من جديد نلتهب بالنار القادمة من جارتنا الغربية.. في السنوات الماضية كان الإرهابيون العابرون من سوريا والمتدربون في معسكراتها يخترقون الحدود ويفجّرون المفخخات والأحزمة الناسفة في شوارع مدننا وساحاتها ومستشفياتها ومدارسها وأسواقها ومساجدها وكنائسها ودوائرها الحكومية.
والآن يدخل لهيب النار السورية إلى بيوتنا من النوافذ.. إنها تكوي أطرافنا، والخوف أن تنهار النوافذ والأبواب وتلتهمنا كما كان يحصل في السنوات غير البعيدة. ففي مناطق الحدود تتساقط القذائف ويسقط لنا جرحى، فيما تتهم المعارضة السورية قواتنا بالتدخل في شؤون بلادها الداخلية بقصف مواقع للجيش السوري الحر عبر الحدود لحساب نظام الأسد.
لا دليل مادياً قاطعاً يؤيد الاتهام، لكن هذا غير مستبعد، فبين سطور الكلام الذي قاله رئيس الوزراء نوري المالكي أخيراً نقرأ ملامح تدخلنا، بل تورطنا، العسكري في النزاع السوري الدموي.
المالكي رأى في تصريح له الأربعاء الماضي أن "أخطر شيء (في النزاع السوري) هو انه لو خرجت المعارضة منتصرة، فستكون هناك حرب أهلية في لبنان، وانقسام في الأردن، وحرب طائفية في العراق". وبين وراء السطور هنا أن يتجه المالكي لإسناد نظام الأسد حتى لا يسقط وتنتصر المعارضة فتندلع حرب أهلية في بلادنا. وبذا يصبح إسناد الأسد ضرورة وطنية.
خلال العامين 2006 و2007 كانت لدينا حرب طائفية حقيقية (شيعية – سنية) أزهقت فيها الأرواح بعشرات الآلاف ذبحاً ورمياً بالرصاص والقذائف على الهوية الطائفية فحسب.
يومذاك لم يكن ثمة نزاع داخلي مسلح في أي من الجيران المحيطين بنا من الجهات الأربع.. أي أن حربنا الأهلية تلك لم تكن من فعل فاعل خارجي أو بتأثير عامل خارجي.. كانت فعلاً داخلياً بامتياز.
إذا حصل وانتصرت المعارضة السورية وتحققت نبوءة المالكي (حرب أهلية في لبنان، وانقسام في الأردن، وحرب طائفية في العراق) فنحن الملومون، لأننا لم نتعامل مع الحدث السوري (الانتفاضة) على النحو الذي يجنبنا ما يخشاه المالكي من انتقام. فلقد كان يمكننا أن نُحدث توازنا داخل المعارضة السورية في غير صالح القوى السلفية الطائفية، وكان يمكننا أن نقصر في أمد المحنة السورية.
ليس الوقت الآن وقت ملامة، بل هو أوان التفكير في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فمن الواضح أن هناك قراراً دوليا يتبلور باتجاه المساعدة على الحسم العسكري وإنهاء حكم بشار الأسد. وبدلا من الدخول في رهان، الخسارة فيه محتملة أكثر من الفوز، يمكن أن يكون لنا دخول مختلف على المشهد السوري.. وهو دخول لا ينطوي أبداً على أي شكل من أشكال دعم الأسد أو تسهيل هذا الدعم، فنتائج هذا ستكون وخيمة علينا ..
لا ينبغي أن ننسى أن بيتنا الذي تدخل النار السورية من نوافذه الآن، هو من زجاج.
بيتنا من زجاج
[post-views]
نشر في: 3 مارس, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 3
عماد التميمي
الاصح لو كان العنوان هو بيتنا الذي تدخل النار السورية من نوافذه الآن ، هو من خشب واثاثه من من نشاره . مع التقدير
فادي أنس
والله ياأستاذ عدنان حسين لو تقضي الدهور تقدم النصح للمالكس فلن يسمع لك ألا أذا توافق نصحك مع ماينمناه هو. أخي أستاذ عدنان أنا أريد أن أزيد على نصيحتك شيئا وهو أن أقول لرئيس الوزراء المالكي لاتقدم دعما للمعارضه ولكن لاتستعديهم بدعمك للنظام. وخليك مضر خير ح
Abu Semir
Mr Maliky try to be optimistic and you have to work with all Iraqi people and don’t isolate yourself, what you said last week was pessimistic, definitely you are very weak, if you can’t then move to one side for god sake. Your government are bringing the