واشنطن: دانت الولايات المتحدة بشدة القصف بالصواريخ على مدينة حلب شمال سوريا، والذي أدى إلى مقتل العشرات الجمعة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان نشر مساء السبت إن "حكومة الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات القصف بالصواري
واشنطن: دانت الولايات المتحدة بشدة القصف بالصواريخ على مدينة حلب شمال سوريا، والذي أدى إلى مقتل العشرات الجمعة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان نشر مساء السبت إن "حكومة الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات القصف بالصواريخ على حلب، وآخر هذه الهجمات أطلقت خلالها صواريخ سكود على حي في شرق المدينة". وأسفرت ثلاثة صواريخ ارض-أرض استهدفت احد أحياء حلب شمال سوريا الجمعة عن مقتل 58 شخصا من بينهم 36 طفلا في حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد. وارتفعت حصيلة القتلى بعد انتشال جثث نساء وأطفال من الركام السبت في حي طريق الباب بحسب المنظمة التي تؤكد أنها تستند في معلوماتها إلى شبكة واسعة من الناشطين والأطباء في مختلف أنحاء البلاد.
وأفاد ناشطون أن هذه الصواريخ من نوع سكود أطلقت من قاعدة 155 العسكرية في منطقة دمشق. وتعذر تأكيد هذه المعلومات لدى مصدر مستقل. وأكد المصدر أن الجيش شن هذا الهجوم في محاولة لاستعادة السيطرة على أحياء في شرق حلب باتت تحت سيطرة شبه تامة للمعارضة المسلحة.
واعتبرت نولاند أن هذه الهجمات الدامية تمثل "آخر مظاهر وحشية النظام السوري وانعدام التعاطف مع الشعب السوري الذي يدّعي تمثيله". وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن "نظام الأسد فاقد للشرعية ويبقى في الحكم فقط بالقوة المتوحشة".
وأعلنت المعارضة السورية السبت تعليق مشاركتها في سلسلة لقاءات في الخارج تنديدًا بـ"الصمت الدولي على الجرائم" المرتكبة بحق الشعب السوري، غداة القصف الصاروخي على حلب. وقال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في بيان إنه "يعتبر أن الصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة كل يوم بحق شعبنا هو مشارك في ذبحه المستمر منذ عامين".
وأضاف البيان أنه "احتجاجًا على هذا الموقف الدولي المخزي فقد قررت قيادة الائتلاف تعليق مشاركتها في مؤتمر روما لأصدقاء سوريا، وعدم تلبية الدعوة لزيارة روسيا والولايات المتحدة".
وحمل الائتلاف في بيانه "القيادة الروسية مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية لكونها لا تزال تدعم النظام بالسلاح"، مطالبًا "شعوب العالم كافة باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 آذار/مارس، وهو الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية، أسبوع حداد واحتجاج في كل أنحاء العالم".
وأكد الائتلاف أن "مئات المدنيين العزل يستشهدون بسبب القصف بصواريخ سكود، ويجري تدمير مدينة التاريخ والحضارة حلب بشكل ممنهج، إضافة إلى ملايين المهجرين، ومئات آلاف المعتقلين والجرحى والأيتام".
وصرح رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الذي كان يشارك في اعتصام نظمه الائتلاف في القاهرة، بأن القرار الذي اتخذه الائتلاف هو "صرخة احتجاج ضد كل حكومات العالم التي ترى كيف يقتل الشعب السوري وهي تتفرج".
وأضاف الخطيب "كل إدارات حكومات العالم ترى ماذا يحصل. نحن لا نستطيع في هذه الظروف أن نزور أي بلد حتى اتخاذ قرار واضح يتعلق بهذا النظام الهمجي والمتوحش"، في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد.
وكان من المقرر أن يتوجه الخطيب في غضون الأسابيع المقبلة إلى موسكو. كما تلقى دعوة إلى واشنطن من مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز خلال الاجتماع الأخير لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في 12 كانون الأول (ديسمبر) في المغرب.
من جهته، قال مصدر عسكري سوري رفض كشف هويته إن تعزيزات هي في طريقها إلى مطار حلب الدولي حيث تدور معارك بين الجنود النظاميين والمقاتلين المعارضين "الذين يستخدمون عبوات ناسفة على الطرق في محاولة لمنع تقدم القوات".
إلى ذلك، أفاد المرصد أن الكرد في سوريا شكلوا أخيرًا في محافظة حلب (شمال) أول كتيبة من النساء تضم نحو 150 متطوعة، لافتاً إلى تعاظم دور النساء في المواجهات في سوريا.
ويأتي إعلان هذا الأمر بعد بضعة أيام من توقف المعارك بين المقاتلين العرب، المعارضين للنظام السوري، والمقاتلين الكرد في مدينة راس العين في شمال سوريا بعد ثلاثة أشهر من التوتر، في ضوء التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بوساطة المعارض المسيحي ميشال كيلو.