حواري  مع رئيس مجلس محافظة ميسان   عبد الحسين عبد الرضا أثار بعض الاتهامات ضد المحافظ علي دواي لازم واتهمه بسرقة مبالغ الفضائية وأن الفساد ملأ البر والبحر وبين بأن المحافظة تحيل المشاريع إلى شركة سيئة اسمها شركة الرمح ،وقال إن معامل مي

حواري  مع رئيس مجلس محافظة ميسان   عبد الحسين عبد الرضا أثار بعض الاتهامات ضد المحافظ علي دواي لازم واتهمه بسرقة مبالغ الفضائية وأن الفساد ملأ البر والبحر وبين بأن المحافظة تحيل المشاريع إلى شركة سيئة اسمها شركة الرمح ،وقال إن معامل ميسان الكبيرة ذهبت في خبر كان ، واصفا الحملات الميدانية التي يقوم بها المحافظ هي أعمال للتسويق الإعلامي. وحتى لا نبتعد عن الحيادية والمهنية فضلا عن معرفة الحقيقة  أجرينا حواراً مماثلاً مع محافظ ميسان  علي دواي لازم الذي تحدث عن واقع المدينة والمشاريع القائمة فيها ،ورفض لازم تلك الاتهامات ،مبينا بأن شركة الرمح ليست مدرجة ضمن القائمة السوداء ولم يُحل إليها سوى مشروعين ،هما مشروعا مجاري علي الغربي وبناية مجلس المحافظة .وفيما  يأتي نص الحوارين :
الفساد ظهر بالبر والبحر
*المعروف أن جميع دول العالم تهتم بمداخل مدنها وتكون أجمل من داخلها،لكني وجدت مدخل ميسان بصورة بائسة تملأ جانبيه البيوت العشوائية ومكبات القاذورات،هل هذا ما كان ينتظره المواطن منكم؟
- على أي إنسان إذا تحدث أن يراعي الإنصاف في حديثه،وأنت تتحدث عن المدخل تبادرت في ذهني الآية الكريمة من سورة النمل  التي تقول على لسان النملة " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده  وأنتم لا تشعرون "،وبودي أن أذكر لكم حقيقة أن المواطن في محافظة ميسان مظلوم ومهمش،لذا أنا أقول للمواطنين :ادخلوا  بيوتكم لا يحطمنّكم الفساد وجنوده وهم يشعرون،لأن الفساد ظهر بالبر والبحر وبما كسبت أيدي الناس،(في هذه الأثناء دخل احد المجاهدين الذين قاوموا النظام السابق على رئيس مجلس المحافظة يستنجد به ليكون حارسا في إحدى مدارس المحافظة ليسكن فيها مع عائلته)،فبين رئيس المجلس لنا صورة هذا الرجل الذي يملأه العوز من هامه إلى أخمص قدميه قائلا إنه  عراقي ،حر ذو كرامة وقاوم النظام السابق حاملا بوجهه السلاح وألقي القبض على زوجته وتوفيت في السجن،وتشرد هو وأولاده ولا يزال كذلك ولكني لا أستطيع أن أوفر له أية فرصة عمل لأني مسلوب الصلاحيات،والدستور غير معمول به إلى يومنا هذا حتى نستطيع أن نستثمر ما فيه لخدمة شعبنا،ولا القانون مرفوعة القيود عنه حتى نحتمي به من أجل خدمة الناس،فممنوع أن نعطي قطع أراض سكنية، وهناك أمر من مجلس الوزراء ووزارة البلديات يمنع المحافظ ورئيس مجلس المحافظة من توزيع قطعة ارض ،فأنا رئيس مجلس محافظة ولا أمتلك قطعة أرض بمحافظتي .
* لكن المواطن قد لا يصدق ذلك؟
- الذي  لا يصدق عليه أن يذهب إلى بلدية المشرح مسقط رأسي ويتأكد من ذلك،علما أنا قدمت طلبا  للبلدية منذ عام 2004 للحصول على تلك القطعة ولم أحصل على شيء، فنحن لا نستطيع تعيين أحد ،علما أن أهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل  وأعرف باحتياجاتنا من الدرجات الوظيفية،وهنا أسال ما هي الصلاحيات الممنوحة لنا كحكومات لامركزية محلية؟

