هذه حلقة جديدة من "تراثيات معاصرة" التي تضم مختارات نثرية من كتاب (البصائر والذخائر) لأبي حيان التوحيدي. وأول الأقوال فيها يدور حول الحرب، وثانيها حول السلام، ثم تتنقل بعد ذلك بين مختلف المعاني.
- أومأ عبد الملك بن عمير بيده الى قصر الإمارة بالكوفة وقال: دخلتُ هذا القصر ورأيت عجبا، رأيت عبيد الله بن زياد جالسا على سريره وبين يديه ترسٌ فيه رأس الحسين بن علي عليهما السلام، ثم دخلتُ هذا القصر فرأيت المختار جالسا على السرير وبين يديه ترس فيه رأس عبيد الله بن زياد، ثم دخلت هذا القصر فرأيت مصعب بن الزبير بن العوام وهو جالس على السرير وبين يديه ترس فيه رأس المختار، ثم دخلت هذا القصر فرأيت عبد الملك بن مروان جالسا على السرير وبين يديه ترس فيه رأس مصعب.
- قال جعفر بن محمد عليهما السلام: كان أبي لا يتخذ السلاح في منزله ويقول: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من اتخذ شيئا احتاج اليه"، وأنا لا أحب أن احتاج الى السلاح.
- في قوله " فاصْفَحِ الصَّفْحَ الجميلَ" (الحجر: 85 )، يعني الرضا بلا عتاب، وفي قوله " فاصبر صبرا جميلا" ( المعارج: 5 ) يعني صبرا لا شكوى معه.
- وقع هارون الى عامله بالكوفة: حابِ عِليةَ الناس في كلامهم، وسَوِّ بينهم وبين السِّفْلةِ في أحكامك.
- قدم بريدٌ من الشام الى عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: كيف تركتَ الشام؟ فقال: تركتُ ظالمهم مقهورا، ومظلومهم منصورا، وغنيهم موفورا، وفقيرهم محبورا، فقال عمر: الله اكبر، والله لو كانت لا تتمُ خصلةٌ من هذه إلا بفقد عضوٍ من أعضائي لكان ذلك علي يسيرا.
- قال الحسن البصري: من كانت الدنيا عنده وديعة أدّاها الى من ائتمنه عليها ثم راح الى ربه مُخِفا، ما لي أراكم أخصب شيءٍ ألسنةً وأَجْدَبَهُ قُلوبا؟
- قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: قيمة كل امرىء ما يُحسنه.
- قال عبد الملك بن مروان: حقدُ السلطان عجزٌ.
- قال المدائني: أول من قطع ألسن الناس عن الخطبة عبد الملك، خطب في الناس فقام اليه رجل فقال عبد الملك: والله ما أنا بالخليفة المستضعف، ولا الإمام المُصانع، وإنكم تأمرونا بأشياء تنسونها من أنفسكم، والله لا يأمرني أحد بعد مقامي هذا بتقوى الله إلا أوردتُهُ تَلَفَه.
- قال بعضهم: من طالت لحيتُهُ تَكَوْسَجَ عقلُهُ.
- تزوج رجل صغير الأير امرأة، فلما دخل بها اعتذر اليها قائلا: هو وإنْ كان صغيرا فهو ذكي، قالت: ليته كان كبيرا وهو أبله!
- التوحيدي: مما يستدل به على شرف الرجل ألا يزال يحن الى أوطانه، ويصبو الى اخوانه، ويبكي على ما مضى من زمانه.
- قال الأحنف: إنَّ الرجل يُعْذَرُ ألا يصيب الحق، ولا يعذر إذا سمع الصواب ألا يعرفه.
- سئل صوفي: ما علامة حقيقةِ التعبُّد؟ قال: أن يقبل إذا أُعطي ويرضى إذا مُنع.
- يقال: من أصبح لا يحتاج الى حضور باب سلطانٍ لحاجة، أو طبيب لضرّ، أو صديق لمسألة، فقد عظمت عنده النعمة.
- دخل صبي مع أبيه الحمّام فعاد الى أمه وقال: يا أمي، ما رأيت أصغر زباً من أبي، فقالت: في اي شيء كان لأمك بخت حتى يكون لها بخت في هذا؟
تراثيات معاصرة
[post-views]
نشر في: 5 مارس, 2013: 08:00 م