هل حقاً هناك مَن يستغرب لما آل اليه واقع المنتخب الوطني بعد خوضه الجولة الثانية من تصفيات كأس أم آسيا 2015 ، ماذا نتوقع من توليفة تعرضت للقاحات فنية برازيلية ومحلية وصربية في غضون أربعة أشهر، كيف نتجاهل تخبط اتحاد الكرة في عدم الاستقرار على الطواقم الفنية والإدارية ونريد ان نرى فتحاً قارياً يطمئننا بالسير نحو قمم جبال رو دي جانيرو ومسطحات استراليا ؟ لا يمكن أن يتغير واقع الحال ما لم تتغير الأساليب البالية للمعنيين على شؤون كرتنا الذين يتحملون "مناصفة" النتيجة القاسية للأسود ومنظرهم المخجل وهم يتزحلقون على برك مياه الهزيمة في وقت سُرقت منهم في غفلة نقطة التعادل التي كادت تكافىء لهاثهم السلبي وراء الكرة على مدار الشوطين!
ثم من حقنا أن نضيف التساؤل : هل يستحق الرجل الصربي الذي أنسانا مهمته كمدير فني بعد تسمّره طوال المباراة كمتفرج ، اهتمام اتحاد الكرة بالتعاقد معه كمنقذ للأسود بعد انقطاع حبل الود مع المدرب المحلي؟ صراحة ، ان مشكلة اتحاد الكرة إنه لا يستمع لنصيحة المخلصين من العاملين في التدريب وأصحاب الخبرة من محللين ونقاد في السلطة الرابعة ، وغالباً ما يفسّر الانتقادات الموجهة ضده لاسيما الموضوعية منها بانها مكرّسة ضد اشخاص بعينهم، بينما واقع الحال يشير الى حرص المراقبين لأداء منتخبنا واستعداداته لأية مناسبة كروية يأتي بدافع الحرص على ظهوره بما يشرّف سمعة البلد بدلاً من الظهور المزري والمتقهقر بسبب ضيق الرؤية أزاء مقترحات كثيرة تعامل معها الاتحاد ببلادة.
إن مهمة الأسود اليوم باتت أصعب ، وتنذر بموانع مستحيلة في طريق التأهل الى نهائيات كأس الأمم المقبلة ، ولابد من الوقوف على أهم الأسباب التي أدت الى تراجع مستوى المنتخب الوطني وأهمها ان ما تحقق في خليجي البحرين لم يكن انجازاً كبيراً يدعونا للتكاسل في معالجة وضع المنتخب المتراجع أصلاً في ذهاب تصفيات المونديال ، وقد أسهم المدرب السابق حكيم شاكر بجزء من الضغط المبالغ على نفوس اللاعبين الشباب أكثر من طاقتهم عندما أكد في أكثر من لقاء ان الجيل الجديد سحب البساط من نجومه القدامى والكرة العراقية تدشن عهداً مستقراً لا ريبة فيه من دون ان ينتبه الى حاجة الأسود الجدد للخبرة والإعداد والفرص المتوازنة التي تتناسب مع اعمارهم الصغيرة في محافل كبيرة لا يتحملون ضغوط المواجهات المحتدمة والمفاجئة كما حصل في تشانغشا أمس الأول الجمعة.
احذروا من خطيئة حرق الشباب في تهلكة الغرور الذي أسهمنا جميعاً في تهيئة هذه الأجواء وصناعة نجومية مزيفة لهم ما لم يعاملوا وفق استحقاقاتهم وما يقدمونه من عطاء ، وقد لا يصلحون للاستمرار في المهمة الوطنية إذا وجد المدرب الصربي "المغلوب على أمره" بدلاء أفضل في جولاته المكوكية بين ملاعب الدوري ويكون على قناعة تامة لخياراته الخاصة ويتحمل التزامات عقده بشكل جدي بدءاً من لقاء عُمان في الرابع من حزيران المقبل.
ولابد ان ينتبه اتحاد الكرة الى ضرورة إعادة النظر في الملاك المساعد للصربي ( بترو ) حيث توكل الاتحادات الوطنية في العالم مهمة المساعد الى مدرب ذي باع طويل في شؤون قيادة المنتخبات والأندية وله من التجارب ما تسعفه ليكون وجوده اضافة نوعية مهمة للمدير الفني ، ولا ندري سرّ تمسك الاتحاد بالمدرب باسل كوركيس مع تقديرنا العالي لمسيرته الدولية مع المنتخب كلاعب استحق الأضواء في عهد كوكبة النجوم الكبار أواسط ثمانينيات القرن الماضي ، إلا انه اليوم بحاجة إلى المزيد من الخبرة والتدرّج في العمل الناديوي والاحتكاك مع لاعبي الدوري أطول فترة ممكنة ويصبح أكثر إقناعاً للمراقبين بأهمية دوره في الملاك الفني للمنتخب أسوة بالمدربين الذين استفادوا من دروس المنافسات المحلية وترجموها إلى ورقة عمل تخدم مصلحة المنتخب بوجود المدرب الأجنبي وهم: رحيم حميد ود.كاظم الربيعي وناظم شاكر سواء اتفقنا أم اختلفنا على عمل كل واحد منهم.
إنذار صيني مبكر
[post-views]
نشر في: 23 مارس, 2013: 09:01 م