TOP

جريدة المدى > سياسية > واشنطن بوست: أميركا غادرت العراق لكن الصراع ممازال قائماً ولم تحسم نتائجه

واشنطن بوست: أميركا غادرت العراق لكن الصراع ممازال قائماً ولم تحسم نتائجه

نشر في: 10 مارس, 2013: 08:00 م

في الأشهر التي أعقبت رحيل القوات الأميركية من العراق، من المستغرب أن يتفاءل العراقيون بشأن المستقبل نظراً لفظائع الحرب التي استمرت لعقد من الزمن تقريباً. التطور في السكن ومراكز التسوق والمستشفيات كلها تنهض من تحت الأنقاض، المحال التجارية التي كانت مغ

في الأشهر التي أعقبت رحيل القوات الأميركية من العراق، من المستغرب أن يتفاءل العراقيون بشأن المستقبل نظراً لفظائع الحرب التي استمرت لعقد من الزمن تقريباً. التطور في السكن ومراكز التسوق والمستشفيات كلها تنهض من تحت الأنقاض، المحال التجارية التي كانت مغلقة على مدى سنوات تفتح مجددا، والمشاهد المألوفة تعود ثانية. إلا أن كل خطوة للأمام مثقلة باستمرار سفك الدماء والوحشية والفساد .
الأحكام التي يصدرها التاريخ تتسم بأنها مؤقتة وغير مكتملة وقابلة للانقلاب، وفي الغالب تكون مليئة بالسخرية. هذا الكلام صحيح عندما يتعلق الأمر بالحرب، حيث أن النتائج التي يعدّها بعضهم حاسمة تثبت عكس ذلك.
بدلا من أن يثمر السلام، فان النصر غالباً ما يكون مقدمة للمزيد من الحروب التي إذا ما تأججت تتفاقم الجروح ولا تنتهي، و"يتمسك المنتصر بالغنائم " كما يقول المحلل الستراتيجي اف سكوت فيتزجيرالد .
وفي العام القادم ستحل الذكرى المئوية للصراع الذي أطلق عليه يوما ما الحرب العظمى. فقد خسرت ألمانيا الحرب. إلى جانب زرع بذور المزيد من سفك الدماء بعد عقدين من ذلك، فقد تسبب قتال 1914-1918 في ظهور سياسيين بريطانيين توسعيين بحجة تقسيم الإمبراطورية العثمانية. وأثبت ذلك كونه حركة مصيرية. فما كانت لندن تريده من هذا الشرق الأوسط الجديد الذي قطعته هو الربح والإذعان، وما حصلت عليه كان الاستياء والمقاومة ما أثمر عن مشاكل لا تنتهي تركتها لواشنطن . بالنتيجة، ساعد النصر عام 1918 على سيادة الاستعمار البريطاني، لكنه عجّل في نهايتها .
التحدي الذي يواجه مؤرخي حرب العراق سيكون قياس ما حاول كبار مسؤولي الدائرة الداخلية للرئيس جورج بوش انجازه .
كانت المبررات المطروحة للاجتياح تشمل أسلحة الدمار الشامل المزعومة، وادعاءات بتعاون صدام حسين مع القاعدة، ورؤى الديمقراطية في العالم العربي. بالنتيجة لم يبق غير المبرر الأخير. مع ذلك ومع استمرار الحرب، فان توقعات تحوّل الشرق الأوسط فسحت المجال لتعريفات أكثر تواضعا للنجاح.
المتمردون المعادون للحكومة في العراق لازالوا يعيثون فسادا. ربما تركت القوات الأميركية المشهد، إلا أن الصراع مستمر ونتائجه لازالت غير مقررة . التفجيرات التي تقع في بغداد اليوم تسقط في المستودع الهائل من الحقائق التي اختارت واشنطن أن تتجاهلها. إذن ماذا حققت زيادة الزخم؟
مع تخلي إدارة بوش عن الفوز منذ وقت طويل، فان زيادة الزخم – الذي تم بموجبه زج 26 ألف مقاتل إضافي في العراق – قد أنقذت الولايات المتحدة من الإقرار الصريح بالاندحار .
وفي واحدة من أهم وأخطر قصص القرن الحادي والعشرين، فأن سكان العالم الإسلامي يؤكدون اليوم على حقهم في تقرير مصيرهم. ومن أجل القيام بالأمور على طريقتهم الخاصة، فأنهم لا يطيقون التدخل الأجنبي.
ففي العراق وأفغانستان، سعت واشنطن إلى إعادة تفعيل حق مختلف سبق أن كانت بريطانيا رائدة فيه وهو حق التدخل .
ومن أجل إعادة تأكيد حق التدخل  بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، فقد سعت الولايات المتحدة إلى استعراض قدرتها على فرض إرادتها على خصوم محددين . وفشل القوات الأميركية  في الفوز، بوضوح وبلا ملابسات، يدعو إلى المزيد من ممارسة ذلك الحق. وللمزيد في هذه النقطة، فانه يوحي بأن قضية تقرير مصير المسلمين من المحتمل أن تستمر بلا معوقات سواء أوافقت واشنطن أم لا. صحيح أن القوات الأميركية استولت على بغداد وأسقطت صدام حسين، لكن ثم ماذا؟.
الولايات المتحدة تجد نفسها اليوم في المكان الذي كان فيه البريطانيون في سنوات العشرينات والثلاثينات. لقد تناول الأميركان أكثر مما يمكنهم مضغه. المشكلة الوحيدة هي عدم وجود من يمكن تسليمه الفوضى التي نجحت الولايات المتحدة في خلقها.
 عن : واشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د. مصطفى ألعيسى باريس

    أمريكا ...لن تغادر ألعراق وإيران كذلك ....

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف
سياسية

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف

بغداد/ تميم الحسن تتجه البلاد – على الأرجح – نحو جلسة برلمانية في نهاية الشهر الحالي من دون حسم أيٍّ من الرئاسات الثلاث، في مشهد يعيد إلى الأذهان انسداد عام 2022 حين دخلت العملية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram