استغرب أعضاء في لجنة النفط والطاقة النيابية من إقدام الحكومة على استيراد الغاز الإيراني، في وقت يحرق 700 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز المصاحب في البلاد .في هذه الأثناء وجد برلمانيون آخرون حاجة المحطات الكهربائية للغاز الجاف في الوقت الحالي منفذاً ل

استغرب أعضاء في لجنة النفط والطاقة النيابية من إقدام الحكومة على استيراد الغاز الإيراني، في وقت يحرق 700 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز المصاحب في البلاد .في هذه الأثناء وجد برلمانيون آخرون حاجة المحطات الكهربائية للغاز الجاف في الوقت الحالي منفذاً لتبرير استيراد الغاز من إيران، مشيرين إلى أن نهاية 2017 سنتمكن من الاكتفاء ذاتياً من الغاز الجاف.     
وتستورد الحكومة العراقية الوقود رغم ضخامة الاحتياطيات النفطية، وذلك بسبب افتقار العراق لطاقة التكرير.وتعتزم  طهران تصدير غازها إلى بغداد  خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
ودعا عضو لجنة النفط والطاقة النيابية قاسم مشختي إلى ضرورة الاستفادة من الغاز المحترق أثناء عمليات الاستخراج النفطي واستثماره لكافة الأغراض وعدم الاعتماد على إيران في استيراد الغاز .
وقال مشختي في حديث للمدى، " لا يجوز أن نترك الغاز العراقي يحترق ونستورد الغاز من إيران، فالغاز المستور له تأثير سلبي على المحطات الكهربائية لأنه لا يكون بمستوى ضغط واحد أثناء تغذية المحطات .
من جانبه،انتقد عضو اللجنة مطشر حسين عليوي استيراد الغاز الطبيعي من إيران ، واصفاً إياه بالجريمة بحق ثروة العراق.
وقال عليوي في اتصال هاتفي مع المدى " إن الحكومة تُقبل على استيراد الغاز من إيران في وقت يحرق الغاز العراقي يومياً بنسبة 700 مقمق أي ما يعادل 700 مليون قدم مكعب"، مبيناً هذه الكمية التي تذهب هدراً تكفي لتغطية 2500 ميكاواط من الكهرباء .
وأضاف " إن العراق يتصدر قائمة الدول النفطية في العالم لما له من احتياطي ضخم من النفط والغاز ،فمن المعيب أن نستورد الغاز من دول الجوار .
في غضون ذلك ،أوضح عضو اللجنة فرات الشرع أن الغاية من استيراد الغاز تكمن في تغطية المحطات الكهربائية في البلاد .
وقال الشرع للمدى "نكتفي من الغاز الجاف اكتفاءً ذاتياً نهاية 2017 لأن الغاز السائل موجود ضمن الثروة الهيدروكاربونية العراقية، إلا أنه غير مستثمر حالياً كون استثماره يحتاج إلى نشاط تقني قوي ،لذلك فإن مساعي الحكومة العراقية لاستيراد الغاز من إيران تأتي لتغطية المحطات الكهربائية من مادة الغاز .
وأضاف"إن العراق صاحب ثروة كبيرة وعلى الحكومة أن تساهم وتبادر بشكل سريع لاستثمارها عن طريق التعاقد السليم مع الشركات العالمية الرصينة .
إلى ذلك ،أكد وزير النفط السابق إبراهيم بحر العلوم أن استيراد الغاز من إيران يكون بشكل موقت ،لأن المحطات الكهربائية في البلاد تعتمد على الغاز الجاف وهنالك حاجة ملحة لاستيراده.
وقال بحر العلوم للمدى "إن قرار استيراد الغاز من إيران جيد مادامت هنالك حاجة لتوليد المحطات الكهربائية، مبيناً أن الأنبوب يتجه من إيران مروراً بديالى ومن ثم إلى بغداد" .
وأشار إلى إن المعوقات تكمن في تنفيذ المشروع لأنه يحتاج إلى الجهود الكبيرة .
وأعلن وزير النفط الإيراني رستم قاسمي أنه سيتم تصدير الغاز الإيراني إلى العراق خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيرا إلى أن عملية التصدير ستكون على مراحل تبدأ ببغداد ثم بالبصرة بعد ثلاثة أشهر.
وقال قاسمي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره عبد الكريم لعيبي إن "توقيع هذه الاتفاقية سيكون في طهران بحضور كل من الجهات الثلاث المتمثلة بسوريا والعراق وإيران".
وأضاف قاسمي إن "مباحثاته مع الوزير العراقي تناولت جملة من القضايا الأخرى"، مشيرا إلى أن "إيران أبدت استعدادها لإنشاء مصفى للمشتقات النفطية في العراق".
من جهته، أكد وزير النفط  عبد الكريم لعيبي، أن "رئيس الوزراء   نوري المالكي رحب بموضوع نقل الغاز إلى العراق"، مؤكدا   "ضرورة تقوية العلاقات العراقية - الإيرانية في المجالات النفطية والاقتصادية".