TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > عامان على الثورة.. سوريّون يحلمون بالحرية ويقاسون الواقع

عامان على الثورة.. سوريّون يحلمون بالحرية ويقاسون الواقع

نشر في: 17 مارس, 2013: 09:01 م

صادف يوم الخامس عشر من آذار الجاري الذكرى الثانية للثورة السورية، التي بدأت سلمية، وطالب أصحابها بالحرية، واستمرت حتى اليوم ولكن بشكل دموي حصد حياة عشرات الآلاف، وشرد الملايين. وحول البدايات، قالت ميديا داغستاني، الناشطة المعارضة من مدينة حمص: "كانت

صادف يوم الخامس عشر من آذار الجاري الذكرى الثانية للثورة السورية، التي بدأت سلمية، وطالب أصحابها بالحرية، واستمرت حتى اليوم ولكن بشكل دموي حصد حياة عشرات الآلاف، وشرد الملايين.

وحول البدايات، قالت ميديا داغستاني، الناشطة المعارضة من مدينة حمص: "كانت التظاهرة الأولى رائعة جدا، فقد كنا نهتف من أجل سقوط النظام، ومن ثم نصمت لسماع غيرنا ينادي من أجل سقوط النظام... وهكذا." أما بالنسبة لسائق الشاحنة أبو مريم، فالثورة بالنسبة له بدأت بعد رؤيته لعدد من قوات الجيش السوري وهم يضربون متظاهرين في حلب، إذ قال: "رأيت متظاهرين يصرخون... الله أكبر... وكانوا يتلقون الطعنات بالسكاكين. فانضممت إليهم على إثر ما رأيت، وحينما وبدأت بالهتاف: الله أكبر... فأحسست أنني ولدت من جديد."

واليوم، وبعد عامين من الثورة، مزقت النسيج السوري حرب أهلية قتلت أكثر من 70 ألف شخص، وشردت الملايين في أنحاء مختلفة من البلاد، وما يتخوف منه الكثيرون أن تؤدي هذه الحرب إلى زعزعة الاستقرار في دول الجوار.

وقالت داغستاني: "بالطبع، لو نجحت الثورة في تحقيق أهدافها خلال الأشهر الستة الأولى لكانت الأمور أسهل بكثير."

ولكن، لم يدرك النشطاء أن الحرب هذه يمكن أن تحصد هذا الكم من الأرواح، فقد غيرت حياة الكثيرين، ومن بينهم داغستاني وأبو مريم. فقد أظهر تسجيل فيديو يعود لعام 2011 داغستاني وهي ترتدي قميصا عليه صورة تشي غيفارا وتلف وجهها بقطعة من القماش، بينما كانت تقود جمعا من النساء يهتفن ضد الحكومة السورية.

وقالت داغستاني: "أنا أعارض النظام السوري حتى قبل الثورة. فوالدي قضى ثماني سنوات في السجن، فكبرت في عائلة تكره النظام، من الأب حتى ابنه."

أما أبو مريم، فيروي حكايته مع السجن ويقول: "في السجن المركزي، التقيت الكثير من الثوار السوريين، وبدأنا بالتنسيق معا، وتحدثنا حول أسباب عدم مشاركة الحي الذي جئت منه، بستان القصر، في الثورة. وعندما تم إطلاق سراحي، بدأت العمل مع النشطاء لإقامة التظاهرات في بستان القصر."

وفي الوقت الذي أطلق فيه الثوار اسم "ثورة" على حركات التظاهر، نعتها النظام بـ"الإرهاب."

فقوات الجيش السوري تصدت لجميع أشكال النضال، عبر الاعتقالات، ووسائل التعذيب، وبحلول صيف 2011، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 2200 شخص قتلوا خلال الثورة، مع استمرار نزوح اللاجئين إلى خارج البلاد.

وأكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن النظام السوري قد يكون متهما بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية."

وفيما يتزايد عدد القتلى، بدأ بعض الثوار بتسليح أنفسهم، وجمعوا أنفسهم ليعرفوا باسم "الجيش السوري الحر،" المكون بشكل عام من جنود انشقوا عن الجيش النظامي السوري، وبعد عام من الثورة، نجحوا في إخلاء بعض القرى والبلدات من عناصر النظام، خصوصا في المناطق الشمالية من البلاد.

ورغم ذلك، لا يزال النظام السوري يسيطر على المدن الكبرى في البلاد، عبر استخدام الضربات الجوية، والبرية، لاستهداف الثوار.

وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، قد صرح في مقابلة سابقة أن النظام السوري سيفوز في هذه الحرب، وقال: "هذا ليس خيارنا، فهو خيار من أرغمونا على الدفاع عن شعبنا ومدننا. ما نطلبه هو وقف جميع أعمال العنف، واللجوء إلى الحوار كوسيلة بديلة.

ومع استمرار القتال، بدأت عناصر إسلامية تدخل سوريا للقتال، من أبرزها جماعة "جبهة النصرة"، المرتبطة بالقاعدة التي أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من أعمال التفجير بالسيارات المفخخة حصدت أرواح الأبرياء في العاصمة السورية دمشق.

غير أن أبو مريم لاحظ الاختلاف الذي طرأ على الثورة بعد دخول هذه الجماعات إلى سوريا، فقال: "خلال الأيام الأول من الثورة السلمية، لم أكن أعلم ما هي جبهة النصرة. كانت لنا ثورة واحدة وعلم ثورة واحد، ولكن عندما بدأنا بتلقي الأسلحة، ودخلت جبهة النصرة على الخط، بدأت النزاعات بالظهور بين السوريين."

ولكن يبدو أن ميديا داغستاني، التي تعيش في المنفى، أكثر تفاؤلا من أبو مريم، إذ قالت: "بالطبع أنا فخورة بالثورة." وفي اسطنبول، حيث تعيش، تعمل داغستاني على إنتاج الأفلام والتقارير لدعم المعارضة السورية.

فبين سوريّة تعيش في المهجر، وتحمل تفاؤلا كبيرا بما ستؤول إليه الأحداث، ومناضل يعيش في الداخل يقاسي الأوضاع الصعبة يوميا، تستمر الثورة السورية في تقديم الأمل لمن هم بحاجة إليه بعد عامين من انطلاق شعلتها في درعا.

من جانب آخر دعت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس (السبت) إلى توخي الحذر بشأن مسعى فرنسا وبريطانيا لرفع حظر يفرضه الاتحاد على توريد الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية، وشككت في مدى تأثير مثل هذه الخطوة على المحاولات الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية. وقالت آشتون في تصريحات مساء أمس السبت، إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي التشاور مع الوسيط الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب بشأن مدى تأثير رفع الحظر على جهودهما الرامية لبدء المحادثات لإنهاء الأزمة السورية.

وذكرت آشتون خلال مؤتمر نظمه صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة وهي مؤسسة معنية بتعزيز التعاون عبر الأطلسي "ما ينبغي علينا التأكد منه هو ألا يزيد أي شيء نقوم به من صعوبة ذلك العمل"، في إشارة إلى المساعي السياسية الهادفة إلى إنهاء النزاع في سوريا.

وأوضحت آشتون أنها أبلغت قادة الاتحاد الأوروبي بضرورة التفكير بحرص شديد في تداعيات رفع حظر السلاح، وتطرقت قائلة:"هل سيزيد إرسال الأسلحة إلى الميدان من احتمال قيام آخرين بنفس الشيء؟ ماذا سيكون رد فعل الأسد بناء على ما نعرفه عن ردود فعله حتى الآن؟ هل سيوقف ذلك قتل الناس أم سيسرع من وتيرة قتلهم؟".

وقد جاءت تصريحات آشتون في إطار الرد على المساعي التي تقوم بها كل من بريطانيا وفرنسا لتسليح المعارضة السورية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التشكيلة الاساسية للمنتخب الوطني أمام اليمن

اكتشاف مقبرة جماعية تضم عشرات الضحايا في المثنّى

الجولاني: تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة

العراق يحتل المرتبة 70 في مؤشر الجوع العالمي لعام 2024 ويحقق تحسنًا طفيفًا

أفراد الجيش السوري السابق يسلمون أسلحتهم لهيئة تحرير الشام

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ترامب: تركيا استولت على سوريا بطريقة "غير ودية"

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

الحوثي يعلن الحرب على إسرائيل ويهدد "بن غوريون"

مقالات ذات صلة

ناشط كندي معارض لحركة خالستان السيخية يتلقى تهديداً

ناشط كندي معارض لحركة خالستان السيخية يتلقى تهديداً

 ترجمة عدنان علي أفادت تقارير بان الناشط، ماندير سنغ جل، وهو من كبار معارضي الحركة المؤيدة لخالستان السيخية في كندا، قد تلقى تحذيرا رسميا من قبل سلطات فرض القانون بان حياته تحت التهديد....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram