اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محنة التخطيط الاقتصادي

محنة التخطيط الاقتصادي

نشر في: 2 مارس, 2013: 08:00 م

من يقرأ خطة التنمية الوطنية للأعوام ( 2013 ــ 2017 ) بإطارها العام على الأقل بأهدافها الاقتصادية والاجتماعية الأربعة والعشرين يشعر بامتنان عظيم حيث أنها تجمع بين النظري والعملي بشكل غير مألوف . فهي تحاول وضع حلول لإشكالات أساسية بدونها لا يمكن تصور أي تقدم للعراق سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو التنموية عموماً  .
لاشك أن الحراك السياسي وتوازناته الهشة كان وراء تأخر أقرار الموازنة ما يدفع وزارة التخطيط الى النظر باقتراح البرلمان على مناقلة  تخصيصات الوزارات الاستثمارية بأكملها  الى مجالس المحافظات  .
هذا ما جاء في جريدة الصباح نقلاً عن المركز الخبري لشبكة الإعلام فيما قاله معالي وزير التخطيط والتعاون الإنمائي  .  في 26/2/2013   .وأضاف معاليه في تذمره من خلال توقعه بأن ما سيتم تدويره من مبالغ موازنة المحافظات يصل إلى  (11 ترليون دينار ) ومن المؤكد أن هذا المبلغ للاستثمار  ، فكيف نلقي كل المبالغ الاستثمارية للوزارات على مجالس المحافظات  ؟   ألم يكن لغرض زيادة هذا المبلغ المدور ؟
وأوضح وزير التخطيط أن العراق يعاني من مشكلة مفادها أن المركز ينظر للمحافظات على أنها قاصرة والمحافظات تنظر إلى المركز على أنه دكتاتور مستبد يرغب بالهيمنة عليها  ، مبيناً أنه ( إذا أستمر الوضع على ما هو عليه الآن لا يمكن أن يبنى البلد أو تكون هناك لحمة وطنية أو خدمات مقدمة للمواطن)  .
في الوقت الذي نقدر عالياً صراحة السيد الوزير وصدقه ، لابد من أن نقول أولاً بما أنه تقاس الأمور بنتائجها ضمن المعلوم أن المحافظات ليست بأداء واحد بل مختلف أي هناك ناجح وهناك  فاشل، وعلى البرلمان أن يحدد لمن تصرف كامل الاستثمارية له ولمن تصرف حسب إنجازه للسنة الماضية لنضعهم في مكانهم الصحيح وحسب نسبة ما حققوا في العام الماضي كونه يعكس كفاءتهم  أو ظروفهم أو معوقاتهم  .
ولا يكون المركز دكتاتوراً ولا المحافظة قاصرة  .  وإذا كان ولابد من اعتماد معايير تعزز ما ذكرنا علينا أن نعتمد على درجة أخرى هي تقديم الحسابات النهائية ومستوى الأداء حسبما تحدده هيئة الرقابة المالية ومساعده هذه الهيئة في إنجاز عملها بأسرع وقت ممكن أي مع نهاية السنة المالية مثل باقي دول العالم المستقرة لكي تحدد بدقة الإمكانات المتاحة للتنفيذ المقبل .  كما أن هيئة الرقابة المالية هي التي ترسم طريق النزاهة لاسيما الجانب الوقائي منها قبل الدخول بمشاكل العلاج والكيديات والانحرافات، والتحقيقات.  وعود على بدء فأن الحراكات السياسية وما رافقها إعلامياً من شعارات ومطالبات واستدعاءات داخلية وخارجية أو غمز الجهة المقابلة بذات العار كانت عبارة عن إفلاس سياسي لأية جهة تحاول الاحتماء بغير جمهورها سواء كان جمهور المذهب أو المنطقة فكان الأولى حشد الناس في مناطقهم بالمطالب التي تخصهم وليس مطالب تعني آخرين فالذي يعجز عن تعبئة جمهوره ضمن حدوده لا يمكن أن يكون مسانداً للخطة الخمسية  ( 2013  ــ 2017 ) فالذي استعان بغير جمهوره يعني أن جمهور العراق وطنياً وغير مساند لأعداء  الخطة الخمسية حيث أفلس اللاوطنيون من خلال الاستعانة والاستدعاء بالخارج لأن مواطنيهم لا يسندونهم  لتغطية الشعارات والأجندة الخارجية   .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم.. مسعود بارزاني في بغداد وسيحضر لأول مرة اجتماع للاطار التنسيقي

مختص يحدد ثلاثة اسباب لعودة ارتفاع الدولار ومستشار رئيس الوزراء يقدم تصوراً مغايراً

صورة اليوم

إطلاق سراح 562 نزيلا ونزيلة خلال حزيران الماضي

النزاهة النيابية تكشف عن «اجراءات روتينية» تعرقل استرداد الاموال المهربة

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عجبي !!

 علي حسين لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال...
علي حسين

قناطر: ومن الصوت ما يحملك الى البحر

 طالب عبد العزيز الصوت، اي صوت مثل الصور والحضور المادي، مادة جذب ونفور، وما نسمعه ونراه يتشكل في وعينا ولا وعينا أيضاً، ثم ينتظم مكوناً جزءاً من تاريخنا الانساني. كذلك تتشكل الموجودات في...
طالب عبد العزيز

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما...
د. محمد الربيعي

ذهنية (الهوسة)

د. هاني عبيد زباري شهد مجتمع العراق الحديث والمعاصر الكثير من العادات والتقاليد التي نظمت سلوك الأفراد والجماعات. وأصبحت مبنوذة اجتماعياً، وأغلب تلك التقاليد وأعقدها وأكثرها بقاءً، تلك التي تحولت إلى ممارسات (طقسية) لها...
د. هاني عبيد زباري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram