في استطلاعنا هذا تساءلنا: هل أن الدراما التلفازية أنصفت المرأة العراقية؟ وهل أعطتها حقها كما أنصفت الدراما في مصر المرأة المصريــة وقدمتها في اعمال تكتب خصيصاً لها, كما في مسلسل ( حياة الجواهري ) و ( بيد أمينة )&nb
في استطلاعنا هذا تساءلنا: هل أن الدراما التلفازية أنصفت المرأة العراقية؟ وهل
أعطتها حقها كما أنصفت الدراما في مصر المرأة المصريــة وقدمتها في اعمال تكتب خصيصاً لها, كما في مسلسل ( حياة الجواهري ) و ( بيد أمينة ) للفنانة يسرا او الامبراطورة للفنانة إلهام شاهين او اعمال الفنانة نادية الجندي، على عكس ذلك نجد ان الدراما التلفازية عندنا لم تقدمها على نحو ينصفها لاسيما ان هناك نماذج كبيرة قدمتها المرأة العراقية في الحياة كوزيـــــرة ومحامية وقائدة سياسية ، فلماذا لم تقدمها الدراما كما هي في الحياة ... هل العيب في الكتـّاب الذين لم يكتبوا عنها او الخلل في المرأة نفسها ، لأنها لم تقدر ان تفرض نفسها على الدراما وكتـّابها؟
حاولنا ان نقف على بعض جوانب هذه القضية من خلال اللقاء بكتـّاب وفنانات فكانت الحصيلة هذا التحقيق.
الكاتب فاروق محمد قال :
شخصياً أعمالي تمتاز بنصرة المرأة العراقية وكثير من أعمالي التلفازية كانت البطولة الايجابية فيها للمرأة العراقية كما في مسلسلات ( سيد البيت ) من اخراج كارلو هارتيون بطولة ابتسام فريد و ( سفر ومحطات ) بطولة سهى سالم و( ارجوحة النار) بطولة انعام الربيعي وايناس طالب واخراج جمال عبد جاســــم وكذلك في مسلسلات ( الحرير ودائرة الشوك) و( فريق العنقـــــــاء) وانا اتضامن مع توصيفك لعدم انصاف الدراما التلفازية للمرأة العراقية او تقديمها بما يتناسب مع حجمها في المجتمع او على نحو يُرضيها .
* ما السبب باعتقادك ؟
- أظن ان السبب في عدم تقديم ذلك يعود الى ما يترتب في دواخل الكتـّاب من امور تجعلهم لا يكتبون عن المرأة او يعطونها حقها في الدراما العراقية.
الكاتب طه سالم قال :
فعلاً ظلت الدراما التلفازية لسنوات طوال لا تعطي المرأة العراقية حقها او تنصفها بالرغم من ظهورها في بعض الاعمال بلمحات ايجابية .... والسبب هو ان مجتمعنا قاسٍ مع المرأة وتربية العوائل رسَّخت ذلك في بناتها ولان الكتـّاب ينهلون اعمالهم من الواقع المعاش فقد كانوا يكتبون عن المرأة بالطريقة الموجودة في الواقع الحقيقي ، لذا نجد ان المرأة ظلت هامشية في الدراما العراقية نتيجة لتهميشها في الواقع الفعلي وبعيدة من التأثير القوي فيها وبذلك لم تعطِ الدراما للمرأة العراقية حقها ... لكننا نأمل من خلال التغييرات التي باتت تحدث في المجتمع ان يجري تحول جديد في هذا الواقع وتتحول الدراما العراقية الى واقع آخر يُنصف المرأة ويقدمها على نحو أفضل وأكثر تأثيراً .
المخرج والممثل حاتم عودة قال:
مجتمعنا ذكوري ولا يسمح بظهور حالات منفردة للمرأة يكون تأثيرها قوياً او كبيراً اي ان المرأة هي جزء من المجتمع وتأخذ حقها في ذلك بقدر ما ينظر اليها ولا يعطيها اكثر مما تكون مفيدة للرجل .. لذلك تجد الدراما العراقية تقدمها على هذا النحو وهي قضية واقعية فعلاً ... وبالرغم من ذلك اجد ان الدراما قدمت عدداً من النماذج الجيدة للمرأة العراقية كما في مسلسل ( سارة خاتون ) بطولة الوجه الجديد ( ريام الجزائــــري ) واخراج صلاح كرم وتاليف حامد المالكي فكانت المرأة فيه المؤثرة على مدى الثلاثين حلقة من العمل كذلك قدمت المرأة في اعمال اخرى بصورة جيدة بالرغم من انها مفيدة للرجل وهو واقع حال ليس إلا وانا اشعر من هذا المنظار وقياساً لدور المرأة في المجتمع الذكوري ان الدراما التلفازية العراقيـــــــــة أعطت للمرأة حقها .
