TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قائد قوّات "الصلابيخ"

قائد قوّات "الصلابيخ"

نشر في: 12 مارس, 2013: 08:00 م

منذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية ، تم الإعلان عن  تشكيل جيشين ،الأول بقيادة  رجل دين والآخر باسم قوات العز والكرامة للدفاع عن المحتجين في محافظة الأنبار ، وعلى الرغم من نفي استخدام عناصر تلك القوات الأسلحة النارية ، والاكتفاء بالعصي لمنع الأجهزة الأمنية من الدخول إلى ساحة الاعتصام ، يبقى التساؤل قائما عن جدوى اللجوء لمثل هذا الخيار ، في بلد مازالت أوضاعه الأمنية غير مستقرة ، وتنظيم القاعدة  يعلن بين يوم وآخر مسؤوليته عن تنفيذ حوادث التفجير والاغتيال .

المسؤولون الأمنيون سبق أن أعلنوا بأن الإرهابيين مندحرون بفعل  عمليات استباقية استهدفت معاقلهم وحواضنهم ، وأكد مسؤول في وزارة الدفاع قبل عام القضاء على جميع الفصائل المسلحة ، وما تبقى منها مجرد فلول تركت العراق ، واتجهت نحو سوريا ، وتنظيم القاعدة أعلن الإثنين الماضي تبنيه تنفيذ حادثة عكاشات ، وتلك العملية من وجهة نظر الخبراء الأمنيين تعد نوعية ، ومن المحتمل أن تتكرر .

مواجهة الإرهابيين مستمرة ، وعلى مستوى آخر يقال إن مشروع المصالحة الوطنية يعمل لحث بعض الفصائل المسلحة على الانضمام للعملية السياسية ، والنتائج على الأرض تكشف عن واقع آخر يهدد استقرار الأوضاع الأمنية ، لهذا السبب،  ونتيجة غياب التشريعات والإمكانات والخطوات لحصر السلاح بيد الدولة ، يندفع  شخص ما ليكون قائد "قوات الصلابيخ " ليعطي  إشارة واضحة إلى انه لا يستخدم السلاح ، ويرفض العنف ، ويؤمن بالسلم الأهلي ، ولكنه على استعداد لاستخدام الحجارة  والتواثي والخناجر لحفظ أمن عشيرته ومنطقته ، والمساحة الجغرافية لنفوذه .

قبل أكثر من عام  نظّم  تنظيم  أعلن تخليه عن السلاح والانضمام للعملية السياسية بعد انسحاب القوات الأميركية ، استعراضا عسكريا في مدينة الحرية بحضور سياسيين ونواب لطالما زفوا البشرى للعراقيين بتحقيق مشروع  حصر السلاح بيد الدولة ، والاستعراض شجع الآخرين على تشكيل جيوش تحت مسميات عديدة ، باستطاعتها أن تضم الآلاف من الأشخاص ، لينفذوا أوامر التهجير القسري والقتل على الهوية ، والقيام بصولات ليلية على مواقع "الأعداء" في كل مكان باستثناء المنطقة الخضراء .

لا عزاء للعراقي اليوم سوى انتظار رحمة الله ليتخلص من تشكيل قوات وميليشيات  بمزاعم حفظ الأمن في أحياء متفرقة من العاصمة ومحافظات عراقية أخرى  ، وربما  ستلجأ إلى اختطاف من لا حول ولا قوه له  ثم تفرج عنه مقابل فدية مالية لتأمين تمويلها ، أو القيام  بصولات على دوائر رسمية لنهب ممتلكاتها أمام أنظار عناصر السيطرات المكلفين فقط بالكشف عن العبوات والسيارات المفخخة بجهاز "المضحكة" على ذقون العراقيين .

هذه الأيام استعاد أهالي العاصمة مخاوفهم السابقة عندما عاشوا سنوات الاحتقان الطائفي ، والقلق مشروع والعتب مرفوع إلى أصحاب دعوة تشكيل قوات جديدة" تستخدم الصلابيخ" لتحقيق مكاسبها  وأهدافها بذريعة  حفظ الأمن ، والحكومة من جانبها أعلنت أنها ستلاحق من  يهدد السلم الأهلي ، وفي أول رد فعل على القرار الحكومي توارى عن الأنظار"عفتان العتاك" وجعل  عناصر "قوات العتاكة " المسيطرة على مكبات النفايات خارج بغداد ، يتعرضون للملاحقة وهم  يجرّون ذيال الخيبة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. المدقق

    شكرا على النصيحة يا قائد قوات النص ردن .ههههههههه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram