في خضم الأخبار المزعجة ووسط فوضى سياسية وامنية، ثمة افعال وأخبار تبدو ساذجة، إلا أنها تدعو الى الضحك والترفيه عن النفس، على رأس هذه الأخبار البهيجة الصورة التي نشرتها النائبة عتاب الدوري والتي تدعونا فيها جميعا إلى انتخاب "زوجها ابو حاتم" الذي سيعمل معها -حسب قولها- على نصرة المظلومين والأيتام والأرامل، ولم تنس النائبة الدوري ان تبشرنا، بأنها وأبو حاتم بعد أن ينتهوا من مشروعهم الإنساني سيلتفتون الى جعل العراق افضل واجمل.
الخبر الذي نشرته النائبة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" أخرجني من حالة الكآبة، وجعلني اعترف ان على هذه البلاد ما يضحك ولكنه ضحك التاعت منه، نفس عمنا المتنبي قبل ألف عام فوصف الضحك الذي اثارته صورة "أبو حاتم وعقيلته النائبة" بأنه ضحك كالبكاء، ولا أدري إن كان المتنبي سيقابلنا في الآخرة ليضحك ملء قلبه على بكائياتنا.
وقبل أن أترككم مع سطور النائبة عتاب الدوري، أعلن من الآن توبتي عن الكتابة عن نوابنا الأشاوس، وادعوا جميع العراقيين للتوقف فورا عن قراءة ومتابعة أخبارهم، كما اعتذر لكل القراء لأنني حاولت يوما ان اوهمهم ان هناك في العراق تجربة ديمقراطية تمخض عنها مجلس نواب منتخب، وان هذا المجلس يمارس دوره الرقابي بكل الاخلاص والمثابرة.
أعود إلى النائبة عتاب الدوري وصورتها مع "أبو حاتم" والتي نزلت بردا وسلاما على أفئدة العراقيين، التي تشبعت بما يكفي من أسباب الحزن والألم، ذلك أننا جميعا لم نكن نعرف ان هناك من يصر ان يواصل الليل بالنهار ليعمل من اجل العراق، حتى كشفت لنا النائبة المثابرة هذا السر الخطير والذي يقول ان جهود السيدة النائبة اثمرت في النهاية تأسيس اتحاد انتخابي يضم "أم وابو حاتم " سيسطروا معا ملحمة من ملاحم الكفاح والنضال في سبيل إنقاذ هذا الشعب، من براثن التخلف والجهل والأمية والسير به نحو عراق أكثر تماسكا واتحادا بفضل شركة "أم حاتم" المتحدة، صاحبة آخر صيحة في حملات انتخابات مجالس المحافظات، التي قرر النواب ان يجعلوها عائلية خشية من دخول الغرباء وافساد طعم التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق.
سنحاول أن نكون طيبين وساذجين ونصدق أن السيدة النائبة تريد أن ينعم العراقيون بالأمان والاستقرار وبالرفاهية وهذه كلها لا تتحقق بدون وجود السيد "أبو حاتم" مثلما صدقناها يوما حين خرجت علينا لتقول انها الأصلح لمنصب وزير الدفاع لكونها تتمتع بـ"الخبرة الكافية في المجال الأمني"وأنها "تمتلك شعبية كبيرة تؤيدها وتمكنها من تسلم هذا المنصب" ولم تنس حينها ان تخبرنا بأنها ستقوم "بإجراء استفتاء شعبي للجماهير في حال رفضت تسلم هذا المنصب"، مضيفة "أني واثقة بان 350 نائبا في مجلس النواب يرغبون ويؤيدون بان أكون وزيرا للدفاع"، طبعا النائبة الدوري خبيرة في مجال الامن، لان أشقاءها ضباط سابقون في الجيش، وبسبب زحمة العمل السياسي فاتها ان تعرف ان عدد اعضاء مجلس النواب هو 325 وليس 350، إلا اذا كانت تعتقد ان أبو حاتم وحاتم وعددا من الأقارب أعضاء مفترضون في المجلس.
ليس لنا اعتراض أن يترشح السيد "ابو حاتم" في انتخابات مجالس المحافظات، فهذا حق كفله له الدستور، لكن من غير المعقول أن يتحرك على اعتباره زوج النائبة، وفي الوقت نفسه تعتبره النائبة الدوري بانه قائد لحملة نصرة المظلومين واليتامى والأرامل في بلاد مابين النهرين.
اليافطات والصور التي وزعتها النائبة عتاب الدوري لدعم حملة "ابو حاتم" الانتخابية يؤكد بالدليل القاطع ان البعض ممن دخل السياسة على كبر لم يتعلموا بعد كيفية ممارسة الديمقراطية، ومن سوء حظنا انه بعد عشر من التغيير ما يزال البعض يسعى لتثبيت نظرية الأقارب والأحباب أولى بالمناصب من الغريب، ويؤكد أيضاً أن العديد منهم وعلى رأسهم النائبة الدوري، لديهم ميل غريزي إلى الكوميديا، والضحك في أصعب المواقف وبغير ذلك أظن أنه من المرهق جدا محاولة فهم الخطوة التاريخية المباركة التي قررت فيها النائبة الطلب من العراقيين انتخاب زوجها.
شكرا للسيدة عتاب الدوري على هذه الطرفة، حيث أمتعتنا وسط بحر من الخطب والشعارات، التي أصابتنا بالكآبة والوجوم، وسأرفع من اليوم يدي بالدعاء إلى الله تعالى أن يديم علينا نعمة "نكات" عتاب الدوري من الزوال، وأتمنى من السيدة النائبة ان تطالب الأمم المتحدة باستفتاء جماهيري تحت شعار "الشعب يريد انتخاب أبو حاتم".
الشعب يريد انتخاب "أبو حاتم"
[post-views]
نشر في: 3 مارس, 2013: 08:00 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 4
رمزي الحيدر
الآن بدأت تتقرب من الحقيقة المؤلمة عندما ذكرت أعلاه: - ، أعلن من الآن توبتي عن الكتابة عن نوابنا الأشاوس، وادعوا جميع العراقيين للتوقف فورا عن قراءة ومتابعة أخبارهم، كما اعتذر لكل القراء لأنني حاولت يوما ان اوهمهم ان هناك في العراق تجربة ديمقراطية تمخض عن
أبو محمد - كربلاء
أستاذ علي أنت بارع بتسقيط من يستحق أن يسقط، ويؤسفني أن أقول أن الديمقراطية التي تريدها عتاب الدوري تجعلنا( نموت حبّا) بالديمقراطيّةالتي أكرمنا بها من ذي قبل عزت الدوري
Abu Semir
I think this is the mentality of Middle East, they mix politic with family, relatives and friends. Politicians and high position directors do not trust outsider. Unfortunately they understand “democracy” completely wrong. In other word they are narrow min
كاطع جواد
لم لا ؟؟؟ان السيدة النائبة لم تنطق من فراغ فهناك العديد من حالات مشابهه بمشاركة العائلة الواحدة في نفس الاختصاص ،خاصة اذا كان هذا المنصب والاختصاص يدر أمولا على هذه العائلة وتلك دعوهم يرشحون ودعوا (الزواج) تنتخبهم مادام هناك شعب جاهل ومتخلف ..انا شخصيا