الفنانة بشرى اسماعيل قالت:
ما قدمته الدراما العراقية عن المرأة هو انعكاس للواقع الاجتماعي الذي يمر به البلد لكنه لا توجد اعمال تكتب خصيصاً للمرأة او لممثلة معينة ربما لعدم وجودها او انشغالها او سفرها الى خارج العراق لاسيما ان الدراما تواجه مشكلة عدم وجود وجوه نسائية امام القلة القليلة من الممثلات الموجودات في الساحة الفنية .
الفنانة آمال ياسين قالت :
في السابق كانت الدولة هي منتجة للدراما العراقية وكان الكتـّاب يقدمون اعمالاً جيدة عن المرأة العراقية كما الحال بالنسبة للكاتب صباح عطوان او الكاتب فاروق محمد اما اليوم فالدولة غادرت الانتاج الدرامي وسلمت الراية الى الفضائيات وشركات الانتاج الخاص التي باتت تفرض على كتـّاب الدراما نوعيات خاصة من الاعمال تنسجم مع توجهاتها السياسية او أجندتها الخاصة وارتباطاتها الخارجية ويبدو ان الفضائيات لا تريد للمرأة العراقية ان تقدم بالصورة الايجابيـــة التي تكون مؤثرة في واقعها ومجتمعها ويحرصون على ان تبقى هامشية !
الكاتب والمخرج وفاء عبد الوهاب قال :
أنا واحد من الذين أنصف المرأة العراقية في كتاباتي كما في عملي ( المجنونة ) لكن يبدو ان كتابات اليوم لا تعطي اهمية للمرأة ودورها في المجتمع وهناك اسباب كثيرة لعل ابرزها العجز في الانتاج والوعي وفرضت الفضائيات وجهة نظرها على الكاتب وصيغة العمل المراد انتاجه وكذلك عدم وجود ممثلات متفوقات لتقديم اعمال كبيرة عن المرأة وخذ مثلاً في الكوميديا، فبعد مرض الفنانة القديرة امــــل طه باتت الدراما الكوميدية بلا نجمــــــة مؤهلة وربما هذا سبب مهم لعدم كتابة اعمال تظهر المرأة مؤثرة ومهمة في محيطه فضلاً عن كل ذلك اشعر ان المجتمع لا يرغب بامرأة قوية ، بل يريدها تابعة للرجل وهو ما تفعله الدراما لأنها انعكاس للواقع المعاش .
الفنان جلال كامل قال :
الدراما لم تعطِ المرأة العراقية حقها لأنها اصلاً لم تعطِ الواقع العراقي حقه وهناك قصور واضح في هذا الاتجاه والملامة تقع على الجميع ونحتاج الى نصوص كثيرة لتعميق هذا الاتجاه اي تقديم المرأة على نحو ايجابي ومؤثر فربما بتكرار التجربة وكثرة الاعمال تنغرز الاعمال الجيدة التي تُعيد للمرأة حقها في الدراما .
الممثل والموسيقي ستار الناصر قال :
الدراما العراقيـــــة أخفقت وفشلت فشلاً ذريعاً في انصاف المرأة وتقديمها بالصورة التي يجب ان تليق بها كإنسانة تمثل نصف المجتمع والسبب الاساس هو السينارست او الكاتب الذي يؤسس للدراما العراقية ، فالكاتب على ما يبدو لم يعش الواقع كما ينبغي حتى يتمكن من الكتابة عن المرأة ، فهو يكتب من اروقة مكتبه العاجي من دون ان ينزل الى الميدان وكذلك الخلل في الاخراج ايضاً لان المخرج لا يتمتع بخيال خصب يستطيع ان يدفع بالمـــرأة في اعماله الى نماذج متقدمة ومؤثرة في الاعمال الفنية ، بل ظل المخرج اسيراً للسيناريو ولم ينهض به .
واضاف : لا أعفي المجتمع ككل باعتباره مجتمعاً ذكورياً لا يهتم بالمرأة الا بالحدود التي يراها كافية لها وتغليب الرجل عليها في نواحي الحياة جميعا.