اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > إصرار من الفتيات على قيادة السيّارات وسط مجتمع ذكوري متزمّت

إصرار من الفتيات على قيادة السيّارات وسط مجتمع ذكوري متزمّت

نشر في: 12 مارس, 2013: 08:00 م

تقول هيام السلطاني إن قيادة السيارة تشعرني بأني امثل نصف المجتمع ، وأثبت لنفسي بأني امرأة لها دور في تحقيق ما تفتقده مجتمعاتنا من تطور ، وتبين بأنها من أشد المصرين على نزول الفتاة إلى الشارع لإثبات هويتها بأنها قادرة على العيش وسط مجتمع  ذكوري&n

تقول هيام السلطاني إن قيادة السيارة تشعرني بأني امثل نصف المجتمع ، وأثبت لنفسي بأني امرأة لها دور في تحقيق ما تفتقده مجتمعاتنا من تطور ، وتبين بأنها من أشد المصرين على نزول الفتاة إلى الشارع لإثبات هويتها بأنها قادرة على العيش وسط مجتمع  ذكوري  تمتلكه بعض العقول المتحجرة ، الخالية من الانفتاح ، وتضيف السلطاني من خلال حديثها  بأن التحرش لا يقتصر على مبدأ الشباب الطائش فقط ، وإنما أيضا من قبل منتسبي الجيش والسيطرات الموجودة في الشوارع التي أُعدت للتفتيش ، والذين يتعرضون للفتاة بالكلام المنمق عند عبورها السيطرة.

ظاهرة حضارية

إن قيادة المرأة للعجلة تعد ظاهرة حضارية ازدهرت  في الآونة الأخيرة ، وتحديدا بعد عام  2006  ، فالسبب الرئيس في اتساع ظاهرة القيادة هو حاجة الزوجة لتلبية متطلباتها  وسط  كثرة انشغالات الزوج ، والسبب الآخر الذي شجع على تفشي هذه الظاهرة واستفحالها ، هو دخول السيارات الحديثة إلى العراق وعلى وجه الخصوص السيارات (الأوتماتيك) سهلة القيادة ، إضافة إلى اتساع التسهيلات للموظفين في اقتناء السيارات بالتقسيط ، واتساع مكاتب تدريب القيادة في العراق بصورة كبيرة ، وعلى وجه الخصوص المكاتب التي توفر كادراً نسوياً لتلبية رغبات المجتمع.

(المدى)  قامت بجولة لتسليط الضوء على ظاهرة اتساع قيادة المرأة للسيارة وسط زحام شوارع بغداد .

المواطن خزعل لفتة يقول  لـ(المدى ) على الرغم من أن الشارع العراقي غير معتاد على  منظر نساء يقدن السيارات في زحمة السير ، إلا أن قيادة المرأة للسيارة شيء محترم ، فهذه الظاهرة حضارية وتضيف للشارع نمطاً حضارياً وتطوراً فكرياً، ويبين بأن السيارة لم تصنع ليقودها الرجل فقط ، بل العكس صنعت لتلبية متطلبات كلا الجنسين ، وتعكس تطور هذا البلد .

وأما بالنسبة إلى حيدر العزاوي فإنه يؤكد لـ(المدى ) أن قيادة المرأة للسيارة ظاهرة ليست بالجديدة ولكنها ازدادت بصورة كبيرة ، فلم تنحصر   بفئة عمرية محددة بل تجاوزت المعقول ، ففتيات اليوم يتمتعن بجرأة كبيرة في اقتناء السيارات   وسط زحمة السير ، وعلى الرغم من كل تلك المعوقات التي تتعرض لها المرأة ، إلا أنني أشجع فكرة قيادة المرأة ،لأنها تعطيها ثقة بالنفس و تخفف من عبء الرجل.

خالف تُعرف

المبادئ التي تخالف الروتين والمألوف حتى تُعرف مرغوبة عند أكثر الفئات، وهذا ما تتحدث عنه صفا القيسي لـ(المدى)  ففي بداية تعلمي للقيادة كنت متحمسة ، وهذا الإصرار دفعني إلى مخالفة إخوتي ومجابهة جميع الحجج  التي تلقيتها من قبلهم ، مبررين أن الفتاة في مجتمعنا تتعرض إلى الكثير من المضايقات في الشارع ، ولم أكن أقتنع بهذه الحجج إلا بعد نزولي للشارع والاحتكاك بالناس ، فآمنت بصحة رأي إخوتي،  وأنا الآن لا أحبذ نزولي إلى الشارع لأن مجتمعنا غير قابل للتطور .

المرأة لم تخلق للقيادة ،هذا ما يؤكده  حيدر البياتي في حديثه لـ(المدى ) أن فكرة قيادة المرأة وسط شوارع بغداد المزدحمة  لا أؤيده بأي شكل من الأشكال،  وما تتعرض له المرأة  من تحرشات من  قبل بعض الشباب المتهور وخاصة من قبل بعض سائقي التكسي (السايبة ) ، كل تلك الأمور تدفعني إلى رفض  قيادة المرأة للسيارة جملة وتفصيلا .

العوائق الاجتماعية

تطرقنا بالحديث مع أحد الآباء باسم العزاوي الذي يفضل أن تتعلم ابنته قيادة العجلة من قبل مدربة متخصصة تكون ذات خبرة وسمعة في تعليم القيادة ، لتلافي وقوع ابنته بيد مدرب متهور و غير مؤهل للتدريب ، وينجرف إلى أمور أخرى بعيدة عن تعلم مبادئ القيادة السليمة والتدريب، وعلى وجه الخصوص الشباب منهم ،فتراه بين الحين والآخر يتدخل بالأمور الشخصية،متناسياً بأنه مكلف بواجب عليه القيام به على أكمل وجه .

ويضيف غزوان فيصل أن القيادة لا تدل على الثقافة ، وإنما الحاجة التي يفرضها المجتمع ، فيجب أن تكون للمرأة شخصية مستقلة تغنيها عن حاجة الرجل في تلبية احتياجاتها ،وفضل فيصل أن يكون تعلم المرأة   على يد  كادر نسوي متخصص للقيادة  لتلافي نظرات المجتمع وتدارك التهم الملقاة على عاتقها .

القيادة حقّ من حقوق المرأة

قيادة المرأة للسيارة تدل على بروز شخصيتها،  وهذا ما أكده مدرب القيادة بلال لـ(المدى)  أن قيادة المرأة  للسيارة ساعدها على الخروج من القوقعة التي أسرتها فيها المعاير الشرقية ، حيث كانت المرأة مهمشة في عصر تسود فيه الرجولة ، ، فإقبال المرأة على تعلم القيادة  فإنه بحد ذاته تفوّق ، فمن خلال عملي لاحظت إقبالا كبيرا من النساء على تعلم القيادة ومن مختلف الإعمار والمهن ، فبعض النساء لم يتخذن تعلم القيادة لمواكبة العصر بل العكس اتخذنها كنوع من المهن يمتهنّها  للحاجة  .

ويبين المدرب محمد لـ(المدى) أن بعض النساء يفضلن الرجل لتعليمهنّ  قيادة السيارات، على الرغم من وجود  الكادر النسوي ،  لأن  الرجل  باعتقادهنّ أكفأ من المرأة في التدريب  ، ويوضح  أن  النساء المدرِّبات ربما يكنّ أفضل من الكادر الرجالي   من  حيث الهدوء .

 

الكادر النسوي للعوائل المتحفّظة

مدير احد مكاتب تعليم القيادة فراس حافظ إن الدافع الرئيس إلى إنشاء مكتب  للكادرالنسوي لتعليم القيادة هو افتقار هكذا مشاريع في العراق ، فمن الأمور الأساسية التي دفعتنا لإنشاء مكتب  هو افتقاد حق المرأة في أن تجد سبيلها في  التعلم ، إضافة إلى مراعاة تحفظ بعض الأهالي في أن ترتاد نساؤهم مراكز تدريب خالية من الكادرالنسوي، فوجود المتدربة بجانب المدرب بحد ذاته مشكلة تواجهها أغلب العوائل.

وأما بالنسبة لمدربة تعليم القيادة المهندسة [نادية حسين محمود]  تؤكد لـ(المدى) أنها ارتأت أن تقوم بإعداد كادر نسوي لتعليم القيادة وبإشراف مدربات متخصصات بميكانيك السيارات ، وذلك لأن هناك نساء لا يستطعن التدرب على يد رجل ، إما بسبب البيئة أو بسبب العوائق الاجتماعية ،ومن أبرز الأسباب التي تدفع النساء لاختيار الكادر النسوي هو  أن المرأة    المتدربة لاتشعر بالحرج عندما تكون قريبة من المدربة عند التدريب ، لذلك تفضل النساء تدريب المدربات  على  المدربين، وتؤكد أن الحافز النفسي هو الأساس في تعلم القيادة ، فالإقبال بصورة كبيرة  دفعنا إلى افتتاح فرع ثان  ليضم أكبر عدد من النساء المدربات ، وذلك لتشجيع النساء للارتقاء إلى المجتمعات الأخرى .

تحرّشات الشارع

وتبين المهندسة نادية ، أن  التحرشات من قبل الشارع لا تتحدد بالمتدربة فقط ، فنحن كمدربات لا نُعفى من التحرشات سواء   كانت من المارة أو من السيطرات ، ولكن بعض التعليقات تقشعر لها الأبدان  وتحز في نفس المرأة  لأنها مرفوضة أيضا ، إلا أن تلك التعليقات لن تقف عائقا أمام  التدريب، فنحن كمدربات هضمناها   وتعودنا عليها ونستطيع تجاوزها ، ولكن من الممكن أن تؤثر على المتدربة وتخلق لديها ردة فعل في القيادة .

بينما المتدربة رغدة سعدون توضح  لـ(المدى) أن أغلب التحرشات جارحة لا تلائمنا كمجتمع قابل على مبدأ الديمقراطية والتطور، وهذا بالتأكيد له تأثير سلبي على نفسية المرأة المتدربة، وأيضا من الأمور التي تدفع بعض الأهالي لمنع بناتهنّ من تعلم القيادة  .

