تمتلك كوريا الشمالية قدرا هائلا من قوة النيران وحتى إن كان التهديد الذي أطلقته هذا الأسبوع بتوجيه ضربة نووية استباقية للولايات المتحدة أجوف فان كوريا الجنوبية هي الأكثر عرضة لهجوم بالمدفعية والصواريخ من جارتها الشمالية المعزولة.كما أن اليابان -وهي عل
تمتلك كوريا الشمالية قدرا هائلا من قوة النيران وحتى إن كان التهديد الذي أطلقته هذا الأسبوع بتوجيه ضربة نووية استباقية للولايات المتحدة أجوف فان كوريا الجنوبية هي الأكثر عرضة لهجوم بالمدفعية والصواريخ من جارتها الشمالية المعزولة.كما أن اليابان -وهي على بعد أقل من 1000 كيلومتر من سواحل كوريا الشمالية والتي عادة ما تصب عليها بيونجيانج غضبها- هدف سهل لصواريخ بيونجيانج قصيرة ومتوسطة المدى.وبحسابات الأرقام يبدو جيش كوريا الشمالية أكبر من جيش الجنوب الأكثر ثراء في العدة ونوعية الأفراد. ويبلغ قوام الجيش الكوري الشمالي 1.2 مليون جندي مقابل 640 ألف جندي في جيش كوريا الجنوبية يتلقون دعما من 26 ألف جندي أمريكي يتمركزون في البلاد.
ومع ذلك فان قدرات بيونجيانج لا تتفق مع ما توحي به الأرقام. ويرى خبراء أن كوريا الشمالية تفتقر إلى جيش تقليدي قادر على الدخول في معركة طويلة بسبب ندرة الموارد ، لذلك ركزت جهودها على الأسلحة النووية وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وقال شين إن-كيون رئيس شبكة الدفاع الكورية وهي تحالف من خبراء الدفاع مقرها سيئول "الجيش التقليدي مكلف جدا.. وبصورة كبيرة بالنسبة لكوريا الشمالية. تحولت بسرعة إلى معركة أموال ولا يمكن لكوريا الشمالية الفوز بها."
مع ذلك أشار بيان عن السياسات الدفاعية أصدرته سيئول في ديسمبر/ كانون الأول إلى أن قطع المدفعية التي تنشرها بيونجيانج على خطوط المواجهة يمكنها أن تطلق وابلا من النيران على العاصمة سيئول "بصورة مفاجئة وشاملة". وتقع العاصمة الكورية الجنوبية على بعد 50 كيلومترا فقط من المنطقة الحدودية منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
وتمتلك كوريا الشمالية نحو 12000 قطعة مدفعية ينتشر الكثير منها قرب الحدود. كما أن لديها ترسانة من الصواريخ متوسطة المدى تبقيها في وضع التشغيل يمكن لبعضها أن يصل إلى مسافة تزيد على ثلاثة آلاف كيلومتر وهو ما يضع كوريا الجنوبية واليابان وجزيرة جوام الأمريكية في مرمى نيرانها.
يقول شين "لديهم القدرة على ضرب أي مكان في كوريا الجنوبية واليابان."
كما أظهرت بيونغيانغ أنها تمتلك غواصات بحرية.
ففي عام 2010 يعتقد على نطاق واسع أن غواصة كورية شمالية أغرقت سفينة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية مما أدى لمقتل 46 بحارا وهو ما نفته بيونجيانج. وفي نفس العام قصفت كوريا الشمالية جزيرة كورية جنوبية في منطقة متنازع عليها مما أسفر عن مقتل مدنيين.
وقال خبير عسكري إن الشمال قد يتوخى الحذر قبل أن يشن هجوما كبيرا جديدا إذ أن سيئول توعدت بالرد بقوة المرة القادمة.وقال سونج يونج كيون الجنرال المتقاعد الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية في كوريا الجنوبية "التهديد الحقيقي الأكبر من كوريا الشمالية هو نوع من الهجمات سيثير قدرا هائلا من البلبلة في الجنوب..هجوم مربك لا تعرف من يقف وراءه وبالتالي لن يقود إلى رد فوري على بيونجيانج."
ويتوقع سونج أن يكون للحرب الالكترونية أو هجوم محتمل على شبكات الاتصالات والمرافق في الجنوب تأثير مماثل لهجوم عسكري مباشر.
وبعيدا عن المدفعية والصواريخ تبذل بيونجيانج جهدا كبيرا كي تلحق بسيئول.
فكثير من الجنود الذين يجعلون كوريا الشمالية من أكثر دول العالم تسليحا لم يتلقوا تدريبا يذكر ولا يحصلون على تغذية مناسبة ويعملون بالسخرة في الأعمال الشاقة أو الزراعة لاستكمال الموارد الشحيحة لوحداتهم.
وتمتلك القوات الجوية للشمال أكثر من 820 طائرة مقاتلة وفقا لبيانات وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لكنها لا تملك ما يكفي من الوقود لقيامها بطلعات أو لإجراء التدريبات اللازمة للحفاظ على الكفاءة القتالية. وتمتلك سيئول 460 طائرة عسكرية.
وتقول سيئول إن لدى الشمال 4200 دبابة لكن دبابات الجنوب وعددها 2400 أكثر تطورا وأفضل صيانة. وتصدرت مسألة القدرات الذرية لبيونجيانج عناوين الصحف حينما هددت يوم الخميس بتوجيه ضربة نووية للولايات المتحدة.وجاء هذا التهديد في أعقاب اتهام بيونجيانج لواشنطن بأنها تستغل المناورات العسكرية التي تجريها في كوريا الجنوبية كنقطة انطلاق لشن حرب نووية. ويقول خبراء إن كوريا الشمالية أمامها سنوات حتى تتمكن من ضرب قارة أمريكا بأسلحة نووية بالرغم من مساعيها منذ عقود لامتلاك قدرات نووية. وذكر سونج أن الخبراء يجمعون على أن الشمال لم يتمكن بعد من تقليص حجم رأس نووي بالقدر الذي يسمح بوضعه على صاروخ باليستي عابر للقارات والمسألة الأهم انه ليس هناك تجارب تثبت انه تمكن من تطوير التكنولوجيا المطلوبة لإعادة إدخال الصاروخ مرة أخرى إلى الغلاف الجوي بعد إطلاقه.
يقول سونغ عن تهديد كوريا الشمالية للولايات المتحدة أمس "هذا هراء..انه ابتزاز