لابدّ أن النائبين بهاء الأعرجي وجواد الشهيلي قد زعلا مما حدث لهما يوم السبت في حي الشعلة الشعبي ببغداد. كان الأمر مفاجئاً لهما بالتأكيد، لكن عليهما أن يزعلا من نفسيهما وليس ممن تسبب في ما لقياه.
النائبان كانا يحضران مجلساً للعزاء يخص أحد ضحايا التفجيرات الإرهابية التي وقعت في الشعلة قبل ذلك بيومين، لكنهما فوجئا بمن يُعلن لهما أمام الملأ ان حضورهما غير مُرحب به، متهماً إياهما بأنهما حضرا الى المجلس من أجل الدعاية وكسب الأصوات الانتخابية لصالح مرشحي كتلتهما. وأمام تزايد عدد المنخرطين في الاتهام الموجه إليهما اضطر النائبان الى مغادرة المجلس تفادياً لأي تطور غير محمود محتمل في الموقف.
الأرجح ان النائبين لم يكونا المقصودين بذاتهما بذلك التصرف الذي يتعين تفهمه بل تقديره أيضاً. فما أقدم عليه المواطنون يعبّر عما يشعر به الناس من تبرّم وحنق وغضب حيال الطبقة السياسية المتنفذة في السلطة، ويعكس الشعور القوي بخيبة الأمل تجاه الوعود التي أطلقتها هذه الطبقة خلال دورات الانتخابات السابقة ولم يتحقق منها ما يستحق الإشارة إليه.
يُخطئ النائبان الأعرجي والشهيلي ويُخطئ معهما تيارهما (الصدري) إن لم يتمعنوا في ما حدث وفي دلالاته، بل تُخطيء قيادات القوى والاحزاب الإسلامية كلها إن لم تُدرك أن الأمر موجه لها جميعاً من دون استثناء.
اذا كان النائبان الاعرجي والشهيلي وتيارهما وقيادات القوى والأحزاب الإسلامية لا يعرفون، فلابد أن يعرفوا ما نعرفه.. وما نعرفه أن الناس في ضيق شديد مما هم فيه من انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي والتردي المزمن في الخدمات العامة للعام العاشر على التوالي.. وما نعرفه أيضاً أن العراقيين بأغلبيتهم الساحقة يحمّلون الأحزاب الإسلامية وقياداتها المسؤولية عمّا يكابدونه، فلقد توفرت لهذه الأحزاب كل الأسباب والوسائل والوسائط اللازمة لإحداث نقلة نوعية هائلة في حياة العراقيين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وما من سبب ووسيلة وواسطة أكثر قوة من السلطة والمال والوقت، فهذا كله ملك يمين هذه القيادات التي تبدو غير قادرة على استثمار مصادر القوة هذه، بل غير آهلة لإدارة البلاد. وللناس كل الحق في ما يرون، فقد أعطيت الأحزاب الإسلامية كل الوقت (ثماني سنوات حتى الآن) لتحقيق ما وعدت به، وتهيأت لها الأموال الكافية لذلك (أكثر من مئة مليار دولار في العام الواحد)، ولم يكن لهذا الأثر المطلوب.
بصراحة شديدة، إن المسؤولين الإسلاميين في دولتنا، من أكبرهم إلى أصغرهم، يبدون عديمي الكفاءة والخبرة، قليلي الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية، وكثيري الانصراف الى مصالحهم الشخصية والحزبية، بل إن رأي العامة والخاصة من الناس فيهم أنهم الأكثر فساداً في جهاز الدولة الفاسد.
جميع التعليقات 3
كاطع جواد
يروى والعهده على الراوي ان احد الروزخونيون وقع في بئر وعندما حاول احدهم إخراجه من البئر طلب منه ان يعطيه يده لكي يخرجه وأخذ المنقذ يكرر اعطني يدك مولانا لكن دون جدوى وكأن الشيخ لا يسمع فانتبه احدهم قائلا لا تقل له اعطني يدك فانه لم يتعود على العطاء بل تع
عبد الكريم
والله ما كنت منصفا ابدا وعليك كسر ريشة قلمك لانك خلطت حقا وباطلا فالعراقية ليست احزاب اسلامية وهم اكثر فسادا والاكراد افسد الجميع ولم يهتموا ابدا بما يجري على العراقيين ما درت معايشهم واستلموا حصصهم وعقودهم ورواتبهم وبعض الاسلاميين ( المجلس الاعلى ) لم يش
سمير طبلة
لا شماتة، ولكن الّلي من إيده الله يزيده! تحية تقدير وفخر لمن تصدى لهما. ومن أوصل البلد لهذا الدرك لا يكفي عدم الترحيب به، وإنما تقديمه للقضاء العادل، عندما يوجد!