اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل خطة التنمية الوطنية النداء الأخير ؟

هل خطة التنمية الوطنية النداء الأخير ؟

نشر في: 1 مارس, 2013: 08:00 م

بدأت اعتباراً من هذا العام خطتنا التنموية الوطنية الخمسية  ( 2013 ــ 2017 ) في ضوء تجربة الخطة السابقة ( 2010 ــ 2014 ) ، وهذه الخطة مازالت بعيدة عن المعدلات التي استهدفتها الخطة في العديد من المجالات  .

ففي ديباجة الخطة الجديدة وإطارها العام ما يدعو إلى التفاؤل المشروط ، ويكاد يكون أمنية أي عراقي لم تتلوث يداه بالدم العراقي والمال العام والمال السياسي الدولي والإقليمي  .

فالخطة السابقة لم تحقق أهدافها  .  لأن الخطاب السياسي لدى الترويكا المؤتلفة ليس لديهم آلية محددة للخروج من مأزق التحاصص ، بل الإدانة فقط ولكن العمل بموجبها يمضي على قدم وساق بأدق أشكاله  ،  لدرجة أنها، أي المحاصصة أصبحت أمراً واقعاً لابد من التعاطي معه  .  وهذا التحاصص خرج من إطاره التوافقي من خلال التنافس المر بين الجهات التي تدعي الشراكة  .  أما القوى السياسية التي لم تشارك حتى في البرلمان فدورها النقدي لم يكسر الطوق بعد  ، بحيث تقدم بديلاً معقولاً وعملياً للخروج من أزمة التطاحن التحاصصي الذي وصل لتدمير السلطات الثلاثة وشلها وفقدانها الكثير من وزنها السياسي والاجتماعي  . وكذلك شل السلطتين الرابعة ( الإعلام ) والخامسة ( المجتمع المدني ) ،إذ مازالت محدودة التأثير جدا ، أمام انتماءات ما قبل الدولة ( مذهبية عشائرية مناطقية )  .

لذلك لا يمكن تصور أي برنامج سياسي لأي جهة معينة سواء كان انتخابيا أو حزبيا أن يكون موضع اتفاق يمتد خمس سنوات مع الخطة أو غيرها لأنه ببساطة شديدة أننا أمام أجندة تحكمها انتماءات وعلاقات لا تصب في اتجاهات خطة التنمية الوطنية في كل حال . وهذا ما يجعل الائتلافات هشة جداً وتعيد إنتاج خطابها كما هو في عهد بريمر ولم تتجاوزه لحد الآن  .

فالمأمول فقط بمن يدعي ( المدنية أو العلمنة أو الديمقراطية أو الاعتدال الإسلامي ) ( غير الطائفي ) أن تكون الخطة التنموية الخمسية هي برنامجه الاقتصادي ويعلنها كونها خطة غير مسيسة على الأقل ولا تنتمي لمدرسة معينة غير المدرسة العراقية والجميع يدعي ذلك سياسياً ولكي يكون عملياً صادقاً عليه أن يقول إن برنامجه السياسي ينفذه من خلال هذه الخطة  ، التي هي حجر الأساس للبلد سواء كان داخل الترويكات الثلاثة أم خارجها بالبرلمان أو خارجه في العراق أو خارجه ، كونها الخطة التي تضمن عراقاً موحداً خارجاً من أزمة ومشكلة الريع النفطي ( أحادي المورد )  ومن خلال أهدافها الاقتصادية والاجتماعية الأربعة والعشرين التي تعيد هندسة التوافق والمواطنة الحقة  . 

في عراق فيدرالي لا مركزي متكامل اجتماعياً وحسب قيم الخطة ( النمو ، التغير ، الإصلاح ، الاستدامة  ، التمكين ، الحق )  .

إنها النداء الأخير لأن الأوضاع السياسية الداخلية لا تسر وسيعاد إنتاجها في الانتخابات القادمة بنوعيها المحلية والبرلمانية بذات الكادر مع تغير في بعض الوجوه ،لأن الواقع السياسي لم يغيره الواقع الاجتماعي والاقتصادي الراكدان  .  أما الوضع الإقليمي فعلى الأقل نقول إنه ضد التوجه الديمقراطي التنموي ما دام العراق ساحة مستباحة اقتصادياً وسياسياً  . والوضع  الدولي فحليفنا أمريكا ينسحب تدريجياً من المنطقة لصالح القوى الساندة تاريخياً له .  ولذلك لا يمكن أن يتحمل الوضع السياسي الحالي بعد أن وصل إلى نقطة اللاعودة ومفترق الطرق ، أما التشرذم أو التنمية لأن ضباع الخارج والداخل يرصون صفوفهم  .  ذلك تصبح خطتنا الخمسية ،هي ميثاق الشرف بعد تهيئة  كل الدعم اللوجستي قانونياً وسياسياً ودستورياً لها  .

إنها فرصة تاريخية أخيرة  .

واترك التعليق  لمعالي وزير التخطيط  والتعاون  الإنمائي المحترم  . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم.. مسعود بارزاني في بغداد وسيحضر لأول مرة اجتماع للاطار التنسيقي

مختص يحدد ثلاثة اسباب لعودة ارتفاع الدولار ومستشار رئيس الوزراء يقدم تصوراً مغايراً

صورة اليوم

إطلاق سراح 562 نزيلا ونزيلة خلال حزيران الماضي

النزاهة النيابية تكشف عن «اجراءات روتينية» تعرقل استرداد الاموال المهربة

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عجبي !!

 علي حسين لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال...
علي حسين

قناطر: ومن الصوت ما يحملك الى البحر

 طالب عبد العزيز الصوت، اي صوت مثل الصور والحضور المادي، مادة جذب ونفور، وما نسمعه ونراه يتشكل في وعينا ولا وعينا أيضاً، ثم ينتظم مكوناً جزءاً من تاريخنا الانساني. كذلك تتشكل الموجودات في...
طالب عبد العزيز

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما...
د. محمد الربيعي

ذهنية (الهوسة)

د. هاني عبيد زباري شهد مجتمع العراق الحديث والمعاصر الكثير من العادات والتقاليد التي نظمت سلوك الأفراد والجماعات. وأصبحت مبنوذة اجتماعياً، وأغلب تلك التقاليد وأعقدها وأكثرها بقاءً، تلك التي تحولت إلى ممارسات (طقسية) لها...
د. هاني عبيد زباري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram