على مدار ثلاثة أيام مكثفة في ورقات عمل صباحية ومسائية ووسط حضور جمهور نوعي ضخم ورعاية طيبة من رئاسة حكومة الإقليم ، وجهود مشتركة بين الاتحادالعام للأدباء الكرد ، وفرع دهوك تكللت هذه المدينة بثلاثة أيام ثقافية ، أعطت صورة جلية عن طابعها .في افتت
على مدار ثلاثة أيام مكثفة في ورقات عمل صباحية ومسائية ووسط حضور جمهور نوعي ضخم ورعاية طيبة من رئاسة حكومة الإقليم ، وجهود مشتركة بين الاتحادالعام للأدباء الكرد ، وفرع دهوك تكللت هذه المدينة بثلاثة أيام ثقافية ، أعطت صورة جلية عن طابعها .
في افتتاح هذه الأيام الثقافية ، استفتحها رئيس حكومة الإقليم بكلمة عبرت عن منزلة الأدب ، وأهميته في حضارات الشعوب ، ومما لفت نظري بقوة إلى هذه الكلمة التي ألقيت بالنيابة ، أنها بدت ثقافية وأدبية بامتياز ، ومنها على سبيل المثال استشهاده بأن داغستان عرفها الناس من خلال شاعرها وأديبها الكبير رسول حمزاتوف .
ثم ألقى الأديب كاكا مم بوتاني رئيس اتحاد الأدباء الكرد كلمته التي عبرت عن تكاملية العلاقة بين الثقافي والسياسي، الذي قال: لا أخفي دهشتي بهذا التنسيق الذي تمت برمجته بشكل متدرج تصاعدي ، وكذلك تجاوب الجمهور مع الباحثين والأدباء الكرد الذين توافدوا من العراق – وتركيا ، وسوريا ، وإيران ، إضافة إلى تفاعل اتحاد أدباء التركمان في كردستان ، ومشاركة وفد الأدباء العرب في بغداد بالحضور ، هذا التنسيق الذي لم يكن أقل من حميع المؤتمرات والملتقيات والمهرجانات الدولية التي دعيت إليها كضيف ، أو شاركت في أعمالها ، أو تلك المناسبات الأدبية التي تم تكريمي فيها لمناسبة منح كتبي جوائز ثقافية دورية .
وما لفت انتباهي هو المستوى الثقافي المتقدم للجمهور حيث بدا لي في بعض الجلسات التي استنزفت جهود الجمهور والباحثين والفائمين على الملتقى أيضاً بسبب التكثيف ، أنه تقدم على المحاضرين ، وكان يصرّ على التفاعل والحضور متحملاً المشاق حيث كانت الجلسة الصباحية الأولى تبدأ في نحو العاشرة صباحاً ، من دون تحديد وقت لنهايتها ، ثم تبدأ الجلسة المسائية في الرابعة مساءً ويشترك في كل جلسة أربعة باحثين ، ثم يقدم أكثر من عشرين حاضراً من الجمهور مداخلاتهم في كل جلسة ، فيتولى الباحثون والباحثات الرد والتواصل معهم في مداخلات تغني الجلسة وتضفي إليها خبرات وقراءات ومعلومات جديدة مكتنزة لدى الجمهور .
في اليوم الأول تناول د. هاشمي أحمد زادة في ورقته مفهوم الزمن عند ميخائيل باختين ،وكيفية تناوله للنتاج الأدبي وخاصة نتاج تولستوي وذلك كفاتحة للحديث عن نقد الأدب الكردي، وكان التركيز على جنس الرواية .
في حين تحدث د. دلشاد علي في ورقته عن جوهر نقد الشعر الكردي وركز بعض الشيء على نتاج كوران ، كما استشهد في متن ورقته بنماذج متعددة من عيون الشعر الكردي .
أما ياسر حسن ، فقد تناول في ورقته جانب الإيقاع الشعري في النتاج الشعري الكردي ومما لفت انتباهي في ورقته مقارنته روح العلاقة بين قوة شعرية هذا الإيقاع ، وبين ثقافة المتلقي لدى ذائقة قارئ ومتذوق هذه القصائد البديعة.
الباحث محمد كريم عارف تناول في ورقة عمله محوراً بالغ الأهمية حينما تنحى منحى مزايا اللسان الكردي في التعبير الأدبي ، هذا الإبداع الذي يعد إضافة حقيقية إلى نتاج الإرث الأدبي الإنساني .
في حين خص أحمد أبلاخي ورقته عن نماذح في الآداب العالمية مثل أعمال تشيخوف ، ولكنه ركز على رواية / الغريب / لألبير كامو وذلك في محاولة منه للإسقاط غير المباشر على جوانب من النتاج الإبداعي الكردي ، ورأى الناقد معتصم هاشمي تاثر الرواية الكردية بالرواية العالمية , ووقف على بعض الأسماء من مثل : بختيار علي – حسين عارف – كاكا مم بوتاني وغيرهم .
تناول في ذلك الرواية والقصة والشعر.
كما تحدث د. عادل كرمياني قي ورقة عمله عن مفهومه لهذا المنهج النقدي ،
وكان للمرأة حضور في وقائع أعمال هذا الملتقى حيث ألقت د. آفان علي ورقة حول رفيق حلمي تحدثت فيها عن الجوانب النقدية عند هذا الأديب ، وتحدثت كجال فداكار عن وجه الأسطورة في شعر / نالي / وقفت عند معالم السطورة وكيفية توظيفه لعالم السطورة في نتاجه الشعري واستشهدت بنماذج من شعره .
استطاع هذا الملتقى أن يسهم في تحريك المشهد الثقافي الكردي ، ويطرح العديد من التساؤلات الثقافية في عمل تفاعلي استناري ثقافي بين الأدب من جهة وبين متذوقيه ونقاده من جهة أخرى . وتبقى كلمة الشكر للمشرفين الرئيسين على أعمال هذا الملتقى وهم يصرون على حضور جميع الجلسات والتفاعل مع الضيوف واصطحابهم والتنسيق في أوقات البرنامج : حسن سليفاني – رئيس اتحاد الأدباء الكرد في دهوك – كاكا مم بوتاني - رئيس الاتحاد العام للأدباء الكرد – الدكتور هيمداد حسين – المشرف العام والمنسق للملتقى .
جميع التعليقات 1
نادين سليمان
أشكر أديبنا الكوردي الكبير على هذه التغطية لهذا الملتقى الجيد وأرجو أن نتواصل معك يا أستاذنا وأنت في كوردستان شكرا لكم