غيّب الموت الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اليساري الاشتراكي أحد أبرز زعماء أميركا اللاتينية وأكثرهم إثارة للجدل على مدار 14 عاماً قضاها في السلطة، عن عمر ناهز الـ 58 عاماً، شهدت أحداث ومواقف كثيرة خلال سنين حكمه.وأعلنت الحكومة الفنزويلية أمس الح
غيّب الموت الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اليساري الاشتراكي أحد أبرز زعماء أميركا اللاتينية وأكثرهم إثارة للجدل على مدار 14 عاماً قضاها في السلطة، عن عمر ناهز الـ 58 عاماً، شهدت أحداث ومواقف كثيرة خلال سنين حكمه.
وأعلنت الحكومة الفنزويلية أمس الحداد 7 أيام، وإقامة مراسيم الجنازة الجمعة المقبلة، فيما نشرت الجيش وقوات الشرطة في البلاد من أجل "ضمان السلام" بعد الإعلان عن وفاة الرئيس.
وقال نائب الرئيس نيكولاس مادورو في بيان إن "كل القوات الوطنية المسلحة البوليفارية والشرطة الوطنية البوليفارية تنتشر في هذا الوقت لمواكبة وحماية شعبنا وضمان السلام".
وأعلن وزير الخارجية الفنزويلي الياس خاوا أن جثمان الرئيس هوغو تشافيز تسجية جثمانه أمس في قاعة الأكاديمية العسكرية في كراكاس قبل تشييعه في مراسيم وطنية الجمعة.
مرحباً أيها الرئيس
ودأب تشافيز على عدم إضاعة فرصة الحديث الى الشعب الفنزولي، وكان يتحدث ما يقرب من 40 ساعة أسبوعياً عبر برنامج "مرحباً أيها الرئيس"، يقوم خلالها بطرح أفكاره السياسية والاقتصادية ويجيب المتصلين، ووصف في إحدى المرات مديري شركات النفط بأنهم يعيشون في "شاليهات فاخرة لإقامة حفلات العربدة وشرب الخمور، واصطدم بشكل مستمر برجال الدين في الكنيسة متهماً إياهم بتجاهل الفقراء والوقوف الى جانب المعارضة والدفاع عن الأثرياء".
ونجحت الحكومة الفنزولية في عهد تشافيز في تطبيق عدد من "المهام" أو البرامج الاجتماعية من بينها التعليم والخدمات الصحية للجميع، لكن الفقر والبطالة مازالا من القضايا واسعة الانتشار بالرغم من الثروة النفطية للبلاد.
ومن المعروف عن تشافيز أسلوبه المتفاخر عند حديثه للشعب من خلال برنامج تلفازي أسبوعي باسم "مرحباً أيها الرئيس"، وهو برنامج يتحدث من خلاله عن أفكاره السياسية ويحاور الضيوف الى جانب الغناء والرقص بعيداً عن الرسميات.
مواقفه السياسية
تبنى تشافيز اليساري، المبادئ الاشتراكية كمنطلق سياسي في إدارة بلاده، وقدم الدعم لكل الدول الاشتراكية في العالم، وكان ضد المبادئ الرأسمالية، ووصلت العلاقات مع واشنطن الى أدنى مستوياتها عندما اتهم إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بأنها "تحارب الإرهاب بإرهاب" خلال الحرب في أفغانستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، واتهم تشافيز الولايات المتحدة بضلوعها في تنظيم انقلاب قصير أبعده عن السلطة ليومين عام 2002.
واتهم الولايات المتحدة "بزعزعة استقرار" سوريا وليبيا، معرباً عن الأمل في أن لا ينتقل "الجنون" الذي قال انه يسود تلك المنطقة من العالم إلى أميركا اللاتينية وعدّ ثورات الربيع العربي مخططات مروعة للسي.اي.ايه لزعزعة استقرار بلدان برمتها، وذلك ما يجري في سوريا وليبيا".
وأرسل الرئيس الفنزويلي رسائل دعم إلى الرئيس السوري بشار الأسد والزعيم الليبي معمر القذّافي، اللذين يعدّهما حليفين قريبين، واتهم الدول العظمى بإشعال النزاعات في هاتين الدولتين، وانتقد تشافيز التدخل العسكري الدولي الذي قال انه يهدف إلى السيطرة على النفط الليبي.
ردود أفعال دولية
وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما في أول تعليق له على وفاة تشافيز عن أمله في إقامة علاقات بنّاءة مع الحكومة الفنزويلية الجديدة، وقال إنه "في اللحظة التي تبدأ فيها فنزويلا فصلاً جديداً من تاريخها، تواصل الولايات المتحدة دعمها السياسات التي تدعم مبادئ الديموقراطية ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان".
من جهتها عدّت بريطانيا أن "وفاة تشافيز ترك تأثيراً دائماً على فنزويلا"، وتقدّم وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالـ"التعازي لعائلة تشافيز والشعب الفنزويلي".
وعبّرت الرئاسة الفرنسية عن تعازيها برحيل "الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بعد معركة مع السرطان"، مؤكدةً أنه "ترك أثراً عميقاً في تاريخ بلاده، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن "الرئيس الفنزويلي الراحل، بالرغم من طبعه وتوجهاته التي لا يوافق عليها الجميع، كان يبدي رغبة لا يمكن إنكارها بالسعي وراء العدالة والتطور".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز رجلاً استثنائياً وقوياً يتطلع إلى المستقبل"، وقال بوتين في برقية تعزية "كان رجلا استثنائياً وقويا يتطلع إلى المستقبل ومتطلباً إلى أقصى حد حيال نفسه على الدوام".
