أسئلة شائكة طرحها مطربو الأغنية العراقية ، وحتى الآن لم يجدوا أجوبة شافية لها ، فالمطرب ياس خضر سأل" منين أجيب ازرار للزيجه هدل" والمنلوجست الراحل عزيز علي وجه جملة أسئلة "كلي يادكتور " وفيما لم تجد صاحبة استفسار" وين رايح وين" إجابة ممن تخاطبه ، اختصر الراحل سعدي الحلي كل إشكالية الأسئلة " أريد أسال واليسأل جواب يريد " فغادر الحياة ولم يسعفه احد في إيجاد الجواب .
الأسئلة المطروحة في الأغاني تبحث عن حل أو حلحلة كما يقول المحللون السياسيون، عن أزمة عاطفية ، وهذا النوع من الأزمات والمشاكل والنكبات التي منحت للمطرب الراحل سلمان المنكوب لقبه، يمكن تجاوزها بخوض تجربة عاطفية أخرى، قد يكتب لها النجاح بالزواج والتوفيق بإنجاب الأبناء وإسدال الستار على الماضي، وعاشوا عيشة سعيدة .
في العراق يوجد أكثر من مستوى آخر لطرح الأسئلة خارج ما ورد في الأغاني ، ولعل المشهد السياسي يقف في الصدارة بطرح الأسئلة ، والمصيبة أن لا أحد يمتلك الإجابة الشافية ، وإذا توفر لأحدهم جواب لبيان أسباب تعثر الديمقراطية مثلا ، هناك من يعترض ويرفض، لأن الإجابة لا تنسجم مع ماورد في الدستور ، ولم تخضع للتوافقات ، والاتفاقات ، وتحمل في طياتها نزعة فئوية كتلوية تعمل على تحقيق أهداف ومكاسب لصالح جهة محددة على حساب أخرى ، فتظل الإجابات في مداراتها الضيقة لا تقنع الشركاء ، ولا تضغط الزر الكهربائي لإشعال الضوء في نهاية النفق المظلم المصخم الملطم .
استياء العراقيين من أداء ممثلي الشعب في مجلس النواب ، والقادة السياسيين ، جعلهم يطرحون أسئلتهم عن اضطراب الأوضاع السياسية ، وحتى الآن لم يسعفهم احد كحال مطربهم الراحل سعدي الحلي في معرفة الجواب ، إلا أن بعضهم ونتيجة معاناتهم الثقيلة من انعكاس الأزمات المستمرة ، أبدى تأييده لدعوات حل البرلمان الحالي ، ولكن بشروط ، ومنها أن يجرد عضو مجلس النواب المقبل من كل الامتيازات ، ويتقاضى راتباً لا يتجاوز ما يحصل عليه من عمله في وظيفة حكومية ، ويكتب تعهداً خطياً بالامتناع عن إطلاق تصريحات تندرج في إطار تبادل الاتهامات ، ويمتنع عن المطالبة بجواز سفر دبلوماسي ، وتكون كل هذه الشروط بأثر رجعي بمعنى تشمل البرلمانيين السابقين ، فهناك من انقرض منهم سياسيا ومازال يتمتع بالامتيازات والراتب التقاعدي الضخم ، وفضل الإقامة في عاصمة عربية ، لأن دخله الشهري يكفيه لسد جميع نفقاته الباذخة ، والشرط الأهم اعتماد عدد أصوات الناخبين لشغل المقعد البرلماني ، وإلغاء النظام الانتخابي المفصل على مقاس شعيط ومعيط ومن يعلق آماله على المقاعد التعويضية .
جميع العراقيين يخاطبون برلمانهم اليوم " وين رايح وين " وأسئلتهم بعد توصلهم لمعرفة أجوبتها ستكون في صناديق الاقتراع ، وباعتماد هذه التجربة الديمقراطية ، سيفقد من حصد عشرة أصوات هي لعناصر حمايته الأمل في الدخول إلى البرلمان .