أمس نشرت الزميلة "العالم" تقريراً عن أزمة مرور حادة من نوع خاص شهدتها مدينة البصرة ليوميين متتاليين، هما اليومان اللذان زار فيهما المدينة رئيس الوزراء نوري المالكي.
الزميلة نقلت عن مواطنين وصحفيين بصريين "امتعاضهم الشديد من الإجراءات المشددة التي تفرضها القوات الأمنية ليومين متعاقبين في البصرة بسبب وجود المالكي فيها، منتقدين توتر حماية المالكي والقوات المحلية في تعاملها معهم، وعدم استثنائها الحالات الطارئة".
وتضمنت تفاصيل التقرير معلومات عن إغلاق الطرق المؤدية إلى جامعة البصرة ومنع دخول السيارات إلى الجامعة أثناء زيارة المالكي لها، وعن شلل وفوضى مروريين شهدهما مركز المدينة اضطر بسببهما العديد من المواطنين الى ملازمة بيوتهم. لكن كان لهذه الملازمة سبب آخر هو ان "القوات الأمنية من الشرطة والجيش وبقية التشكيلات تتعامل بطريقة غير لائقة مع المواطنين، يصرخون عليهم بطريقة استفزازية"، وان هذه القوات "لم تسمح بعبور أي مواطن وتحت أي عذر كان ولو كان لحالة مرضية طارئة" في الاماكن التي زارها رئيس الوزراء.
هذه مشكلة كبيرة نعاني منها نحن سكان العاصمة يومياً، وهي لا تتعلق بالسيد المالكي وحده، فمع كل مسؤول كبير أو متوسط في الدولة تنشأ مشكلة، بل مشاكل، اثناء مروره في الشوارع. وفي الغالب فان تصرفات الحماية تنقصها روح المسؤولية، بل تفتقد الى الأخلاق في كثير من الأحيان.
المسؤول الذي لا يكتفي في العادة بسيارتين أو ثلاثة يريد أن يتصرف الناس معه، راكبي سيارات ومشاة، على ان الشارع ملك شخصي له، ورثه أباً عن جد... سائقو موكبه يزعجون الناس بالزعيق العالي والمتواصل لأبواق سياراتهم، وأفراد الحماية يصرخون بسائقي السيارات أن يخلوا الطريق لحضرة المسؤول من دون تردد في استخدام الألفاظ النابية والجارحة.
ويحصل هذا حتى عند نقاط التفتيش التي تشهد زحاماً مفروضاً على الناس أجمعين، فمواكب المسؤولين ترغم سائقي السيارات على التنحي جانباً، وفي الغالب لا يكون هذا أمراً يسيراً لأن الطريق تكون مزدحمة للغاية. بعض المواكب تتصرف في مثل هذه الحال في بعض الأحيان بتحويل رصيف المشاة إلى طريق لهم.
لا أدري لماذا يفكر المسؤول بانه الوحيد بين مستخدمي الطريق من يتعين عليه أن يصل الى دائرته أو الى مكان اجتماعه في الوقت المحدد؟ لماذا لا يفكر بان الآخرين أيضا لديهم مواعيدهم وان هذه المواعيد مهمة بالنسبة لهم بأهمية مواعيده بالنسبة له وربما أكثر.
لماذا لا يبكّر المسؤولون في الخروج من بيوتهم إلى مقار أعمالهم كما يفعل سائر المواطنين؟ أما بالنسبة لكبار المسؤولين (رئيس الوزراء ومن هو في منزلته أو في منزلة مقاربة تفرض اتخاذ إجراءات أمنية مشددة عند التنقل في الشوارع، لماذا لا يستخدمون طائرات الهيليكوبتر في تنقلاتهم فيريحون ويستريحون؟
جميع التعليقات 3
سلام محمد علي
هؤلاء المسؤلين معظمهم ان لم تقل كلهم ناقصي جاه كما يقال في السياق الشعبي ولايملكون ادنى درجة من الثقافة والتحضر فماذا ننتظر من اناس مغلقي الفكر والعقل طائفيين وفاسدين ولا يملكون ذرة من الوطنية والا ماكانوا يتصرفون مع ابناء جلدتهم بهذه الطريقة المهينة
كاطع جواد
حلوه هذه التنقل بالطائرة لكن هناك مشكلة على المسؤول ان يبحث له عن مكان تهبط به طائرته..ثم لماذا المسؤول يتحمل كل هذه المشقة بالتنقل فكل شيء يريده يحضر له ويعالجه وهو مرتاح ..قبل سقوط الصنم كان لدينا مسؤول واحد هو وأولاده واليوم ولله الحمد مسؤولينا لا يعد
د.خولة عبدالجبالا زيدان
مرحبا في أول جمعة خرج المتظاهرون مشيا الى ساحة التحرير ومنع التجول لم أسنطع الوصول الى أبعد من بيتنا المطل على الخط السريع والفضاء أحسست بالعصافير تطير وكأنها جفلت من شيء نظرت للأعلى فأذا بطائرة بيضاء ! ترى أي مسؤول حكومي كان يركبها متفرجا على الشعب الذي