سمعنا وقرأنا وشاهدنا كثيراً من الفرق الأوروبية خصوصاً ذائعة الصيت منها عندما تعسكر في مناطق الخليج العربي لأسباب عـدة منها التخلص من برودة الجو القاسية التي تجتاح دول اسبانيا والمانيا وايطاليا وانكلترا وغيرها ممن تتمتع بأفضلية كبيرة في مجال كرة القدم ، فضلاً عن ان هناك مردوداً مالياً كبيراً يُقدم لتلك الاندية مقابل إقامتها معسكراً تدريبياً في دول الخليج واقامة مباريات تجريبية مع بعض الفرق الخليجية اضافة الى ان تلك المعسكرات تتيح للاعبي هذه الاندية المهمة والكبيرة فرصة التمتع بأجواء حارة في عــز الشتاء .
اليوم طرق سمعنا ، بل وشاهدنا بأم أعيننا ان فرقنا المحلية المتواضعة بكل شيء من مستوى فني الى مراحل اعداد فقيرة قد تتلاءم مع مستوى دورينا وملاعبنا التي تفتقر الى البنى التحتية بصورة ملفتة للنظر منها الملاعب التي لا تصلح اطلاقا لممارسة لعبة كرة القدم انها شدت الرحال وعزمت على اقامة معسكرات تدريبية خارج العراق والبعض منها في إقليم كردستان العراق تحضيراً لخوض منافسات المرحلة الثانية ، لكن ما لفت انتباهنا ان تلك المعسكرات تقام اغلبها في مدينة انطاليا التركية وقد شاهدنا ان فرقنا بدأت تتسابق وتتهافت على تلك المدينة وكأنها المنقذ الوحيد لحل لغز تلك الفرق ، فلا نعرف هل ان المصباح السحري قد دُفن في تلك المدينة من دون غيرها، وما زال البحث عنه جارياً في كل عام ولمرتين في العام الواحد، الاولى تسبق المرحلة الاولى من دوري النخبة والثانية تسبق المرحلة الثانية من الدوري ذاته وعسى ان يرسم مستقبلاً وردياً لمن يجده أم ان هناك ما يجعل فرقنا تصل ذروة عطائها نتيجة استنشاقها نسيم البحر الذي تطل عليه تلك المدينة؟
لقد اصبحنا في حيرة من أمرنا بعد ان سمعنا الكثير من تلك الاندية التي صرحت كثيراً انها تعاني من عوز مالي وخواء ميزانياتها وطالبت بتوفير ميزانيات كبيرة لمواصلة مشوارها بالدوري لكنها ما تلبث ان تُقيم معسكرات تدريبية أو ترفيهية ان صحّ التعبير لفرقها في مدينة انطاليا التركية ، وعلى ما يبدو ان ادارة نادي النفط صَحَت على نفسها وغيّرت مسارها هذه المرة بعد ان علمت ان معسكر انطاليا لم ينفع كون فريقها الآن يحتل مركزاً متواضعاً في منتصف لائحة النخبة حيث عزمت الى زج فريقها في معسكر تدريبي في العاصمة اللبنانية بيروت للاحتكاك بالفرق هناك التي حسب قناعة ادارة النفط انها تتفوق على فرقنا ودورينا وبالتالي تحقيق الفائدة الفنية ، فيما ذهب فريق المصافي هو الآخر الى مدينة السليمانية واقام معسكراً هناك لكن الغريب ان هذا الفريق سينهي معسكره بعد غــد الخميس ولم يخض حتى الآن اية مباراة تجريبية، فما فائدة المعسكر إذاً ؟
وسمعنا ايضا ان فريق الطلبة غادر هو الآخر الى العاصمة الاردنية عمّان ليقيم معسكراً تدريبياً اسوة ببقية الفرق الاخرى عسى ان ينتشله من المركز الخامس عشر لكن ما يجعلنا نستغرب أمر هذا النادي ان رئيسه في كل مرة يطل علينا من شاشات التلفزة ويقول (اعطيني 3 مليارات وسأخطف اللقب) طيب من اين ستدفع مبالغ المعسكر المعروف عنها انها باهظة جداً في الوقت الذي يعلم الجميع ان ميزانية هذا النادي تعاني من خوائها كثيرا بسبب تراجع الفريق!
أتمنى على ادارات تلك الاندية ان تعي مسألة المعسكرات هذه من وجهة نظري المتواضعة وكل المعنيين بالشأن الكروي لم تعد إليها بالفائدة الفنية التي تبحث عنها ولا تزيد عن انها معسكرات ترفيهية لتغيير الجو والاستجمام فقط وان العبرة بالذي يحقق نتائج ايجابية تضعه في برج سعده وكان المفروض بها استثمار مبالغها لبناء تلك الاندية وترميم ملاعبها الآيلة الى السقوط.
معسكر أم ترفيه؟
[post-views]
نشر في: 18 مارس, 2013: 09:01 م