"لا يجب أن يبقى الوضع على ما هو عليه، ذلك معناه أننا ذاهبون بقوة إلى الهاوية". هذا ما نشره أمس الكاتب عبد الخالق كيطان في صفحته على الفيسبوك. وقبل أن ينتظر الردود أضاف "أتمنى أن يضيف المثقفون العراقيون باختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية أصواتهم ولا يكتفوا بإضافة (لايك) .. اليوم يتعرض العراق إلى أكبر محنة والمخاطر المقبلة أكبر مما نتصور .. ليس بالضرورة أن يكون ما هو مطروح يمثّل الحلّ الأمثل ولكن الاسهام في النقاش ربما يدلنا على مخرج من المحنة التي يتعرض لها العراق.. وكفى بكاء!". واضح أنها دعوة للمثقفين العراقيين أن لا يظلوا مكتوفي الأيدي وان يتحركوا بخطوات عملية بأمل أن يبعدوا البلاد من السقوط بهاوية جهنم الاقتتال الطائفي. كيف؟
قبل الإجابة أشير الى أن هناك رابطاً على صفحة عبد الخالق له علاقة بصيحته هذه، التي كان لها أساس في حوار معه نشر على موقع "ساحات التحرير" الالكتروني. خلاصة ما قاله أن المشكلة هي المالكي تحديداً، "فهو يعطي الذريعة للآخرين بأن ينتقل الخراب للعراق". شاركه في الرأي الكاتب قحطان جاسم إذ يقول إن "المالكي رقعة في لعبة أكبر منه .. وهو لا يجيد اللعبة تماماً". لا أظنهما جانبا الحقيقة أو بالغا فأنا مثلهما مقتنع أنه هو أسّ المشكلة وجذرها. أما الحلّ فلا بد من اثنين: أما أن يرحل أو يواجه نفسه ثم الشعب بفشله ويتراجع عن خطه الاستبدادي بإجراءات عملية الى أن تنتهي ولايته ليريح العراق ويستريح. أي مجاملة في هذا الأمر ستكون قطعاً على حساب دماء العراقيين وخراب العراق.
أمام المثقفين العراقيين فرصة سانحة، ربما أخيرة، ليكون لهم دور في تحقيق مساعدة المالكي على التخلص مما ورط نفسه فيه وورط البلاد كلها من بعده. إن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة على الأبواب. ولو لملمت الحكومة نفسها بالكامل ومعها السياسيون العاطلون عن الفعل وحتى ثلاثة أرباع البرلمان فليس فيهم وجه واحد يمثل الوجه الثقافي لبغداد أو العراق. الأمر يحتاج الى بيان ثقافي قصير وصريح يوقعه الأدباء والشعراء والكتاب والفنانون التشكيليون والمسرحيون والموسيقيون والمغنون: أما أن تزيحوا الخوف عن صدور الناس وتبعدوا شبح الحرب وما حوله من أشباح للموت والخراب والفقر والبطالة والمزابل، وإلاّ فسنقاطع المهرجان، وأقيموه من دوننا إن كنتم قادرين. وهنا أذكّر بأن كثيراً من أدباء العراق ومثقفيه وفنانيه، خاصة ممن كانوا بالمنافي في أيام صدام، كتبوا لأصدقائهم من مثقفي العرب والعالم أن يقاطعوا مهرجانات الحروب المربدية والتطبيلية وحققوا بعض النجاحات. يمكن أيضاً أن يناشدهم البيان المقترح لمقاطعة المهرجان إن لم تستجب الحكومة وعلى رأسها المالكي لنداء العقل.
أذكّر مرة أخرى، إن نفعت الذكرى، بأن المالكي قد سئل في لقاء صحفي عند حضوره مؤتمر القمة الإسلامية بالقاهرة عن من يشده من الكتاب العراقيين فلم يذكر اسماً عراقياً واحداً بينما أجاب بأنه يقرأ لشخصيات إيرانية. إنها إهانة لا أظنها غير مقصودة. مع هذا سيأتي، لو عقد المهرجان، ليخطب بالمثقفين العراقيين وهم جلوس برغم تجاهله لهم أمام الصحافة والإعلام العربيين.
الأجدى به أن يتركنا ويرحل لإيران ليعقد مهرجانه الثقافي هناك. وليمجد شخصياتهم التي يقرأها، والله ومحمد وعلي ويّاه!
دعـوة لعصيـان ثقافـي
[post-views]
نشر في: 16 مارس, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 5
Abu Semir
Big possibility that Iran forced him to bring Iraq to its knee, and he does not give a yoyo what will happen, did Sadam care
المدقق
يبدو ان دراستك لعلم النفس جعلتك لا تميز بين ان يكون شخص واحد هو اساس كل المشاكل ام ان كل من يقف ضد هذا الشخص هم اناس نفغيون ومتلونون وانتهازيون .. انك اختصرت كل مشاكل العراق واختزلتها بشخص المالكي . فاريد ان اسالك هل ان ذهاب المالكي فيه حل لكل المشاكل ؟؟
علوان حسين
الصديق العزيز د. هاشم العقابي بعد التحية ,أسمح لي أن أخالفك الرأي ولعلك تتذكر الأزمة التي كادت تعصف بالبلاد أيام كان الدكتور الجعفري رئيسا للوزراء , هي نفسها الأزمة الآن بكل مخاضاتها وأسبابها معروفة . المشكلة ليست في المالكي شخصيا ولو بدا هو بطلها اليوم
رأفت الخزرجي
استاذ هاشم.. اشكد نزلت من نظري بيوم الي مسحتنس وسويت عليه حضر بلفيس بوم و وراها يله كتبتلي تعليق جواب اليه... هذا انهزام وجبن ومو من شيمه الرجال الي متخاف وتسمع المقابيله شيكول....... مع الاسف يا كريم العين
فرهاد
لاتعرفون من هو هاشم العقابي هذا الرجل من الضحالة بانه ينتعش مع كل رد حتى لو كان سبابا فالرجل تائه بين الخمر والانحطاط الفكري والخلقي اتركوه ينبح فالحجر الذي يحتاج للقمه اغلى منه