صباح الحياة يابغداد، أيتها الحبيبة المغلوبة على أمرها، المخدوعة حين اعتقدت أن حكّامها سينظرون إليها باعتبارها سيدة المدن، فيما هم مصرون على أن تعيش جارية في بلاط دول الجوار.
صباح الحياة يا ام العراق وأنت تعيشين في ظل مسؤولين يجعلون من الحق جريمة، يعدون ولا يفون،، السياسة في عرفهم سعي محموم وراء الأطماع وتعاون مع الإثم وتحالف ضد الصدق، ثروتهم الضلالة، يحاربون بكل ما أوتوا من أجهزة قمع للدفاع عن قيم التخلف والظلام.
صباح الحياة يابغداد وانت تنظرين كل يوم الى وجوه ساسة نامت ضمائرهم وشبعت نوما، سياسيون بعقول متحجرة من الماضي، منفصلون عن احلامك، يفتحون ابواب خزائنك أمام السراق والمزورين والانتهازيين.
صباح الحياة أيتها المدينة ياشبيهتنا في الأسى، اليوم أنت وأبناؤك وجوهكم شاحبة ومتعبة، مسكونة بتجاعيد الخوف من المستقبل، والسبب سياسيو الصدفة الذين سرقوا أحلامك وأحلامنا، وجعلوا منك رهينة بيد مجموعة من الانتهازيين والمتسلقين والقافزين فوق سطح التغيير بمنتهى الخفة.
صباح الحياة يا ام العراق فقد كنت مثلنا مخدوعة حين تصورت أن الديمقراطية ستقدم إليك ساسة يبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون السرقة واللعب على الحبال، كنت مثلنا مخدوعة حين اعتقدت أن الذين جاءوا باسم المحرومين والمظلومين لن يتحولوا في ليلة وضحاها إلى أغنى الاغنياء، صدعوا رؤوسنا بخطب عن دولة العدل فيما هم ينتهكون العدالة في وضح النهار.
صباح الحياة يابغداد فقد اكتشفنا معك أمس وبعد عشر سنوات عجاف عشناها في ظل جنرالات الطائفية.. ان لابصيص أمل يرتجى من " زعاطيط السياسة ".
صباح الحياة يابغداد وانت تبتسمين لابنائك وهم يخرجون الى الحياة رغم كل المصائب مصرين على القفز الى المستقبل وليس الى الموت.
صباح الحياة يا ام العراق وأنت ترفعين كل يوم شعار دعوا أبنائي يعيشون.. فقد كنت ولازلت وستبقين ضد أمراء الحروب، ضدهم جميعا، مهما كانت مواقفهم ومبرراتهم.
صباح الحياة يابغداد ستبقين معنا ونبقى معك، سنحميك وتحمينا، نمنع عنك الموت وتمنعين عنا الأسى، صباح الحياة يا ام العراق، ستبقين عصية على جلاديك، المصرين على فرض العتمة والخراب وتحويل العراق الى قبر جماعي.
صباح الحياة يامدينتي وانت تتشحين بالسواد والصمت، لكنك ترفضين ان تنزلقي نحو عصور الظلام.. والعتمة!، وتصرين على ان تتنافس فيك الاحلام والامال.
صباح الخير يا ام العراق وانت تعبقين بالوان جواد سليم وعطا صبري وفرج عبو وفائق حسن، صباح الحياة يا مدينة بألوان من قوس قزح، غنى بها ولها أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وفائزة احمد وتوله فيها عشقا القبانجي وسليمة مراد وزكية جورج ولم يكن يدور بخلد هؤلاء ان يصر البعض الى ان يجعلوا منك داراً للآخرة بعد ان كانت حاضرة للدنيا.
صباح الحياة يامدينتي فقد توحدنا فيك، ذبنا في شوارعك وحيطان بيوت الحيدرخانة والاعظمية والشعلة والكاظمية، فقد صرت اسمنا وعنواننا والمهنة التي لانجيد سواها.
صباح الحياة يابغداد، ستنتصرين وننتصر معك على كل منتفعي السياسة وامراء الحروب،و سنحول شوارعك الى اسرة لنا، سنتقاسم معك رغيف الحياة.
صباح الحياة يا ام العراق، هل لك ان تمنحينا مزيدا من الشرف بان تكوني القائدة والرائدة لعشاق هذا الوطن وشهدائه.
صباح الحياة يامدينتي وانت تقدمين كل يوم قرابين من ابنائك ضحية لعقول متحجرة.
صباح الحياة يابغداد، كلانا سينتصر في النهاية.، فبغداد الكرملي وغائب طعمة فرمان والكاظمي والجادرجي وكوركيس عواد وعفيفة اسكندر لن تتحول الى امارة من إمارات الظلام، وسنظل نغني مع القبانجي:
سلام على دار السلام جزيل ...... وعتبى على ان العتاب طويل
بغداد لا اهوى سواك مدينة ...... ومالي عن ام العـــــــــراق بديل
جميع التعليقات 3
Abu Semir
Baghdad we love you and happy Naurouz.
كاطع جواد
لقد أدميت أفئدتنا يا استاذ بهذا السرد الحزين ..،نعم ستبقى بغداد بتاريخها الجميل وحاضرها العصي على كل من يريد ان يشوه وجهها الجميل ويعيدها الى عهد الظلام وكما قال شاعرنا العظيم مصطفى جمال الدين: بغداد ما اشتبكت عليك الأعصر الا ذوت وبريق عودك اخضر
ابو علاء
بغداد حبيبتنا كلنا وهي الام وهي البيت وهيه خيمتنا كلنا كنت اتمنى ان يكون انتقادك هذا في زمن الطاغيه المعتوه الذي جعل من بغداد مسرحا للحروب والنتهاكات بدا من غرفة نومه ومنزله وجعل كل من هب ودب ان ينتهك حرمت مدينتنا الحبيه بغداد اين كنت ياعلي ايام الحروب وا