القيادة المتهوّرة

بعض الفتيات يتفوقن في القيادة بتهور على الرجال ، هذا ما أكده ضرغام في حديثه لـ(المدى) أنا مع  قيادة المرأة وسط الشارع العراقي لكن الإفراط في تدليل الأبناء بلا رقابة من الأمور التي تدفعهم إلى ارتكاب الكثير من الحماقات ، فبعض النساء لم يعدن أكثر حرصاً من الرجل أثناء القيادة كما عرف عنهن حتى زمن قريب” ويضيف “حب التباهي ولفت الأنظار هو ما يشغل البعض من الفتيات المتهورات بالقيادة، فهن جعلن من الشارع حلبة للسباق خصوصا إن كانت السيارة من طراز جديد، وبمواصفات عالية الجودة وتتمتع بإمكانات فائقة السرعة”.

وتشير هناء التكريتي لـ(المدى) إلى أن جنوح بعض الفتيات، ورغبتهن في الظهور بطريقة سلبية للفت الأنظار،  تدفعهن إلى ارتكاب الكثير من السلوكيات غير المألوفة كالقيادة بتهـور، والسير عكس الاتجاه، واستخدام الرماشات واتخاذ الجانب الأيسر من الطريق لجذب الأنظار، فبذلك تحتاج المرأة إلى رقابة عند القيادة وتتم محاسبتها من قبل المرور كمحاسبة الرجل ، وأن لا يتم التساهل معها باعتبارها امرأة مغلوباً على أمرها ، فعندما يكون الاستهتار والتهور تمارسهما فتاة ، فلا نريد لعدد المستهترين في قيادة السيارات أن يتضاعف ، بل نريد للفتيات خاصة والنساء عامة ، أن يكنّ مثالا في الالتزام بقواعد السير ، بحيث يتمنى المرء ، لو تقاد جميع السيارات من لدن النساء !

 

أكثر حوادث الاصطدام سببها النساء

يقول رجل المرور( س. ب )  لـ (المدى ) هناك حوادث اصطدام كثيرة وخاصة من النساء ، إما أن يكون السبب عدم التعلم الجيد للقيادة أو عدم حصولهن على إجازة سوق من قبل مديرية المرور العامة، فتكون حديثة في السياقة ، ويبين أن  المرأة تخضع إلى نفس المعايير التي يخضع لها الرجل عند أخذ الإجازة ، ولكن يتم التساهل معها بشكل طبيعي وليس مبالغاً فيه ، ولا ننكر بأن الفتيات كثيرا ما يتعرضن إلى مضايقات وخاصة ممن يقدن العجلات وسط شوارع بغداد المزدحمة ، ويؤكد من خلال حديثه أن الفتاة إذا تعرضت  إلى تحرش من قبل أحد منتسبي الدولة سواء إن كان من النجدة أو المرور فستتم محاسبتهم .

التحرّش تهم كيدية

أحد رجال المرور في أحد  شوارع بغداد الذي رفض ذكر اسمه يقول  لـ(المدى ) تسمى بعض التهم في سلك الشرطة بالكيدية ، كاتهام بعض رجال الشرطة والمرور بالرشوة ، فعند محاسبة احد المخالفين واعتراضهم على قرار رجل المرور، يلفقون له تهمة كيدية بأنه مرتشٍ ، وهذا الحال ينطبق أيضا على اتهام النساء بتحرش رجال الجيش لهن ، فبهذه الحالة نحتاج إلى ما يثبت الادعاء بأن يكون هناك شاهد أو وجود رقيب عند التعرض الفتاة إلى التحرش سواء من قبل عنصر الشؤون أو الاستخبارات أو من المفتشية ، فلا تكون الشكوى ذات فائدة إذا لم يكن هناك شاهد على واقع الحدث ،وبذلك يعتبر  ادعاءً كاذباً ، هذا بالنسبة إلى المتحرش من قبل منتسبي دوائر الدولة ، أما إذا كان من قبل المواطن العادي فتتم المحاسبة عند تحرشه بالفتاة ،بتدوين إفادة بالتعرض إلى التحرش و تقدم للنجدة ، ويتم اتخاذ اللازم من قبل مديريتنا ، ولكن مع الأسف إن بعض النساء ممن تتعرض للتحرش لا يشتكين على أحد ، إما بسبب الخوف أو بسبب المجتمع الذي نعيش فيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. علي الرواف

    تحقيق صحفي جميل ... وفق الله ست هدى

  2. عباس رزاق

    انا من أشد المعارضين لقيادة المرأة للسيارة في العراق.بسبب صعوبة تعامل المجتمع مع المرأة. من نظرات الابتسام لها وصولا لاسماعها الكلام البذيء ولذلك اعتبر هذا المرفوض جملة وتفصيلا. رغم الدعاية التي صورته الفارس الذي أنقذ المرأة

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram