المدى الثقافيصدر عن دار المدى كتاب (المستحمات في ينابيع عشتار .. الأصول الرافدينية والمصرية لأشعار الاستحمام عند النساء العربيات ). اشتهرت بلاد الرافدين ومصر بحماماتها العامة منذ العصور القديمة، وتدلنا النصوص السومرية والفرعونية على جمال هذه ال
المدى الثقافي
صدر عن دار المدى كتاب (المستحمات في ينابيع عشتار .. الأصول الرافدينية والمصرية لأشعار الاستحمام عند النساء العربيات ).
اشتهرت بلاد الرافدين ومصر بحماماتها العامة منذ العصور القديمة، وتدلنا النصوص السومرية والفرعونية على جمال هذه الحمامات، وعلى آدابها، واقتباس البلدان المجاورة لتصاميمها وآدابها، وخاصة تلك الأشعار التي تنشدها النساء حتى اليوم في الأفراح بعد خروج العروس من الحمام يوم الحنة أو ليلة العرس.
في هذا الكتاب يرجعنا الباحث شاكر لعيبي الى العصور القديمة ليربط الحاضر بالماضي من خلال تناوله آداب الحمامات والأشعار والأزجال التي تتغنى النساء بها منذ العصور القديمة إلى يومنا هذا،سواء في بلاد الشام أو المغرب العربي أو الخليج العربي. فيبرهن بأن طريقة الذهاب إلى الحمام للاحتفاء بالمُعرسين لهي نفس الأشعار والآداب المتداولة في بلاد الرافدين وأن عروس اليوم هي نسخة من عشتار القديمة،وأن العريس هو نسخة من تموز حبيب عشتار.
فيذكر في ثنايا الكتاب كيف أولى الفكر في بلاد الرافدين لإشكالية الخصوبة والانبعاث في تجلياتها الكونية واليومية حصة جذرية عبر أسطورة الخلق (إينانا – دموزي‘ عشتار – تموز) المتداولة على المدى التراثي والشعبي عبر وعي مرتبط بالتيارات النهرية والتموجات النباتية على النطاق الكوني من جهة،وبتفاصيل الحياة اليومية،لذا تظهر إينانا وتتحول عشتار جماهيرياً من ربة كونية للخصب إلى سيدة للتهتك والقصف.أما في النصوص الفرعونية ترتبط ميثولوجيا الماء والخصوبة والإنجاب والجنس، بميتافيزيقيا شاملة أكثر قدسية وتديناً، وتلتحم بشكل دنيوي أكثر حسية وشبقية ويومية. وأن الربة قدس الفرعونية التي نراها في المَسلات المصرية ليست سوى عشتار،وقد انتقلت من الحضارة السومرية إلى الحضارة الفرعونية ويقرن الباحث رأيه هذا بدراسة المّسلات واللوحات المنشورة في المتحف البريطاني واللوفر وتورنتو " إيطاليا " والتي ينشر صورها في (ص 47- 49).وقد اعتادت سيدات المجتمع العربي إلى فترة قريبة بالذهاب مع بناتهن إلى الحمام بحثاُ عن الزوج حتى هناك أمثالاً تقال عن ذلك مثل:خطبة العروس عند جُرن الحمام. وهذه الطريقة تتماثل مع ما موجود في التراث الرافديني الذي يروي قصة الفتاة ننليل وأمها نون بارشيغونو اللتان تعيشان في مدينة نيبور،
فهنا الأم بارشيغونو ليست سوى واحدة من الأمهات العربيات اللواتي يقدمن النصائح لبناتهن بكيفية الحصول على العريس أو الذهاب إلى الحمام لرؤية مفاتنها من قبل النساء الأخريات ممن يبغين تزويج أولادهن.