اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انتخبوا (هذا) لحكم العراق

انتخبوا (هذا) لحكم العراق

نشر في: 13 مارس, 2013: 09:01 م

بعد الخيبة (ات) التي زخت بمطرها الأسود على أبناء الرافدين، غدونا لا نشترط في من سيجلس على كرسي السلطة غير صلاحيته للحكم.
لقد تخلينا سنة بعد سنة، وخيبة إثر خيبة عن تطلباتنا التعجيزية السابقة في البحث عن البطل، العملاق، المنقذ، ذي العصا السحرية الذي ينتشل الوطن والناس من براثن الأفاعي والذئاب وبنات آوى، وقيعان الحضيض، ويحلق بهم نحو الذري! ههههه.
لقد سئمنا شروطنا التعجيزية وسئمتنا، وغدا جل المراد أن نجد شخصا بمواصفات إنسانية رفيعة، يعي حقيقة إنه ليس فوق مستوى البشر، والوطن ليس لعبة، والجماهير ليست قملا او جرادا، يجرب عليهم المبيدات ليتقي شرهم او أذاهم، كما إنهم ليسوا كومة نفايات وأكداس قمامة، سهل التخلص منها بالحرق او الردم، كما  إنهم –بالتأكيد- ليسوا قطعان ماشية تساق للذبح في المواسم والأعياد.
صار جل مرادنا البحث عن إنسان يرى في كل مواطن قيمة عليا، له كل الحقوق المشروعة: أن
يعمل، يتعلم، يحيا بكرامة، يحظى برفاهية، وألا تنتهك حرماته الفردية والجماعية تحت أيما ذريعة مختلقة وألا تتعطل القوانين بسبب نزق مستشار، أو نزوة ابن، أو إرضاء خدين.
قد أتهم بالطوباوية إذ أضع شروطا لنموذج غير متوفر إلا في رؤوس الفلاسفة وأحلام المنظرين.
ليكن... وهذي بعض الشروط:
* أن يكون سليما من الأمراض الجسمية والنفسية (الوسوسة)  والعقلية (الذهان وانفصام الشخصية)!
*شهادة حسن السلوك مطلوبة بدرجاتها القصوى: ألا يكون قاتلا، او سارقا، أو مغتصبا، او منتحلا، أو شاهدا شهادة زور... وألاّ يكون محكوما عليه بجناية او جنحة مخلة بالشرف، ولم يرد له اعتباره بعد.
* متعلم، مثقف، نزيه، عف اللسان، عفيف النفس. لا يميل نحو اليمين عن هوى، ولا يجنح نحو اليسار عن جهالة.
*صغير أمام الحق، كبير بمعية القانون، خليلته العدالة ورفيقه الإنصاف.
*المواطنون في موازينه سواسية، يتوازون عند تكافؤ الفرص، لا فرق عنده بين أشقر وأسمر، وجميل ودميم، لا فرق لديه بين عرق وعرق وملة وملة، او أسم واسم، ولقب ولقب، ودين ودين، وطائفة وطائفة،، عندما يضيق المقام ويحصحص الحق
* متواضع دونما ذلة، ذو كبرياء دون غرور، حليم دون شطط، واسع الإدراك، بعيد النظر، يفرق بين الماس ولا مع الحصى، ويميز بين الذهب والشبه.
يجيد التفريق بين الماء السايح والدم المسفوح. بين عرق جباه الكادحين ولمى الجواري والغانيات.* ليس في سجونه أبرياء، او محكومين بالظن، او مدانين بالشبهة.
* لا يتحصن بقصور باذخة وغالبية الشعب لا تجد سقفا آمنا ومأوى ولو بمساحة قبر
* ألا يتجاوز ما يملكه بعد رحيله عن الكرسي، الحد المعقول من رواتبه الرسمية ومخصصات ولايته
* لا يفرط في جيرة، تهورا او استعجالا، ولا يبدأ  خصومه  بالعداء، ويدفع بالتي هي أحسن كلما لاح نفور أو طرأت ضغينة.
* ما من شرط محدد لعمر المرشح سوى: شرط تجاوز سن المراهقة العمرية والعقلية، وعدم بلوغ   سنوات أرذل العمر او  خرف الشيخوخة.
* مدة ولاية المرشح أربع سنوات –  – غير قابلة للتمديد، لماذا؟؟  لأن الماء الراكد يأسن ويتسنه، ولو كان من زلال، ومن لا يستطيع البذار والحصاد بأربع سنوات، لن يستطيع بأربعين.
*حاشيته: العلماء والبحاثة وأرباب الثقافة والعلوم والفنون.
* سماره: نفائس الكتب وسير النابهين، السابقين واللاحقين.
  *حراسه: شعبه، يذودون عنه، يفتدونه، يخافون عليه، لا يخافون منه.  يفتديهم لا يجعل منهم أكباش فداء حين يجد الجد.   
*محاكمه بيوت للعدل، ملاذ الأبرياء من الظلم والجور والاستحواذ، قضاته أكفاء ذوو نزاهة لا يحيدون عن حق ولا يحكمون بباطل.  ولو على أشياعهم او ذوي قرباهم.
* أبوابه موصدة دون الغوغاء والمشعوذين والوصوليين، والمصفقين وضاربي الطبول، والمنافقين، وأهل التقية، والحواة، وناشري الأضاليل، اولئك يمالئونه ليرضى عنهم، يضحكونه ليضحكوا –في مجالسهم - عليه، يؤنسونه ليستأنسوا  بجزيل عطاياه. يمدحونه بما ليس فيه ليستدروا أثداء نقصه.
** دلوني على إنسان بتلك المواصفات، يرتضي بالشروط الصعبة تلك، ويتحمل مسؤولية بلد ثري عريق، لكنه مهدم مهشم فقير سقيم، إنسان، ينوء بمسؤولية شعب حي، دافق الحياة، لكنه مغيب مستلب ومتعب.
دلوني عليه، وعندها، لا يهم إن كان قصيرا او فارع الطول، غنيا او لا يملك شروى نقير، رجلا كان او امرأة، سنيا او شيعيا، عربيا ام كرديا أم صابئيا ام ايزيديا، مهاجر او مهجرا، عند سفح جبل او على متن مشحوف.
أينه؟؟ اناديه بتضرع أم ولهفة ابنة، أناديه وأقارع به غيره،، واقترع عليه، هذا الموضوع تجاوز عمره الأربعة عشر عاما، كتبته في صحيفة لندنية معارضة، قبل السقوط.  وأعدت نشره في صحيفة عربية يومية بعد السقوط، وها إني أرشحه للنشر  بمناسبة قرب موسم الانتخابات، لعل وعسى من ينبري ويقول: ها أنذا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram