في جلسة خارج التغطية، وعلى الطريقة العراقية في "التحشيش"، وبعيدا عن عيون الرقيب، اقترح فريق يضم عددا من الشباب مكلفين بتنفيذ حملة دعائية لقائمة كبيرة، إعداد نشرة إخبارية، تخالف السائد والمألوف في الساحة السياسية ،في محاولة لتجرع مرارة الواقع والابتعاد عن اجواء الاضطراب الامني ووجع الراس من استمرار التفجيرات بالسيارات المفخخة، والعبوات، وسط عجز أكثر من مليوني منتسب في وزارتي الدفاع والداخلية عن حفظ امن المواطنين.
وتحت تأثير "التحشيش" جاء الخبر الاول في النشرة الفنطازية "استقبل رئيس الحكومة نوري المالكي في مكتبه اليوم زعيم القائمة العراقية اياد علاوي وبحث الطرفان إمكانية تشكيل تحالف بين الجانبين تمهيدا لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في العام 2014 في اطار مسعى لتحقيق اصطفاف وطني يتجاوز التخندقات الطائفية والقومية" ولاضفاء تفاؤل الشباب على الخبر لاعطاء صورة مشرقة عن الحياة السياسية وحسم الخلاف بين القادة وزعماء الكتل ورد في خبرهم: "من جانبه ابدى علاوي تسخير علاقاته مع زعماء دول عربية خليجية لحثهم على الغاء الديون المترتبة بذمة العراق، وافتتاح سفارات دائمة في بغداد".
ومادامت جلسة التحشيش خارج التغطية جاء الخبر الثاني في النشرة بالشكل التالي "لمناسبة مرور اكثر من شهرين على ملاحقة اخر ارهابي في العراق، والتخلص من حوادث التفجير التي كانت سائدة في معظم المدن ومنها العاصمة بغداد، نظمت وزارة الداخلية احتفالا في متنزه الزوراء وبالهواء الطلق بحضور كبار المسؤولين والقادة السياسيين وأعضاء مجلس النواب من دون حضور عناصر حماياتهم، والسلك الدبلوماسي العربي والاجنبي، وشهد الحفل توزيع سندات تمليك دور وشقق سكنية للدفعة الاخيرة من ضحايا الارهاب، وسط حضور جماهيري عفوي واسع".
الشباب حرصوا على ان تتضمن نشرتهم أخباراً تكشف عن حسم جميع الملفات العالقة بين بغداد واربيل بحل مشكلة المناطق المتنازع عليها، واقرار قانون النفط والغاز وانجاز التشريعات المتعلقة بتنظيم العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم، وجاء في النشرة ان اللجنة المختصة بانجاز التعديلات الدستورية انجزت عملها وتلقت برقيات التهاني من القوى السياسية كافة، ومن جماعات مسلحة تخلت عن السلاح استجابة لمشروع المصالحة الوطنية تبارك للجنة عملها الوطني المهم في احتواء وانهاء خلاف سياسي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية.
النشرة الفنطازية ورد فيها خبر يفيد بان فريقا بحثيا عراقيا كلف من قبل جهة رسمية بالاتصال مع فريق علمي اجنبي حقق انجازا علميا كبيرا باستنساخ "النعجة دولي"، لغرض الاستعانة بخبراتهم للقيام بعمل مماثل في العراق، لتحقيق امنية احد النواب في استنساخ زعيم قائمته الانتحابية، لدوره في توفير الاجواء المناسبة لضمان استقرار العملية السياسية وقيادتها نحو بر الامان، وتم تخصيص المبالغ اللازمة لتحقيق هذا الانجاز وسط حصول موافقة شعبية وجهات سياسية على هذا المشروع، بوصفه سيفتح آفاقا جديدة لاستنساخ الرموز.
جلسة التحشيش أصبحت تحت التغطية بوصول مسؤول الدعاية للقائمة الانتخابية، وفي اول رد فعل على سماعه مقتطفات من النشرة الاخبارية الفنطازية وجه سؤاله للشباب "منو منكم شارب عرك"؟