هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ

هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.

(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.

زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 163 مسيرة لاعب فرق القوة الجوية والخطوط وصلاح الدين والطلبة والمنتخبات الوطنية السابق صادق سعدون عبد الرضا الذي وُلِد عام 1972 ولعب أكثر من "35" مباراة دولية عدة، كما احترف في كوريا الجنوبية ولبنان حيث سيجد فيها الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.

بـدايـاتـه

بدأ اللاعب صادق سعدون مسيرته الكروية حاله حال بقية أقرانه أبناء المناطق الشعبية  مع الفرق الشعبية في منطقة العبيدي، وبعد أن بدأ يفصح عن قدراته الكروية قرر الانضمام إلى شباب نادي الطيران "القوة الجوية حالياً" وبالفعل نجح في إقناع طاقمه التدريبي الذي كان يتكون من حميد سلمان وسعدي يونس حيث مثله في موسم 1988ـ 1989، وبعد أن اثبت جدارته مع الفريق المذكور قرر مدرب نادي الطيران آنذاك عامر جميل أن يضمه إلى صفوف الفريق الأول ليمثله في دوري الكبار في موسم 1989 ـ1990 الذي شهد فوز الطيران بلقب الدوري بعد غياب طويل.

وفي الموسم التالي وبعد هجرة أغلب لاعبي القوة الجوية إلى نادي الخطوط ذهب معهم اللاعب صادق سعدون، حيث ضمه مدرب منتخب الشباب أنور جسام إلى صفوف المنتخب المذكور الذي كان أحد فرق بطولة الدوري بسبب غياب المشاركات الخارجية للكرة العراقية نتيجة الحظر الدولي الذي فُرض عليها حيث كان اختياره لمنتخب الشباب فرصة كبيرة جداً له لكي يقدم نفسه إلى مدرب كبير مثل أنور جسام الذي تذكره فيما بعد ومنحه الفرصة التي يستحقها.

في موسم 1991ـ 1992 انتقل اللاعب صادق سعدون إلى نادي صلاح الدين وقدم معه صورة جيدة، مما جعل إدارة النادي المذكور تحتفظ به في الموسم اللاحق.

العودة إلى الجوية

في موسم 1993ـ1994 قرر اللاعب صادق سعدون العودة مرة أخرى إلى ناديه الأم "القوة الجوية" من جديد ليقدم معه صورة طيبة جداً وقاده إلى الفوز بالمركز الثاني بعد الزوراء وواصل اللاعب صادق سعدون تواجده مع القوة الجوية في الموسم التالي وحصل معه على لقب بطولة كأس المثابرة واحتفظ بالمركز الثاني في بطولة الدوري.

التألق مع الأولمبي

في عام 1995 تألق مع القوة الجوية ما جعل مدرب منتخبنا الأولمبي أنور جسام يستعين باللاعب صادق سعدون الذي تعرَّف على إمكانياته بصورة جيدة عندما كان لاعباً لديه في منتخب الشباب حيث أسهم صادق سعدون بفوز منتخبنا الأولمبي في عام 1995 بلقب بطولة لال نهرو في الهند وسجل يومها صادق سعدون أحد أهداف منتخبنا الأولمبي في مرمى منتخب شباب أوزبكستان التي انتهت لصالح منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل هدف .

كما شارك بفوز منتخبنا الأولمبي في بطولة مرديكا الدولية التي جرت في ماليزيا في العام ذاته حيث شهدت هذه البطولة تسجيل اللاعب صادق سعدون أحد هدفي منتخبنا في مرمى المنتخب الأولمبي الكوري الجنوبي. كذلك شهدت هذه البطولة تألقه بشكل واضح وشارك في ذات العام في التصفيات الاولمبية الأولية المؤهلة إلى اولمبياد أتلانتا التي تمكن منتخبنا من حجز بطاقة التأهل إلى المرحلة الثانية ، وفي عام1996 شارك  في التصفيات النهائية المؤهلة إلى أولمبياد أتلانتا وكان واحداً من أبرز لاعبي منتخبنا في تلك التصفيات التي حصل فيها على المركز الرابع ولم يفلح في التواجد في النهائيات برغم أنه كان قريباً جداً منها.

وفي موسم 1995ـ1996 بقي اللاعب صادق سعدون يمثل نادي القوة الجوية الذي لم يكن موسماً مرضياً لجماهير القوة الجوية برغم الجهد الذي بذله اللاعب صادق سعدون والذي سجل فيه أهدافا جميلة وبجهد شخصي.

الاحتراف في كوريا ولبنان

في موسم 1996 ـ1997 حصلت فرصة ثمينة للاعب صادق سعدون مع نادي أل جي شيتاس الكوري الجنوبي ولعب له مباريات عدة ، إلا أنه تعرض إلى إصابة أجرى على أثرها عملية جراحية أبعدته عن الدوري الكوري الجنوبي ليعود مرة أخرى للعب مع القوة الجوية في موسم 1996 ـ1997 الذي حصل فيه فريق القوة على أربعة ألقاب تحت أشراف المدرب أيوب أوديشو. وفي موسم1999 ـ2000 احترف مع نادي الإخاء الأهلي عالية اللبناني.

مسيرته مع المنتخب الوطني

في عام 1997 قرر مدرب منتخبنا الوطني يحيى علوان ضم اللاعب صادق سعدون إلى صفوف المنتخب الذاهب إلى الهند للمشاركة في بطولة لال نهرو الدولية وكان صادق سعدون اللاعب الأبرز في تشكيلة منتخبنا برغم أنه عاد للتو من الإصابة وأسهم في فوز منتخبنا بلقب تلك البطولة، كما حصل على لقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف.

وواصل اللاعب صادق سعدون تواجده مع المنتخب الوطني فلعب في تصفيات كأس العالم تحت أشراف المدرب يحيى علوان في تصفيات كأس العالم عام1997 وكان أيضاً من أبرز لاعبي المنتخب وسجل أهدافا عدة برغم موقعه الدفاعي وبعد إبعاد المدرب يحيى علوان إثر الخسارة أمام منتخب كازاخستان بهدف لهدفين في بغداد تمت تسمية المدرب أيوب أوديشو بدلاً عنه، إلا أن منتخبنا لم يفلح بالصعود إلى المرحلة اللاحقة. وشارك اللاعب صادق سعدون خلال عام 1999 مع منتخبنا الوطني في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في الأردن وحصل فيها منتخبنا على الميدالية الفضية بعد خسارته أمام المنتخب الأردني بركلات الجزاء الترجيحية بعد أن انتهت المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل بأربعة أهداف لكل منهما في مباراة مثيرة.

وفي عام 2000 شارك اللاعب صادق سعدون في نهائيات بطولة أمم آسيا في لبنان التي وصل فيها منتخبنا إلى الدور الثاني ، وفي عام 2001 شارك مع منتخبنا في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال عام2002 الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان وتأهل منتخبنا فيها إلى الدور الثاني بعد تصدر مجموعته ، كما شارك في المرحلة الحاسمة من تصفيات المونديال التي لم يفلح فيها منتخبنا من الوصول إلى النهائيات بعد أن تعاقب عليه مدربون آخرون .

تمثيل الشرطة خارجياً

نظراً لإمكانياته الكبيرة فقد تمت إعارة اللاعب صادق سعدون لنادي الشرطة في بطولة كأس الكؤوس الآسيوية عامي1997 و1998 وسجل له هدفين في مرمى نادي برق شيراز الإيراني في بغداد وفي مرمى نادي كوبتداج عشق آباد التركمانستاني.

وفي موسم1997 ـ1998 تألق اللاعب صادق سعدون مع القوة الجوية.

الانتقال إلى الطلبة

في موسم 1998 ـ1999 قرر اللاعب صادق سعدون الانتقال من القوة الجوية إلى نادي الطلبة وقاده للحصول على المركز الثاني في بطولتي الدوري والكأس ، وفي موسم 2000-2001 عاد للعب مع نادي الطلبة ثم اختفى عن الملاعب نهائياً بسبب عدم قيام الجهات المختصة بعلاج الإصابة التي تعرض لها.

أجمل أهدافه

سجل اللاعب صادق سعدون العديد من الأهداف الجميلة برغم موقعه الدفاعي ومن أجمل أهدافه هدف الشرف في مرمى الزوراء في افتتاح الدوري لموسم 1995 ـ1996. بضربة رأس جميلة في مرمى الحارس جليل زيدان ، كما أن له هدفاً جميلاً سجله للمنتخب الوطني في مرمى منتخب كازاخستان في تصفيات كأس العالم.

أعـز مبارياته

خاض اللاعب صادق سعدون العديد من المباريات الجميلة، إلا انه يعتز كثيراً بمبارياته التي خاضها مع المنتخب الأولمبي في تصفيات دورة أتلانتا الأولمبية عام 1996 لأن هذه المباريات هي التي فتحت أمامه أبواب المنتخب الوطني.

مميزاته

يمتلك اللاعب صادق سعدون الكثير من المميزات التي يجب أن تتوافر في لاعب كرة القدم ومن أبرز هذه المميزات الطول الفارع والقوة الجسمانية وارتفاع اللياقة البدنية والقدرة على تسجيل الأهداف بضربات الرأس والضربات الحرة برغم موقعه الدفاعي ، كما يمتاز بالقدرة على مراقبة المهاجمين وفق توجيهات مدرب فريقه ، وبرغم الإصابات العديدة التي تعرض لها إلا أن إرادته الكبيرة قهرت تلك الإصابات وجعلته يتغلب عليها.

أبرز المدربين

سعدي يونس، حميد سلمان، عامر جميل، عبد الإله عبد الواحد، المرحوم عبد كاظم، عدنان درجال، أنور جسام، ثائر جسام، جمال علي، المرحوم عمو بابا، أيوب أوديشو، يحيى علوان، عادل يوسف، عدنان حمد، ميلان، بيلين، نزار أشرف، محمد طبرة وأكرم سلمان.