ليس بان كي مون ابن عم لمسعود بارزاني ولا ابن خالة لإياد علاوي ولا زميل دراسة لفخري كريم ولا صديقاً مقرباً أو شريكاً في مصلحة لأي ممن يرى رئيس حكومتنا وصحبه فيهم منافسين أو مزاحمين على كرسي الحكم أو حسّاداً أو حتى خصوماً أو معادين. وبان كي مون ليس سنياً، ليُتّهم مثلا بمعاداة الشيعة، بل هو غير مسلم، والأرجح انه بوذي (كوري جنوبي) أو قد يكون مسيحياً أو ربما غير متدين ( لم يسعفني العم غوغل في معرفة ديانته).
نعم، اني أتحدث عن الأمين العام للأمم المتحدة لا غيره، والمناسبة تقريره الدوري (كل أربعة أشهر) الذي قدّمه أخيراً إلى مجلس الأمن بشأن الأحوال في بلادنا. التقرير ينبّه إلى "تعاظم التوتر" في البلاد، مشيراً إلى حركة الاحتجاجات المتواصلة منذ أشهر في الغرب والشمال الغربي وتفاقم أعمال التفجير الإرهابية واشتداد الأزمة بين حكومة المالكي وإدارة إقليم كردستان.
ويلفت التقرير إلى أن "البيئة الأمنية في العراق ظلّت متقلبة وعصية على التنبؤ طوال الفترة المشمولة بالتقرير تؤججها التوترات السياسية والطائفية وتتسم بشنّ جماعات المعارضة المسلحة والمنظمات الإرهابية عملياتها مع تكييف إجراءاﺗﻬا وأساليب عملها حسب الوضع الميداني"..
ولهذا يحضّ السيد بان كي مون في تقريره الحكومة على التزام "أقصى درجات ضبط النفس" في التعامل مع الأوضاع في البلاد، والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في السجون والمعتقلات، وسلوك طريق الحوار مع المختلفين معها والمحتجين عليها(هذا تنديد ضمني بمكابرة رئيس الحكومة وصحبه وإعطائهم الأذن الطرشاء لآراء المختلفين ومطالب المحتجّين).
وفي هذا الصدد يكشف التقرير عن أن وزارة الداخلية منعت مفتشي وأعضاء البعثة الدولية في بغداد من دخول مراكز الاحتجاز التابعة للوزارة للاطلاع على أوضاع المعتقلين وتقييم ما إذا كانت الإجراءات التي تتبعها تتماشى مع المعايير الدولية، لكنه يؤكد أن "العديد من المحتجزين والسجناء الذين قابلتهم البعثة في مرافق وزارة العدل، وأفراد أسر الأشخاص المحتجزين في مراكز الاحتجاز التابعة لوزارة الداخلية، أفادوا بأنهم تعرضوا للاعتداء وسوء المعاملة وللتعذيب في بعض الأحيان على يد السلطات أثناء احتجازهم في مرافق وزارة الداخلية".
وخلص التقرير إلى أن النظام العدلي في العراق "يعتريه الكثير من نقاط الضعف"،
هذا غيض من فيض مما جاء في تقرير السيد بان كي مون الذي لا بد من التذكير مرة أخرى بأنه ليس ابن عم لمسعود بارزاني ولا ابن خالة لإياد علاوي ولا زميل دراسة لفخري كريم ولا صديقاً مقرباً أو شريكاً في مصلحة لأي ممن يرى رئيس حكومتنا وصحبه فيهم منافسين أو مزاحمين على كرسي الحكم أو حسّاداً أو حتى خصوماً أو معادين، ليكتب تقريراً لا يرضي رئيس الحكومة وصحبه.
يا جماعة الخير (أقصد جماعة الحكومة بمن فيهم رئيسها): في إدارتكم الحكومة والدولة عيوب كبيرة .. ومن هذه العيوب ينفذ الإرهابيون الذين روّعونا أمس مرة أخرى... اسمعوا من بان كي مون، واسمعوا منا حتى لا تفوتكم وتفوتنا مرة جديدة فرصة إصلاح عيوبكم.