكر عندما أكدنا في اكثر من مناسبة بأن الأمر اصبح لا يبتعد كثيرا عن هذه التسمية برغم إصرار البعض لكي يكون مخالفاً لهذه.
ويبدو أن مهمة بروفيتش وكما هو واضح التي جاءت في وقت مثالي ومناسب وتمتد لمدة عام ، ستتعلق بمسألة مشوار تصفيات آسيا 2015 والتأهل الى نهائيات استراليا ، وإن كانت مهمة لقضية تصفيات مونديال البرازيل 2014 التي ستحسم في حزيران المقبل اي بعد ثلاثة اشهر ونصف وهو موعد مناسب ايضا لانتهاء تشابك مهمة منتخب الشباب مع مونديال تركيا في الشهر ذاته ومع مهمة الوطني في التصفيات المونديالية وهذا ما يُسهم في فــك الاشتباك بين رحلة الشباب ورحلة الوطني في ما لو كانت هناك خيارات مشتركة بين مدربي الشباب والوطني، إذ ليس من المعقول ان يفرِّط المدرب حكيم شاكر بسهولة بعدد من اعمدة منتخبه، وليس من المنطق ايضا ان يبتعد عدد من عناصر هذا المنتخب عن تشكيلة المنتخب الاول وتمثيله بقيادة وقناعة المدرب الجديد.
وفي العودة الى خطوة الاتحاد العراقي لكرة القدم في مسألة الاعلان عن تعيينه للصربي فلاديمير بروفيتش مدرباً للوطني وهي مسألة يبدو انها ذاهبة في اتجاه سليم نظراً لارتباط الكرة العراقية بمهام سابقة مع المدارس الكروية الصربية وقبلها اليوغسلافية تلك العلاقة التي تركت آثاراً ايجابية انعكست على ملامح ومسيرة المنتخبات العراقية ، ظهر الاتحاد هذه المرة وعبر هذه الخطوة بأنه يريد ان ينأى عن كل ما رافق قضية التعاقد مع زيكو من ملابسات وعدم تكرار سيناريو الأمس وأراد ان تكون هذه الصفقة امام الأنظارعندما دعا الى مؤتمر للكشف عنها ثم تأكيده على الكشف عن تفاصيلها مالياً وفنياً وقانونياً وايضاح كل التفاصيل الاخرى المتصلة بهذا الأمر والتعريف بها في مؤتمر صحفي لاحق هذا الاسبوع يقدِّم فيه الصربي رسمياً الى وسائل الإعلام.
وما يهتم به جمهمورنا الكروي الآن هو كيف سيكون شكل منتخبنا المتأهب لاستحقاقات قريبة ، بل قريبة جدا، وكيف سيكون شكل العمل المستقبلي لمنتخبنا وما يتاح امامه من فرص الارتقاء بمستوياته وتأهيله بشكل مناسب وملائم لما تنتظره من مهام أبرزها معركة الدور النهائي من التصفيات المونديالية في غضون اسبوعين من حزيران المقبل امام عُمان واليابان واستراليا وما تنتظره من منافسات ساخنة وحادة في مشوار تصفيات آسيا 2015 وكيف سيكون شكل الاستقرار المقبل للمنتخب في برنامج إعداده لخوض تلك الاستحقاقات؟
واذا كانت طموحات وتطلعات شارعنا الكروي في قضية اسناد مهمة تدريب المنتخب الى مدرب قادر على قيادته وإعداده في وقت ليس يحتاج فيه الى بناء وتأهيل بقدر ما يحتاجه من إعداد وتحضير بوصفه منتخباً جاهزاً ، تنتظر ان تلقي بتلك الآمال على عاتق مدرب قادر لتحقيقها ، نأمل ان تكون قد وجدت ضالتها في مدرب يمتلك تجربة عمل جيدة مع منتخبات الصين والكويت واندية سعودية وخليجية وكذلك المنتخب الصربي الذي قاده قبل نهائيات أمم أوروبا عام 2012 وعمله مع اندية العاصمة بلغراد منها النجمة الحمراء او ما يُعرف بـ(رد ستار) أحد قطبيها مع البارتزان.