يحمل وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري في جعبته خلال جولته الاولى بعد توليه منصبه والتي ستستمر 11 يوما وكانت العاصمة البريطانية اولى محطاتها ،على ان يتوجه بعدها الى المانيا وفرنسا و ايطاليا وتركيا و مصر و السعودية و الامارات و قطر ،ثلاث ملفات سا
يحمل وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري في جعبته خلال جولته الاولى بعد توليه منصبه والتي ستستمر 11 يوما وكانت العاصمة البريطانية اولى محطاتها ،على ان يتوجه بعدها الى المانيا وفرنسا و ايطاليا وتركيا و مصر و السعودية و الامارات و قطر ،ثلاث ملفات ساخنة، وعددا كبيرا آخر من الهموم التي تشغل ادارة اوباما وهي الازمة السورية و الملف النووي الايراني والتسوية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين والانسحاب من افغانستان.وذكرت جريدة " نيويورك تايمز" ان كيري يسعى خلال جولته المارثونية لسماع آراء ورؤى الحلفاء الاوروبيين و العرب حول التطورات الجارية في المنطقة ،وسيقدم لهم مقترحات و افكارا لحل القضايا المعقدة".
ويعد كيري الذي شغل عضوية مجلس الشيوخ الاميركي لنحو 30 عاما ،وكان مرشحا للرئاسة العام 2004 خبيرا محنكا في العلاقات الدولية ،ويشتهر بكونه من دعاة توطيد العلاقات الاميركية الاوروبية، وقد امضى سنوات عدة من طفولته في برلين حيث كان والده دبلوماسيا معتمدا فيها ,هو يتحدث الالمانية و الفرنسية.
ورأى محللون " ان جولة كيري تضللها مسألتان تفرضان قيودا على فعاليتها ،الاولى داخلية وتتمثل في الالغاء التلقائي المرجح هذا الاسبوع في الميزانية الفيدرالية الاميركية بحجم 85 مليار دولار لهذا العام ،والثانية الازمة السورية التي بلغت مستويات خطيرة تهدد بانهيار الدولة و تمدد النزاع المسلح الى لبنان و العراق وما يفرضه ذلك من تحديات تواجهها الادارة الاميركية لاتخاذ قرار نهائي بالتدخل والانخراط في تسليح المعارضة ،او التوصل الى تسوية مع موسكو تفتح الباب امام الحل السياسي.
تعارضات و مقترحات
ولا يوجد اجماع داخل الادارة حول تزويد المعارضة السورية بالاسلحة النوعية التي تحتاجها لتغيير مسار الحرب لصالحها و حسمه ،ولا يخفي مستشارو الرئيس اوباما توجسهم من وقوعها في يد( جبهة النصرة ) واستخدامها لاحقا لاستهداف المصالح الاميركية و الغربية وحتى الطائرات التجارية. في هذا السياق اعلن النائب الديمقراطي ايليوت اينغل انه سيطرح قانونا جديدا في الكونغرس يسمح للرئيس بتسليح المعارضة السورية" ،فيما قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز" ان الاسلاميين اصبحوا قوة مقاتلة في كل وحدات المعارضة تقريبا ،وبالتالي فأن هذه الاسلحة ستغمر كل انحاء الشرق الاوسط اذا لم نقارب هذه المسألة مقاربة صحيحة". وتدعو اوساط نيابية و شخصيات سياسية الى مقاربة ثالثة تتمثل في اتخاذ واشنطن دورا اكثر محورية وحسما عبر فرض منطقة حظر جوي في شمالي سوريا ،والتنسيق مع الاطراف التي تقوم الان بتزويد المعارضة بالسلاح و وضع آليات تمنع وقوعه في ايدي الجهاديين".وقال كيري انه سيسعى لاقناع الاسد بتغيير حساباته في اشارة الى امكانية التوصل الى تسوية مع الروس تؤدي الى عملية انتقالية للسلطة".
الا ان فريدريك هوف المسؤول السابق في الخارجية عن الملف السوري رأى انه " لن يكون من السهل اقناع الاسد بقبول عملية انتقالية تؤدي في نهاية المطاف الى تغيير النظام". وكان موقف الائتلاف السوري المعارض بمقاطعة اجتماع " اصدقاء الشعب السوري" في روما اربك الخارجية الاميركية وسارع كيري وفق مصادر دبلوماسية مطلعة الى ارسال السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد لاقناعها بالتراجع عن هذا القرار واعدا بموقف اميركي جديد وقرارات حاسمة هذه المرة وان كيرى يحمل افكارا جديدة لتعزيز الضغط على الاسد من دون ان يكشف عن مضمونها، مشددا في الوقت نفسه على قلق واشنطن من الانقسامات داخل المعارضة وانعكاساتها السلبية على بلورة مقاربة اميركية للازمة.ولفتت المصادر الى ان مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط اليزابيث جونز ستحضر هي الاخرى اجتماع روما.
مخاوف اميركية
وكانت مصادر اميركية اعربت عن تخوفها قبل بدء جولة كيري من ان تؤدي الخلافات بين رئيس المجلس الوطني جورج صبرا و رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب الذي برز الى العلن بعد اعلان الخطيب عن استعداده للتحاور مع عناصر من النظام الى تعطيل فاعلية الائتلاف".ووفقا لما ذكره الخبير في مركز الدراسات الستراتيجية و الدولية في واشنطن جون الترمان انه " رغم ان الادارة تبدو وكأنها تعكف على اعادة النظر في مسألة تسليح المعارضة السورية ،الا ان ثمة مؤشرات على انها بصدد اعتماد نهج جديد تجاه ازمة سوريا". واعرب خبراء و محللون عن استغرابهم لما ذكره كيري من ان جولته سوف تقتصر على الاستماع فقط ،مرجحين عدم حصول تغيير جذري في السياسة الخارجية حيال الشرق الاوسط الا اذا حصلت احداث مفصلية ودراماتيكية". وشدد الباحث في معهد ( بروكينغز) والمسؤول السابق في ( السي آي ايه) بروس ريدل على قناعته بعدم وجود مستوى عال من التوقعات بشأن القدرة على كسر الجمود فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني و اقناع ايران بالتخلي عن برنامجها الخاص بالاسلحة النووية واطاحة حكم الاسد".