من جهته عبّر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن "تعازيه لفنزويلا على رحيل رئيسها هوغو تشافيز بعد معركة مع السرطان".
وعبرت الرئيسة البرازيلية يدلما روسيف عن "حزنها لوفاة تشافيز"، معتبرةً أنها "خسارة لا تعوض لرجل عظيم في أميركا الجنوبية"، من جهتها، أعربت حكومة الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا، الذي كان حليفاً مقرباً من الرئيس الفنزويلي الراحل عن "الحزن العميق لوفاة تشافيز"، مؤكدة أنه كان "زعيم حركة تاريخية وثوريا يستحق الذكر".
وأعلنت الحكومة الكوبية أن "هوغو تشافيز رافق أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو مثل ابن حقيقي"، وأعلنت الحداد مدة ثلاثة أيام، وأسفت كولومبيا لـ"وفاة الزعيم الفنزويلي" وذكّرت بأنه "قدّم دعماً كبيراً لعملية السلام مع متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية".
وعبّرت دول عدّة عن حزنها وأسفها لوفاة الرئيس الفنزويلي، وتقدمت من شعبه بالتعازي، منها البيرو وهايتي وكندا.
وأشاد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وعدّه "شهيدا لأنه خدم شعبه وصان القيم الإنسانية والثورية"، فيما أعرب وزير الخارجية الألمانية غيدو فسترفيلي الأربعاء عن الأمل في أن تفتح فنزويلا عهدا جديدا بعد وفاة رئيسها هوغو تشافيز.
وحيّت سوريا الرئيس الفنزويلي مشيرة الى انه وقف الى جانبها في وجه "المؤامرة" التي تتعرض لها، في إشارة الى الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
حياته
كان أول ظهور لشافيز، المظلي السابق في الجيش، كزعيم لانقلاب فاشل عام 1992، لكنه وبعد ست سنوات من ذلك احدث نقلة مدوية في الدوائر السياسية الفنزويلية واستطاع أن يستغل موجة الغضب من النخبة السياسية التقليدية وفاز برئاسة البلاد.
وقاد تشافيز في شباط عام 1992 محاولة فاشلة للإطاحة بحكومة الرئيس الفنزويلي كارلوس اندريس بيريز وسط تنامي حدة الغضب إزاء إجراءات التقشف الاقتصادية.
وأفضت ثورة عام 1992 التي نظمتها الحركة البوليفارية الثورية إلى مقتل 18 شخصا وإصابة 60 آخرين قبل أن يسلم تشافيز نفسه، وعندما حاول زملاؤه تجديد مساعي الاستيلاء على السلطة بعد تسعة أشهر كان تشافيز رهن السجن العسكري.
وبمرور الوقت اعتلى تشافيز سدة السلطة من خلال انتخابات أجريت عام 1998.
وعلى نقيض أغلب جيرانها من الدول، تمتعت البلاد بفترة دائمة لحكومة ديمقراطية، ووعد تشافيز بسياسات اجتماعية "ثورية".
وفي شباط 99 تولى السلطة بعد فوزه في انتخابات عام 1998 وفي عام 2000 أعيد انتخابه بموجب دستور جديد لولاية رئاسية أمدها ست سنوات، وفي نيسان 2002 تعرّض تشافيز لانقلاب فاشل استمر يومين فقط، واتهم الولايات المتحدة بتدبير الانقلاب.وفي عام 2004 فاز باستفتاء الثقة في تولي الرئاسة وفي 2006 فاز بفترة رئاسية جديدة وفي العام التالي خسر في استفتاء دستوري يضم مقترحا يسمح للرئيس بتولي الرئاسة دون تحديد مدة، وفي 2009 فاز في استفتاء يحدد فترة ولاية المسؤولين المنتخبين وبعد عام واحد فاز حزب تشافيز بالأغلبية في انتخابات الجمعية الوطنية فيما حصلت المعارضة على نحو 40 في المئة من مقاعد البرلمان.
وفي عام 2011 تكشف للمرة الأولى تعرضه لمرض السرطان وعلى إثرها بدأ بتلقي العلاج الكيميائي ما أدى الى تساقط شعر رأسه، وفي العام التالي أجريت له عملية جراحية في كوبا، وفي ذات العام أعيد انتخابه لولاية جديدة في ست سنوات وفي أواخر العام خضع تشافيز لجراحة في هافانا لإزالة ورم سرطاني.
اختيار رئيس جديد
وينصّ دستور فنزويلا الذي اقر عام 1999 بعيد وصول هوغو تشافيز الى الرئاسة على تنظيم انتخابات رئاسية في غضون 30 يوماً بعد وفاة الرئيس، وتنصّ المادة 233 من الدستور على انه في حالة "الشغور المطلق لكرسي" الرئاسة عندها لا بد من تنظيم انتخابات رئاسية جديدة "في غضون الأيام الـ30 التالية".
وبحسب المادة 233 نفسها فانه في حال الشغور المطلق للرئاسة قبل أداء القسم الدستوري تتم الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة بالاقتراع المباشر والسري في غضون 30 يوما على أن يتولى تلك المهام بالإنابة رئيس الجمعية الوطنية.
جميع التعليقات 1
mehdi assem
Chavez a insulter satan en direct Bush Chavez a donner l argent de pétrole aux pauvres de son pays Chavez a une dignité pour la Palestine Chavez est un homme avec un grand H et un être humain par contre les émirs les généraux les présidents arabes les min