الوزارات مهيمنة
على دوائرنا
* نلاحظ أن هناك نشاطا ملموسا وواضحا إعلامياً لمحافظ ميسان تدل على الحرص على النهوض بواقع محافظته من خلال حملات التنظيف والعمل الميداني الدؤوب؟
- هو حتى إذا قام بحملات تنظيف الشوارع، وللأسف أقولها إن مثل  هذه الأعمال تدخل لأغراض التسويق الإعلامي،وأنا أيضا  أستطيع أن أروج لنفسي إعلاميا ولكن ماهي النتيجة،ونحن نفهم انه في العمل الإداري هناك مدخلات ومخرجات،فأنا مثلا أوفر مبالغ من المال وكذلك طاقات عاملة ومكائن ومعدات ،وبالمقابل أنا أنتظر الإنتاج من المعمل والعاملين، وأقولها بكل صراحة إن الوزارات مهيمنة على دوائرنا،وبنفس الوقت هي لا تعمل ولا تعطينا الصلاحيات والدور الذي يجب أن نمارسه.

البعض يعمل بأفكار القرون الوسطى
*برأيكم هل الأحزاب والقيادات الإدارية وصلت للنضج والوعي السياسي؟
-نحن تكلمنا على قضية النضج،ولو  تحدثنا  عن الطفل المولود حديثا ،فكلما يتقدم في النمو يكتشف يوميا شيئا جديدا في تكوينه الجسماني والعقلي والنفسي،فأجهزة الدولة إلى الآن ليس لديها النضج والوعي الكامل لإدارة الدولة،وعلى سبيل المثال إن هناك بعض الكتل الحزبية والمفاصل الإدارية يتعاملون بأفكار قديمة من  زمن القرون الوسطى، وليست أفكارا معاصرة وبناءة ويرفعون شعاراً لقاعدة بالية وقديمة، من لم يكن معنا فهو ضدنا،فهذا الأمر لا يخدمنا، تصور أن مدراء الدوائر حين يعينون يستبدلون الكادر الموجود، حتى بائع الشاي يعيّن من ينتمون لمرجعيته،والعمل بروح وطنية أصبح حالة غريبة عند البعض،وأنا حين تسلمت رئاسة المجلس أبقيت حتى مدير المكتب لرئيس المجلس السابق وجميع موظفي المجلس،نعم توجهاتهم السياسية غير توجهاتي ولكني أتعامل معهم كمواطنين عراقيين، وما يهمني هو أداؤهم بالعمل،فإذا ما وصلت المدارس السياسية التطبيقية إلى هذا النضج والوعي سنصل إلى خدمة حقيقية.

الرمح أسوأ شركة
*ماهي أهم المشاريع التي نفذت في المحافظة؟
- المشاريع التي نفذت هي انتقائية ،مثلا في موازنة 2012 حين أعدت المشاريع التي وافقنا عليها،نفذت في البداية  المشاريع التي تخدم توجهاتهم ،أما التي لا تخدم توجهاتهم إلى الآن لم تنفذ.
*هل من الممكن  أن تسمي بعض المشاريع التي لم تنفذ؟
- نعم خذ مثلا بناية مجلس المحافظة الذي أحيل الآن ،والمصيبة أنه أحيل إلى أسوأ شركة متلكئة بعملها،وقلنا لهم هذه بناية ليس لفلان أو فلان إنما بناية لجميع المواطنين ويجب أن تحال إلى شركة معروفة بنجاحها وخبرتها في العمل،لكنهم أصروا على إحالتها إلى شركة الرمح التي فشلت في العديد من المشاريع،وهنا نسأل لماذا تحال جميع المشاريع إلى شركة الرمح من دون الشركات الأخرى،وهذه الشركة تابعة إلى جهة سياسية معروفة.

مبالغ الفضائية
في (جنطة) المحافظ
*على الرغم من التخصيصات التي رصدت لفضائية ميسان لكنها حتى الآن  لم ترَ النور؟
- بالنسبة للفضائية كان معنا طالب في المدرسة لا يستطيع لفظ (الجنطة )ويسميها(الجنطي) أي الحقيبة ،فمبالغ الموازنة يا أخي في (الجنطي)،وأقصد حقيبة الأخ .
* تقصد المحافظ؟
- نعم ...وأرجو نشر جميع ما ذكرت من دون حذف.
*بالنسبة لمنفذ الشيب متى حجم استفادة  المحافظة من عوائده المالية؟
-منفذ الشيب الحدودي تحصل المحافظة على 5% من عائداته فقط والباقي يذهب إلى خزينة الدولة حسب القانون ولا اعتراض عليه،والمبالغ هي بيد المحافظة، ومفهوم المحافظة لا يعني البناية والعاملين فيها إنما نعني محافظة ميسان،فمن غير المعقول أن تكون المبالغ للمحافظ وموظفيه فقط،ونحن منذ ثلاث سنوات لدينا عدة طلبات أصولية،منها طلبنا منهم ببعض تلك المبالغ استقدام أطباء أجانب،وفاتحنا  المحافظ حول ذلك الطلب فرفض ذلك،وفي السنة الثانية عندما طلب استجواب المحافظ تدخلت جهات واشترطت تخصيص مليار دينار من عائدات المنفذ لاستقدام أطباء أجانب بشرط أن لا يستجوب المحافظ،وبالفعل ذهبت أنا على رأس وفد إلى الهند لغرض التفاهم وليس التعاقد مع الشركات الطبية الهندية،ففازت شركة انتر نشونال بالترشيح وجاء الرجل مدير الشركة وتم التعاقد معه،وبالنسبة لعائدات المنفذ التي سبب عدم استغلالها بصورة صحيحة يعود لعدم نضج القوانين، وهناك أمر مهم أن السياسيين والقانونيين لم يجدوا تفسيرا لمسألة احتساب 5% فقط من عائدات المنفذ للمحافظة، وهذه المسألة صدرت من دون قرار من قبل المجلس.

معامل ميسان  في خبر كان
* ميسان معروفة بمعاملها الكبيرة للورق والسكر والورق والزيوت النباتية والمشروبات الغازية والبلاستك وغيرها ،أين تلك المعامل التي كان إنتاجها  يغطي المحافظة بل والعراق عموما؟
- في اللغة العربية المعروف عن  كان وأخواتها هي رفع الأول ويسمى اسمها ونصب الثاني ويسمى خبرها،فكان هناك معمل للبلاستك في ميسان،وكان معمل الزيوت،وكان معمل الورق رحمه الله،والحال ينطبق على بقية المعامل المهمة في المحافظة،وأنا شخصيا ذهبت إلى  وزير الصناعة،وتوسلت به لإعادة تأهيل معمل واحد،  فقال لي بالحرف الواحد كلامك منطقي ولكن كان من المجدي لو طلبت مني ذلك قبل توزيع الموازنة، وقمنا نحن من موازنة المحافظة بافتتاح معمل البلاستيك،بعد أن عطلوه في الميناء لمدة شهر ولم ينصب إلا بعد ستة أشهر، والسبب الرئيس هو كون هذا المعمل ينتج أنابيب أكثر قوة ومتانة من الأنابيب التي نستوردها من السعودية وصرفنا عليها 235 مليار دينار ،أليس من الأفضل أن تنتج معاملنا بدلا عن الاستيراد؟،لكن العاقل يفهم الأسباب بالتأكيد.